مبادرة أهل الخير تغيث اللاجئين في مخيم البص


العربي الجديد 

أطلق نشطاء فلسطينيون مع قدوم شهر رمضان مبادرة إغاثية تحمل اسم "شباب أهل الخير"، لمساعدة العائلات المتعففة بمخيمات اللجوء في لبنان، كنوع من التكاتف والتكافل خلال شهر الصيام، وفي محاولة لرسم صورة معبرة عن تضامن اللاجئين الفلسطينيين في دول الاغتراب.
يقوم على تنفيذ المبادرة التي تتكرر سنوياً مجموعات من المتطوعين المقيمين في المخيمات، وهدفها مساعدة اللاجئين الفلسطينيين على مواجهة التحديات والأزمات التي تفاقمت بسبب اشتداد الأزمة المالية والمعيشية في لبنان، وتأمين مستلزمات الحياة اليومية الأساسية للعائلات الأكثر احتياجاً.
في "مخيم البص" للاجئين، جنوبيّ لبنان، جرى مع بدء شهر رمضان إطلاق المبادرة، ويقوم عليها مجموعة من شباب المخيم المتطوعين، وبدعم أساسي من تبرعات من فلسطينيين مغتربين أو مقتدرين، وهي تضم حالياً 70 متطوعاً يقومون يومياً بشراء وتجهيز وتوصيل السلال الغذائية إلى العائلات المحتاجة.
يقول المتطوع في مبادرة "شباب أهل الخير"، كامل ميعاري: "نجحت المبادرة في تأمين الحاجات الأساسية لعشرات العائلات، والمتطوعون يقسمون العائلات المستهدفة إلى ثلاثة مستويات: الأول خاص بالعائلات الأكثر احتياجاً، وهؤلاء تصل إليهم مواد غذائية يومياً، بينما عائلات المستوى الثاني تتلقى الغذاء كل يومين. أما عائلات المستوى الثالث، فيصل إليها الغذاء مرة كل أسبوع، والهدف تفادي تعرّض سكان المخيم للعوز خلال الشهر الفضيل، كذلك فإننا لا نكتفي بالتوزيع في داخل المخيم، وأحياناً نوزع على سكان التجمعات المجاورة مثل جل البحر".
يقع مخيم البص للاجئين الفلسطينيين على مسافة 1.5 كيلومتر جنوب مدينة صور اللبنانية، ويبلغ عدد سكانه 9500 لاجئ، بحسب إحصاء وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".
يعمل المتطوعون في المبادرة كخلية نحل، وهم ينقسمون بين من يؤمن المواد الغذائية، ومن يتولون جمعها وترتيبها في أكياس قبل توصيلها إلى العائلات. يبدأ العمل في الصباح الباكر، وهم يختارون الالتقاء في إحدى حارات المخيم يومياً للشروع في تجهيز المساعدات قبل العمل على توزيعها.
يقول المتطوع عدنان القاضي، وهو من سكان مخيم البص، إنه يعمل ليلاً منسق موسيقى (دي جي)، وفي الصباح يشارك في مساعدة شباب المبادرة. يضيف: "أشعر بالفرح حين أوصل مواد غذائية أو مساعدات إلى العائلات، وهم يمنحونني الدعاء في المقابل، وأكثر ما يفرحني شعوري بأنني أخدم شعبي من أهل المخيم. أشعر أيضاً بأن الدنيا ما زالت بخير حين يرسل أبناء المخيم المغتربون المال لدعم التضامن والتكافل، والتأكد من أنه لن يجوع أحد داخل المخيم. لولا مساعدة المغتربين، لما كنا نستطيع الصمود، وخصوصاً مع الانهيار الاقتصادي الذي يمر به لبنان مع تردي الأوضاع المعيشية الذي يؤثر كثيراً بالمخيمات الفلسطينية".
وجاءت تبرعات المغتربين الفلسطينيين في شهر رمضان لتشكل طوق نجاة في مشهد يؤكد مقولة "شدوا بعضكم يا أهل فلسطين"، وهذا ما يكرره المتطوعون عند سؤالهم عن أهمية التعاون بين أبناء الشعب الواحد.
عند مدخل مخيم البص، نصبت خيمة، ووضع إلى جانبها صندوق لجمع التبرعات، التي تُوزَّع لاحقاً على العائلات المحتاجة. لا يكاد يمر أحد عبر المكان حتى يضع في الصندوق ما تيسر من أموال، ولو 1000 ليرة لبنانية، وهو مبلغ لا يشتري شيئاً.
تقول المتبرعة عالية أحمد، من مخيم البص: "المهم روح التعاون والتكافل. فهذا شهر الخيرات وعمل الصالحات". ويقول المتطوع في الحملة، أبو عمر، إن "الخيمة تنصب سنوياً خلال شهر رمضان منذ أكثر من 20 عاماً، ومع انتهاء كل يوم، تمتلئ بالنقود من تبرعات أهالي المخيم. تكون قيمة التبرعات قليلة، لكن سكان المخيم يواظبون على التبرع، وهذا شيء جميل، كذلك فإن عشرات من المغتربين يأتون إلى المخيم خلال شهر رمضان لزيارة عائلاتهم، وهؤلاء هم من يدفعون المبالغ الأكبر، وهذا أيضاً يدل على تماسك الفلسطينيين وتكافلهم مع بعضهم".
ويأمل كثيرون أن يدفع ازدهار أعمال الخير والمبادرات المجتمعية خلال شهر رمضان إلى التفكير في تفعيل مبادرات أكبر تعمل على مساعدة العائلات المحتاجة طوال العام، إضافة إلى ممارسة الضغط على وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين من أجل وضع خطة طوارئ تعمل على تحسين الأوضاع المعيشية داخل جميع المخيمات الفلسطينية في أنحاء لبنان.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق