مروان عبد العال: معركة سيف القدس شكّلت انتصاراً على التطبيع


 

مرآة الجزيرة- زينب فرحات

22-05-2022
نجحت معركة “سيف القدس” في تحقيق مجموعة نتائج أبرزها أن المقاومة في غزة أثبتت أنها لكل الفلسطينيين وليست محصورة في القطاع، وقضيتها لا تقتصر على رفع الحصار عن القطاع فقط إنما تحرير فلسطين. هذه المعركة باتت رافعة لجميع الفلسطينيين، خاصّة بعد أن أظهرت هشاشة وضعف الكيان المؤقت، حتى بات تحرير فلسطين ليس بالأمر الصعب، إنما أصبح الفلسطينيون على موعدهم معه. كان ذلك تتويجاً لتكامل الصمود الشعبي مع المقاومة واحتضان الشّعب، وتصديه للاعتداءات. وبمناسبة ذكرى إعلان انتصار معركة سيف القدس الذي يصادف 21 مايو/ أيار العام الماضي، حاورت “مرآة الجزيرة” مروان عبد العال، عضو المكتب السّياسي للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين.
إمكانات المقاومة الفلسطينية في حديثه عن المقوّمات التي تملكها فصائل المقاومة الفلسطينيّة اليوم والتي مكّنتها من الانتصار في معركة سيف القدس، قال عبد العال: “لا شكّ في أن مقوّمات المقاومة تكمن في امتلاكها للخبرة، تمرّست بالنار، وبالحروب التي خاصتها، جعلتها تتعلّم من أخطائها وتتجاوزها وتستعيد بناء ورفع جهوزيتها في كل تجربة عسكرية من الحروب السابقة وامتلاكها لمنظومة عمل لوجستية ومدايات صاروخيّة غير متوقعة من العدو تطال حوالي 70٪؜ من أراضي فلسطين التاريخية. والأهم غرفة القيادة والتحكّم والسيطرة وامكانيّاتها القتالية الطويلة الأمد”. ومن مقوّمات فصائل المقاومة الفلسطينية أنها “استنهضت الشّعب الفلسطيني في جميع أماكن وجوده ليشكّل لها سياجاً حامياً عبر انتفاضة الروح الوطنيّة، إذ امتلكت في سيف القدس قوّة المبادرة، فالقرار كان مناسباً بالتوقيت والهدف، ويد المقاومة هي العليا استجابة للشعب وهو قرار وطني فلسطيني ليس من أجل فصيل أو سلطة أو لهدف أيديولوجي بل من أجل هدف وطني. لذلك فرضت غرفة العمليات المشتركة نفسها في عملية متكاملة”، وفق عبد العال. أما عن نتائج معركة سيف القدس فقال القيادي الفلسطيني أنها “شكّلت انتصاراً على حالة اليأس والتطبيع والتطويع، واستعادت مرحلة التحرّر الوطني في ثورة شعب يواجه الاحتلال بشكل موحّد، دفاعاً عن ذاته وهويّته معتمداً على مقاومة تحميه بعد أن تخلّت الأنظمة الانهزاميّة عن واجبها تجاه تحرير فلسطين”. هي مرحلة أنهت وفق القيادي “سنوات من الخداع والتسويات النذلة وكذلك بعد أن أضاعوا فلسطين بحروبهم الفاشلة. وخياراتهم المذلة وانبطاحهم أمام العدو”. وعند سؤاله ما إذا كنا أمام معركة سيف قدس جديدة خاصّة في ظل الاعتداءات الإسرائيلية في الضفة والقدس، أكّد القيادي في الجبهة الشعبيّة أن قرار المقاومة أنها مستعدّة إلى «سيف قدس» أخرى أشدّ وأعنف وأشمل بالعدة والعتاد وزمانياً ومكانياً. وهو يتجاوز ردّها بفعاليته وحدّته ليس عملية «سيف القدس» فحسب، بل بأن تنطلق فعالياته، في نطاق مهام ودور تحدده جبهة المقاومة وعلى مساحة الصراع. وفي تعليقه على الاعتقالات التي يكثّفها الاحتلال في الضفة وجنين، شدّد عبد العال على أنه “لم تتمكّن كل الممارسات الفاشية لسلطات الاحتلال إخافة الشعب الفلسطيني، إنما يزداد القلق الوجودي لدى العدو كلما تقدمت المقاومة إذ ترعبه رمزية جديدة للمقاومة يحتضنها مخيم جنين، والتي تتماغم مع غزة وباقي مناطق الضفة وعلى مقربة من المحتل من فلسطين عام 1948، لذلك لا تنسى صورته في تلك المشهدية التي يظهر فيها جمهوراً أعزلاً يتقدم وجيش مدجّج بالسّلاح يتراجع. احفظوا هذا المشهد جيداً، هذه ثورة عن ميزان القوى الجديد، الذي سيؤدي لزوال الكيان”. عضو المكتب السّياسي للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، أكّد أنه لا يمكن أن يحقّق القاتل مع نفسه، فقد “اعتادت المؤسّسة العسكريّة الإسرائيليّة أن ترتكب الجرائم وتفلت من العقاب، وهذا جرى مع معظم إعداماتها الميدانيّة دون أيّة تحقيقات حتى لا تؤثّر على معنويات جنودها، حماية للمجرمين والقتلة وتوفير الغطاء لهم لارتكاب المزيد من الجرائم”. جريمة التطبيع مما لا شكّ فيه أن تطبيع الدول العربية ساعد على استحكام الاحتلال وإسرافه في ارتكاب الجرائم بحق الفلسطينيين، وفي هذا الإطار يقول عبد العال إن “جريمة التطبيع النكراء ترتكب بحق تاريخ ومستقبل وحرية الشعوب العربية التي طبّعت أنظمتها مع الكيان الصهيوني مثلها مثل خطورتها على الشعب الفلسطيني، لقد اعتادت هذه الأنظمة على قمع شعوبها ومنع حتى حالة الغضب على جرائم الكيان ضد الشعب الفلسطيني، والذي وصل صداه في مدن العالم، فبدل التطبيع لعزل الشعب الفلسطيني عن محيطه العربي، يجب عزل الكيان العنصري المجرم عن شعوب العالم”. وأضاف “لكن انتصار سيف القدس كان صفعة للسياسات الاستسلام والرضوخ والتطبيع، وعرّت معركة سيف القدس هذه الأنظمة بشكل أوضح”. وعن الدول المتآمرة على فلسطين بالتطبيع مع العدو، نوّه القيادي الفلسطيني إلى أن “من باع فلسطين بثلاثين من الفضة سيبيع دم شيرين أبو عاقلة، إلى أعداء فلسطين، هان دمها وصمتوا فقد أدمنوا الصمت على انتهاك مقدّساتنا الروحيّة ورموزنا الوطنيّة وروايتنا التاريخية وتضحيات وكفاح شعبنا المديد من أجل الحرية، فهم عبيد القاتل الصهيوني”. وتابع، “صنّاع النكبة هم المطبّعون القدامى والجدد، والنكبة مستمرة بسبب أصحاب الرّهانات على الاستعمار الذين يقفون في المكان الخاطئ من التاريخ . نحن على يقين، أن المقاومة ستنتصر لأن فلسطين في وجدان وضمير أحرار الأمة والعالم، لذلك المطبعون الجدد لن يمروا. وكلّما تعاظم نهج المقاومة سيتقوض نهج التطبيع”. بالتالي، “من المستحيل كسر أو هزيمة الشعب الفلسطيني، بل سينتصر هذا الشعب”، مضيفاً أنّ “كل من يُسقط فلسطين من وجدانه سيسقط”، ينهي الأستاذ مروان عبد العال كلامه. يذكر أنّ معركة “سيف القدس”، التي بدأت في 10 أيّار/مايو من العام الماضي، امتدت إلى 11 يوماً، وانتهت بتوقيع اتفاق على وقف إطلاق النار وقامت المقاومة الفلسطينية خلال المعركة باستهداف مراكز إسرائيلية مهمة، واستهدفت خلالها “تل أبيب”. ولأول مرة، توحدت كافة جبهات المقاومة الفلسطينية انتصارًا لمدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك، عقب اقتحام قوات الاحتلال صبيحة 10 مايو 2021 المسجد الأقصى واعتقال وإصابة عشرات المعتكفين فيه، وأيضا محاولة هدم منازل فلسطينيين في حي الشيخ جراح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق