الفن المقاوم: نتاج حضاري وترسيخ للقضية الفلسطينية

 


وكالة القدس للأنباء – محمد حسن

لطالما اعتبر الفن الفلسطيني نتاج حضاري وتعبير ثقافي يقدم فقرات الحياة الإنسانية بعاداتها وتقاليدها وأساليب حياتها في مختلف الميادين. ومن هنا حملَ الفن عموماً رسائل عدة، ولعب دوراً هاماً ومميزاً في مسيرة كفاح الشعب الفلسطيني ضد الاستعمار البريطاني والغزوة الصهيونية.. فكان الفن المقاوم الذي تجذر عميقاً في تاريخ النضال الفلسطيني التحرري، مرافقًا للمقاومة المسلحة التي انطلقت لحماية الأرض الفلسطينية من العصابات الصهيونية التي هبطت على البلاد.

ونظراً لكثرة المشاكل المعيشية والأمنية والاقتصادية للاجئين الفلسطينيين في لبنان، تذهب وسائل الإعلام للتركيز على تلك المواضيع، لتأتي الآن الجوانب الثقافية والفنون التراثية الوطنية الفلسطينية لتفرض نفسها على الساحة واضعةً نصب عينيها أهدافاً أساسية هي إحياء التراث الفلسطيني وتثبيت هويتنا وتجسيد هموم وأحلام شعبنا، في وقت تواصل فيه سلطات الاحتلال الصهيوني، سرقة تراث شعبنا من ألبسة ومأكولات والرقصات الشعبية (الدبكة الفلسطينية)، إضافة للأغاني، باعتبارها تراثا "إسرائيلياً".

"وكالة القدس للأنباء" زارت مقر "بيت أطفال الصمود" في مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين جنوب لبنان، وحضرت عرضاً تجريبياً كانت تقوم به الفرقة الفنية الخاصة بالجمعية.. عزفاً وغناء لفلسطين باللغتين العربية والأنكليزية، وفي ذلك رسالة للعالم أن هناك شعبا مضطهداً يعاني من احتلال أرضه، وسرقة خيراته ومقدساته وتراثه وفنه من قبل عصابات الاحتلال الصهيوني، هذا الشعب أسمه الشعب الفلسطيني.

عن هذا المشروع الثقافي المميز، قال منسق "برنامج التبادل الثقافي مع النرويج"، شادي إبراهيم لـ"وكالة القدس للأنباء"، إن "هذا مشروع بدأ منذ العام 2002، ويهدف إلى تبادل الثقافات وتعريف المجتمعات الغربية على مكانة فلسطين التاريخية والتراثية والثقافية والحضارية ".

وأضاف إبراهيم: "في العام 2002 قمنا بمؤسسة بيت أطفال الصمود بزيارة إلى النرويج، استعرضنا خلالها الفلكلور الفلسطيني والدبكة والأغاني التراثية، كما استعرضنا المطبخ الفلسطيني وأبرز الآكلات المتوارثة عن الأجداد، وسط استمتاع من الجمهور النرويجي، كذلك أطلعنا على تراث النرويج، ما أدى إلى تعزيز العلاقة الثقافية بين اللاجئين الفلسطينيين والنرويجيين".

ولفت إلى أن "هناك 6 مدربين يعملون مع الأطفال لتطوير قدراتهم الثقافية والفنية والمعلوماتية، بهدف تمكينهم وترسيخ الهوية الفلسطينية في وجدانهم"، موضحاً أن "هناك إقبال كبير من الأطفال على هذا المشروع، والآن أصبحوا حوالي الـ180 طفلاً، ما يؤكد على تطور البرنامج".

وأوضح إبراهيم أن "برنامج التبادل الثقافي مع النرويج استطاع أن يؤمن منحة دراسية لبعض الطلاب الذين يعانون من أوضاع معيشية صعبة، كما قمنا بحملات توعوية للأطفال لعدم ترك المدارس، وأعدنا بعض الطلاب الذين غادروا، وعملنا على معالجة بعض مشاكلهم".

ودعا في ختام حديثه لوكالة القدس للأنباء، "الإعلام الفلسطيني إلى تسليط الضوء على الموضوع الثقافي والفني الفلسطيني في مخيمات لبنان، ووضع مساحة خاصة في الإذاعات لهذه الغاية، لأن الاحتلال الصهيوني يحاول بشتى الطرق سرقة الهوية الفلسطينية".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق