الشعبية تحيي ذكرى استشهاد القائد الوطني الكبير أبو علي مصطفى

 أحيت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين في لبنان، اليوم الخميس، الذكرى الـ21 لاستشهاد قمر وفارس الشهداء القائد الوطني الكبير الرفيق الشهيد أبو علي مصطفى الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بوقفة عز مع المقاومة ودعمًا للأسرى البواسل في العاصمة اللبنانية بيروت دوار شاتيلا مثوى شهداء الثورة الفلسطينية، حيث تم خلالها وضع أكاليل من الزهور على النصب التذكاري للشهداء، تأكيدًا لوحدة نضال شعبنا، ودعمًا لمقاومته الباسلة.

و قد حضر الفعالية قيادة الجبهة في لبنان ومخيماتها وحشد من الرفاق والرفيقات وفصائل المقاومة واللجان الشعبية الفلسطينية والأحزاب والقوى الوطنية والاسلامية اللبنانية، وفعاليات سياسية واجتماعية ووجهاء وشخصيات فلسطينية ولبنانية.
وقد استهل نائب مسؤول المكتب الإعلامي للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين في لبنان فتحي أبو علي الفعالية بالترحيب بالحضور، وبالحديث عن المناسبة، ثم كانت كلمة الجبهة الشعبيّة ألقاها عضو مكتبها السياسي ومسؤولها في لبنان الرفيق مروان عبد العال.
وقال عبد العال: "هي تحية ووردة من بيروت المقاومة إلى عرابة جنين، من أمام النصب التذكاري لشهداء الثورة الفلسطينية إلى القائد العائد الأمين الأول ومن الصف الأول وفي الخندق الأول، كتب أبجدية الشهادة أول أمين عام يستشهد على أرض الوطن، القائد الوطني والأممي الأمين العام أبو علي مصطفى. أعظم الوفاء يكون للذين قدموا أنفسهم من أجل ما أرادوه وما يحبون أن يروه فينا".
وتابع عبد العال: "لذلك نقف أمام قامة بحجم مدرسة تبني الأجيال، ولم تسكت البنادق أبداً، لذلك تنمو وتترعرع وتقاوم في أزقة مخيم الدهيشة وحي القصبة وساحة باب العامود وحارات مخيم جنين وأحياء بلاطة وفي غزة الصامدة وفي النقب ومدن وقرى الجليل، ونحن في مخيمات الصبر ومنافي الانتظار نحرس ورد الشهداء، ونحن على موعدٍ مع قائد ظل عشقاً ونبضاً ودرساً ومدرسة، لذلك قتلوه وما قتلوه ولكنه شبه لهم".
وشدّد عبد العال على أنّ "مدرسة أبو علي هي جمع القيادة بالبطولة، القول بالممارسة، لذلك مفهوم القيادة عنده هو المزيد من الثقافة والوعي والسلوك والشجاعة ومزيد من المقاومة، تجلت في تلك السيرة المفعمة بالعطاء. تاريخ كفاح يختصر تاريخ الحركة النضالية للشعب الفلسطيني، خط فيها معالم الطريق من الولادة إلى الشهادة، وتقدم الصفوف في قتال العدو في كل الميادين حتى مسقط الحلم، ومركز الروح في أرض فلسطين، يوم قال: عدنا لنقاوم وعلى الثوابت لا نساوم".
وقال: "مدرسة جمعت الوحدة بالوطنية، مذ أن اعتبر فلسطين قولاً وعملاً، فوق كل اعتبار فصائلي أو فئوي أو أي امتياز شخصي أو موقع تنظيمي، فما كانت الوحدة ليست ترفاً ولغواً، خاصة أن الاحتلال يزداد عنصرية وفاشية وتوحشاً، وقوتنا في وحدة الصف الوطني والوحدة الوطنية والفصائلية، ببناء وتطوير منظمة التحرير بمضمونها التحرري الوطني، ونحن نعتبر أن الانقسام بهذه الحالة ليس تفصيلاً، واستمراره يهدف إلى تدمير وحدة شعبنا ولحمتنا الوطنية وكلما طال ستزداد الخسارة الوطنية".
وتابع عبد العال: " إن مدرسة المقاومة الشاملة والشامخة، نحن أمام عدو لا يفهم إلا لغة المقاومة، ويستهدف الكل الفلسطيني، وحدة الساحات تبدأ بوحدة المقاومة وصياغة استراتيجية وطنية جامعة، كما نعتبر أن ضرب وحدة الفعل المقاوم يمهد لتجزأ الساحات وتجزئة الشعب الفلسطيني، لذلك من واجبنا تشكيل جبهة مقاومة وطنية لإدامة الاشتباك التاريخي الميداني والمقاومة الشاملة للاحتلال".
وأكمل عبد العال: "مدرسة جمعت التمسك بالهدف وبالحق قبل الحل، التمسك بالهدف أكثر من الوسيلة بالثابت أكثر من المتغير، بالكل الاستراتيجي أكثر من الجزئي التكتيكي، واليوم قد نجد أننا أمام مهمة رئيسية لإعادة تقييم ومراجعة سياسية وطنية شاملة، ينتج عنها رؤية فلسطينية وطنية جديدة، تستجيب لتطورات المرحلة الجدية، تقطع مع مشاريع التصفية وأصحابها والرهانات الخاسرة على الأمريكيين والصهاينة وملحقاتهم من الرجعيين والمطبعين العرب. مدرسة جمعت بين الناس، الفقراء والبسطاء والجماهير وأبناء المخيمات، كان لصيقاً بها من الوحدات إلى الأغوار إلى شاتيلا واليرموك، هذه المادة الخام التي حمت وحملت البنادق ورفعت الرايات وتحملت الويلات، ودفعت الثمن الغالي من التضحية والعالي من المأساة، هذه بيئة أمينة مخلصة للثورة، منها تعلمنا كيف نبني سياسة الأمل رغم اليأس، والتفاؤل في ظروف التشاؤم، والروح الايجابية في وجه السلبية، لذلك نتعرض لتجفيف مخيماتنا بسياسات القهر، لتصبح الهجرة للخارج هدفا طوعياً، هذه السياسة متبعة في كل أماكن وجود الشعب الفلسطيني، في فلسطين ومحيطها، يجب تشتيت الشعب الفلسطيني، البحث عن خيارات فردية مهلكة وقاتلة، حصار غزة والضفة، لماذا تفتح النوافذ، وماذا عن مطار "رامون"؟ حيث تأتي في ظل مفاعيل جديدة لتنال من وجودنا".
ولفت عبد العال إلى أنّ "واجبنا الجماعي والوطني حماية الوجود الفلسطيني، وحفظ الهوية الوطنية الفلسطينية من التبديد، كما للدول المضيفة عليها مسؤوليات حفظ استقرار كيانها وحياة وبقاء وكرامة شعبها، نحن معاً على نفس المركب ننحاز لكرامة الانسان ومناعة ومقاومة وقوة وعروبة لبنان، ونعمل معاً على قطع الطريق على مشاريع التجويع حتى التوطين والتهجير أو حتى التطبيع، معه في تحرير ثرواته ومياه، التي تخضع لهذه المعادلة أيضاً"، داعيًا "الأونروا بصفتها الجهة التي تتحمل مسؤولية حماية اللاجئين أن ترتفع صرختها في وجه ظلم هذا العالم، كفى ظلم لهذا الشعب، ومهما كان تضاعف ثالوث البؤس لكننا لن نتنازل عن حقنا وفلسطيننا من الماء إلى الماء، ولا عن النضال من أجل التحرير الكامل والعودة الناجزة".
وتابع عبد العال: "إلى أبناء مدرسة أبو علي، هذا هو معدن القائد الذي نحتاج، القائد المدرسة، درسه لم يذهب هدراً ودمه كذلك؛ لأن ليس كل الرؤوس سواء، فكان السابع عشر من أكتوبر موعداً كتب في تاريخ الثورة، وكان الرد التاريخي على جريمة العدو برصاصات في رأس العنصري، ثم لتأسيس كتائب الشهيد أبو علي مصطفى، تأكيدًا منّا على نهج المقاومة، تمر اليوم أيضاً الذكرى السنوية الثالثة لعملية عين بوبين البطولية، والتي كانت وفاء للقائد أبو علي ودرساً في مدرسة المقاومة التي قضى على دربها. المجد لك يا أميننا العام الشهيد ابن مدرسة الحكيم والوديع وجيفارا و غسان كنفاني . المجد لكتائب أبو علي مصطفى ولصناع السابع عشر من أكتوبر العظيم".
















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق