العربي الجديد- انتصار الدّنّان
27-08-2022
ما زال كثير من الأفراد في دول العالم الثالث محرومين من التعليم لأسباب عدة من بينها الحروب، والبحث عن الأمن، أو الغذاء، خصوصاً أطفال الأسر اللاجئة.
عملت السيدة جمال حيدر على تخصيص صف لمحو الأمية في روضة "منارة القدس" في مخيم شاتيلا. تقول: "أعمل منذ أكثر من عشرين سنة على الاهتمام بالمتسربين من المدارس، خصوصاً الأطفال الذين يعانون من حالات صعبة، وبفضل هذا الاهتمام عاد كثير منهم إلى مقاعد الدراسة ليتابعوا تعليمهم، وحصلوا على شهادات".
تواصل حيدر الحديث عن محو الأمية، قائلة: "عدد كبير من الأطفال السوريين الذين لجأوا إلى المخيم لم تسمح لهم ظروفهم بالتعلم، وبالتالي فهم لا يستطيعون القراءة ولا الكتابة، ولذلك رغبت أن أفتح صفاً لهم، رغم الإمكانيات المحدودة، علماً أنني أتقاضى عن كل تلميذ مبلغاً مالياً زهيداً من أجل تأمين القرطاسية لهم، وهذا المبلغ لا يكفي في الحقيقة، لكنّي وضعت أمامي هدف مساعدة هؤلاء الأطفال على التعلم، وبالفعل نجحت في ذلك، وبعد تسعة شهور فقط، استطاع غالبية الأطفال معرفة الحروف باللغتين العربية والإنكليزية، كما علمتهم الرياضيات".
بالنسبة للأعمار المستهدفة، توضح حيدر: "لقد استهدفنا في هذه الدورة الأعمار من 8 حتى 13 سنة، فأنا في الأساس أعمل مع الأعمار الصغيرة، علماً أن هناك عددا لا بأس به من الأمهات اللواتي طلبن الالتحاق بالدورة من أجل التعلم، لكني قررت أن أعمل مع الأعمار الصغيرة، وبعد الانتهاء من الدورة، أقمنا حفل تخريج للطلاب".
تقول الطالبة فرح محمد ربيع، وهي من القنيطرة السورية: "انفصل أبي عن أمي حين كان عمري ثلاث سنوات، وفي البداية عشت مع أمي حتى بلغت السادسة من عمري، وبعد ذلك انتقلت للعيش مع جدتي لأبي في سورية، كنت أرغب في دخول المدرسة للتعلم، لكن أبي لا يحب العلم، وجدتي كانت عاجزة، فكان يجب أن أبقى معها لأخدمها، وبعد وفاة جدتي رغبت بالمجيء إلى لبنان، حيث أمي، فأرسلت أمي لي سيارة، وجئت لأعيش معها في المخيم بعلم أبي". تتابع: "وصلت إلى المخيم قبل سنة، وكنت حينها في الثالثة عشرة من عمري، وعلى الفور تسجلت بالدورة، وصرت لاحقاً أعرف القراءة والكتابة، وأرغب في متابعة تعليمي، فهو شعور جميل أن يعرف الإنسان ما يحيط به، فقد كنت في السابق لا أعرف شيئا لأنني لا أستطيع القراءة".
تنحدر عائلة الطالبة آية محمد من منطقة الدير الزور في سورية، وتقول: "جئت إلى لبنان مع أهلي منذ بضع سنين، ويبلغ عمري حالياً خمس عشرة سنة، ولم أكن أعرف القراءة والكتابة حتى دخولي إلى الروضة، وفيها تعلمت، ولدي الرغبة في مواصلة التعلم".
بدورها، تقول الطالبة السورية بتول: "أبلغ من العمر إحدى عشرة سنة، وجئت إلى لبنان مع أهلي قبل أربع سنوات بسبب الأوضاع في سورية، ولم ألتحق بالمدرسة في لبنان لأنهم لم يقبلوا تسجيلي، وحتى الآن لا أعرف لماذا. لكني قررت التعلم، وعلمت أن الروضة تضم صفاً لمحو الأمية، فقررت الالتحاق به، وحينها لم أكن أعرف القراءة والكتابة، واليوم بعد مضي تسعة أشهر على الدورة، صرت أقرأ وأكتب، وهو شعور جميل، فقد صرت أشعر بأنني مميزة عن غيري من الذين لا يعرفون القراءة والكتابة، وأنصح كل فتاة أن تتعلم مثلما فعلت".
الطفل محمد أيضاً سوري الجنسية، وعائلته من دير الزور، ويبلغ عمره عشر سنوات، يقول: "والدي لا يحب التعليم، ولا يحب أن نلتحق بالمدرسة، بل يرغب في أن نعمل في أية مهنة حتى نساعده على تأمين المصاريف، وقد أتيت إلى لبنان للعيش في مخيم شاتيلا عندما كنت في الخامسة من عمري. في البداية كنت كغيري من الأطفال، أحب اللعب، ولا أرغب بالذهاب إلى المدرسة، لكن عندما كبرت، ووجدت رفاقي يقرأون وأنا لا أعرف القراءة، شعرت كأنني غريب بينهم، كما أنني صرت أشعر بالخجل حين لا تمكنني قراءة لوحات المحال، أو معرفة الاتجاهات التي أريد الذهاب إليها من لوحات الطرق، وعندما علمت بأمر الدورة قررت الالتحاق بها، وبالفعل صرت أعرف القراءة والكتابة".
ومخيم شاتيلا هو مخيم دائم للاجئين الفلسطينين أسسته وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في عام 1949 بهدف إيواء المئات من اللاجئين الذين تدفقوا إليه من قرى شمال فلسطين بعد النكبة في عام 1948، ويقع المخيم جنوبي العاصمة اللبنانية بيروت، لكنّه يضم حالياً إلى جانب الفلسطينيين، الآلاف من اللاجئين السوريين.
عملت السيدة جمال حيدر على تخصيص صف لمحو الأمية في روضة "منارة القدس" في مخيم شاتيلا. تقول: "أعمل منذ أكثر من عشرين سنة على الاهتمام بالمتسربين من المدارس، خصوصاً الأطفال الذين يعانون من حالات صعبة، وبفضل هذا الاهتمام عاد كثير منهم إلى مقاعد الدراسة ليتابعوا تعليمهم، وحصلوا على شهادات".
تواصل حيدر الحديث عن محو الأمية، قائلة: "عدد كبير من الأطفال السوريين الذين لجأوا إلى المخيم لم تسمح لهم ظروفهم بالتعلم، وبالتالي فهم لا يستطيعون القراءة ولا الكتابة، ولذلك رغبت أن أفتح صفاً لهم، رغم الإمكانيات المحدودة، علماً أنني أتقاضى عن كل تلميذ مبلغاً مالياً زهيداً من أجل تأمين القرطاسية لهم، وهذا المبلغ لا يكفي في الحقيقة، لكنّي وضعت أمامي هدف مساعدة هؤلاء الأطفال على التعلم، وبالفعل نجحت في ذلك، وبعد تسعة شهور فقط، استطاع غالبية الأطفال معرفة الحروف باللغتين العربية والإنكليزية، كما علمتهم الرياضيات".
بالنسبة للأعمار المستهدفة، توضح حيدر: "لقد استهدفنا في هذه الدورة الأعمار من 8 حتى 13 سنة، فأنا في الأساس أعمل مع الأعمار الصغيرة، علماً أن هناك عددا لا بأس به من الأمهات اللواتي طلبن الالتحاق بالدورة من أجل التعلم، لكني قررت أن أعمل مع الأعمار الصغيرة، وبعد الانتهاء من الدورة، أقمنا حفل تخريج للطلاب".
تقول الطالبة فرح محمد ربيع، وهي من القنيطرة السورية: "انفصل أبي عن أمي حين كان عمري ثلاث سنوات، وفي البداية عشت مع أمي حتى بلغت السادسة من عمري، وبعد ذلك انتقلت للعيش مع جدتي لأبي في سورية، كنت أرغب في دخول المدرسة للتعلم، لكن أبي لا يحب العلم، وجدتي كانت عاجزة، فكان يجب أن أبقى معها لأخدمها، وبعد وفاة جدتي رغبت بالمجيء إلى لبنان، حيث أمي، فأرسلت أمي لي سيارة، وجئت لأعيش معها في المخيم بعلم أبي". تتابع: "وصلت إلى المخيم قبل سنة، وكنت حينها في الثالثة عشرة من عمري، وعلى الفور تسجلت بالدورة، وصرت لاحقاً أعرف القراءة والكتابة، وأرغب في متابعة تعليمي، فهو شعور جميل أن يعرف الإنسان ما يحيط به، فقد كنت في السابق لا أعرف شيئا لأنني لا أستطيع القراءة".
تنحدر عائلة الطالبة آية محمد من منطقة الدير الزور في سورية، وتقول: "جئت إلى لبنان مع أهلي منذ بضع سنين، ويبلغ عمري حالياً خمس عشرة سنة، ولم أكن أعرف القراءة والكتابة حتى دخولي إلى الروضة، وفيها تعلمت، ولدي الرغبة في مواصلة التعلم".
بدورها، تقول الطالبة السورية بتول: "أبلغ من العمر إحدى عشرة سنة، وجئت إلى لبنان مع أهلي قبل أربع سنوات بسبب الأوضاع في سورية، ولم ألتحق بالمدرسة في لبنان لأنهم لم يقبلوا تسجيلي، وحتى الآن لا أعرف لماذا. لكني قررت التعلم، وعلمت أن الروضة تضم صفاً لمحو الأمية، فقررت الالتحاق به، وحينها لم أكن أعرف القراءة والكتابة، واليوم بعد مضي تسعة أشهر على الدورة، صرت أقرأ وأكتب، وهو شعور جميل، فقد صرت أشعر بأنني مميزة عن غيري من الذين لا يعرفون القراءة والكتابة، وأنصح كل فتاة أن تتعلم مثلما فعلت".
الطفل محمد أيضاً سوري الجنسية، وعائلته من دير الزور، ويبلغ عمره عشر سنوات، يقول: "والدي لا يحب التعليم، ولا يحب أن نلتحق بالمدرسة، بل يرغب في أن نعمل في أية مهنة حتى نساعده على تأمين المصاريف، وقد أتيت إلى لبنان للعيش في مخيم شاتيلا عندما كنت في الخامسة من عمري. في البداية كنت كغيري من الأطفال، أحب اللعب، ولا أرغب بالذهاب إلى المدرسة، لكن عندما كبرت، ووجدت رفاقي يقرأون وأنا لا أعرف القراءة، شعرت كأنني غريب بينهم، كما أنني صرت أشعر بالخجل حين لا تمكنني قراءة لوحات المحال، أو معرفة الاتجاهات التي أريد الذهاب إليها من لوحات الطرق، وعندما علمت بأمر الدورة قررت الالتحاق بها، وبالفعل صرت أعرف القراءة والكتابة".
ومخيم شاتيلا هو مخيم دائم للاجئين الفلسطينين أسسته وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في عام 1949 بهدف إيواء المئات من اللاجئين الذين تدفقوا إليه من قرى شمال فلسطين بعد النكبة في عام 1948، ويقع المخيم جنوبي العاصمة اللبنانية بيروت، لكنّه يضم حالياً إلى جانب الفلسطينيين، الآلاف من اللاجئين السوريين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق