فتح في منطقة صيدا تُحيي يوم الأرض من خلال يوم تراثي مفتوح


   

في ذكرى يوم الأرض الذي يصادف في ٣٠ آذار من كل عام وحفاظًا على التراث والهوية ودعمًا لأقصانا وأسرانا، نظمت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" في منطقة صيدا يومًا تراثيًّا مفتوحًا ومميزًا تحت عنوان "ما بين أرض الكرامة وكرامة الأرض مسافة.. لكننا هنا باقون ما بقي الزعتر والزيتون"، اليوم الأحد ٢٧-٣-٢٠٢٢، في ملعب الشهيد أبو جهاد الوزير في مخيم عين الحلوة.

وشارك في المعرض أعضاء قيادة حركة "فتح" - إقليم لبنان آمال شهابي وم.منعم عوض وأبو إياد الشعلان ود.يوسف الأسعد، وأمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" اللواء ماهر شبايطة، وأعضاء قيادة المنطقة، وأمناء سر الشعب التنظيمية وأعضاء شعبها، ومسؤولو المهام في المنطقة، وقائد قوات الأمن الوطني في صيدا العميد أبو أشرف العرموشي وقائد القوة الأمنية المشتركة العقيد عبد الهادي الأسدي، وفصائل "م.ت.ف" واللجان الشعبية، وفرقة الكوفية الفلسطينية، ومكتب الفنانين التشكيليين، ومسؤولي وكوادر المكاتب الحركية للمرأة في الشعب التنظيمية، وحشد من جماهير الفلسطيني.

 وعلى عزف الموسيقى لمؤسسة الأشبال والفتوة والمكتب الكشفي الحركي - شعبة عين الحلوة استقبل العقيد ناصر ميعاري أمين سر حركة "فتح" في عين الحلوة الحضور.

وافتُتح اليوم المفتوح بالوقوف دقيقة صمت وتلاوة سورة الفاتحة لأرواح شهداء الثورة الفلسطينية المعاصرة وعلى رأسهم الشهيد القائد ياسر عرفات وبالنشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني ونشيد العاصفة.

ومن وحي المناسبة ألقى كلمة "م.ت.ف" مسؤول الجبهة الشعبية في صيدا حسين حمدان مُمجدًا للتراث والحضارة الفلسطينية وضرورة التمسك به ونقله للأجيال قائلا: "إن التراث ليس ذاكرة لنا فحسب، بل حضور حي فاعل، كما يسهم برسم ملامح الغد ويحدد بناء وشكل المستقبل، وإنه ثروة كبيرة من القيم والعادات والتقاليد والمعارف الشعبية والثقافية المادية، والفنون التشكيلية والموسيقى".

واستنكر حمدان سرقة الإسرائيليين لإرضنا وثراتنا الوطني قائلاً: "إذا كانت سرقة الأرض وتهويدها ماضية، فإن عملية إستهداف الانسان الفلسطيني تسير عبر قتله، ماديًا ومعنويًا، من خلال سرقة الموروث والمخزون الثقافي والثراتي، وقد تجسد ذلك بسرقة الثوب الفلسطيني، والزي الفلسطيني، وتحويله إلى لباس لمضيفات الشركات الإسرائيلية. كما وسرقوا المأكولات الفلسطينية الشعبية التي وصلت إلى مسابقات الطهور و تسويقها، وحتى تقديمها في المطاعم العالمية على أنها اكلات شعبية إسرائيلية".

وختم حمدان كلمته قائلاً: "إن حضارتنا الممتدة لآلاف السنين ستبقى حاضرة في ذاكرتنا وثورتنا وأجيالنا وبمن يحملون البنادق والحجر ويدوسون الصهاينة بسياراتهم وستبقى حاضرة بمن يطعنون بالسكاكين، وسيبقى حاضرنا، حاضرًا فينا، وسنكتب التاريخ مرة أخرى، بأقلام ودماء فلسطينية، وحناجر فلسطينية، وسيبقى شعبنا حاضرًا، وسنسترجع التاريخ و نعيد كتابته".

وألقى كلمة "فتح"، عضو قيادتها في إقليم لبنان أبو إياد الشعلان حيث افتتح كلمته بتقديم التهنئة لشعبنا الفلسطيني في الوطن و الشتات على إنجاز العرس الديمقراطي واكتساح قوائم حركة "فتح" وفوزها ب ٢٧ مقعدًا من أصل ٢٩ بالانتخابات البلدية في محافظات الوطن بالضفة الغربية.

كما ومجد الشعلان تراثنا الوطني الفلسطيني قائلاً: "يشكل التراث الوطني الفلسطيني الهوية التي تميزه عن غيره وإن تمسكنا بتراثنا هو للرد على محاولات سرقته من قبل الإحتلال الإسرائيلي".

وأضاف الشعلان: "في الثلاثين من آذار عام 1976، انتفضت جماهير شعبنا في أماكن وجوده كافةً في المثلث والجليل وسخنين وعرابة وكفركنا والطيبة وديرحنا، للدفاع عن أرضهم التي تعرضت للنهب والمصادرة من قبل الإحتلال الإسرائيلي. إن يوم الأرض شكل لحظة انعطاف متميزة في تاريخ نضال شعبنا في الأراضي المحتلة عام 48، وإن إرادة وصمود شعبنا الذي أسقط مشروع تهويد الجليل في عام 1976 وانتصرت في الخان الأحمر سوف تنتصر في حي الشيخ جراح. وإن منظمة التحرير الفلسطينية متمسكة بموقفها الثابت والمبدئي بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم التي هجروا منها عام 1948 طبقا لما ورد في القرار 194 وبحق شعبنا في دولة فلسطين مستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف". 

وأضاف الشعلان: "إن شعبنا لم يفقد بوصلته الوطنية، ولم يستسلم للسياسات الإسرائيلية. إن شعبنا وبعد مرور 46 عامًا على يوم الأرض لن ينسى خير ياسين ورجا أبو ريا وخضر خلايلة وخديجة شواهنة وحسن طه ورأفت زهيري وغيرهم من الشهداء الذين ارتقت أرواحهم إلى العلياء بعد أن رووا بدمائهم أرض فلسطين وسطروا بتضحياتهم عنوان المرحلة في مواجهة الاستيطان والتهويد". 

وعن دور القيادة الفلسطينية في الحفاظ على الأرض قال الشعلان: "إن خطاب السيد الرئيس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي أكد أن الشعب الفلسطيني وهو منهم يحتفظون بصكوك ملكية الأرض الفلسطينية الموثقة في سجلات الأمم المتحدة، ليس إلا تأكيدًا إن ممارسات الاحتلال الصهيوني العنصرية ومصادرة الأراضي لن تغير من حقيقة أن أرضنا أرض عربية فلسطينية محتلة وأن القدس ستبقى العاصمة الأبدية لدولة فلسطين". 

وختم الشعلان: "واليوم نحيي الذكرى السادسة والأربعين ليوم الأرض وسنواصل إحياءَها في كل عام تأكيدًا على أن شعبنا مستمر في معركة الثبات والبقاء على الأرض ولن ينسى حقوقه وسيبقى صامدًا أبيًا ملتفًا حول قيادته الشرعية وعلى رأسها سيادة الرئيس محمود عبّاس حتى النصر والتحرير والعودة".

اللواء ماهر شبايطة أكّد بدوره أن الهدف من هذا النشاط هو تعزيز الثقافة وبخاصة للأجيال القادمة وهي رسالة للعالم أجمع أن الفلسطيني اللاجئ في مخيمات العودة ما زال متمسكًا بهويته وتراثه الوطني حيث جمعت هذه القاعة أشكال متعددة من تراثنا بداية من الزي الفلسطيني المطرز والأعراس والدبكات التراثية والمأكولات الفلسطينية والمرأة التي تخبز الصاج والفنانين بدورهم الذين يرسمون بأناملهم للوطن التواقين إليه.

وفي اليوم التراثي المفتوح كان عرضٌ للرقص الفلوكلوري الثراتي لفرقة الكوفية، حيث قدّم ثلة من زهرات وأشبال الكوفية أجمل الرقصات الثورية مزينين بالزي والثوب الفلسطيني، خلفهم خيمة اللجوء إذ تحمل معالم وزي بيتنا الفلسطيني ولا سيما ذلك البدوي، وذلك ليعبروا عن الاستمرار بالمسيرة الثورية، وكذلك إقامة العرس الفلسطيني بتفاصيله من الحنّة للعروس والعادات والتقاليد التي يشتهر فيها الفلسطيني، حيث أبدع أشبال وزهرات فرقة الكوفية بتجسيد التراث الفلسطيني وسط تفاعل الجمهور.

كما عرض مكتب المرأة الحركة المأكولات الفلسطينية الشعبية المتنوعة رفضًا لسرقتها من قبل الاحتلال الإسرائيلي واستخدامها في المسابقات والمطاعم العالمية على أنها أكلات شعبية إسرائيلية، حيث قدَّمت الأخوات أشهى المأكولات الفلسطينية من قرى ومدن مختلفة في فلسطين.

ومن حيث أن كل فرد من أفراد شعبنا مناضل من مكان سكنه ومن مكان عمله، وللنضال أشكال متعددة، رسم مجموعة من زهراتنا وأشبالنا والفنانين التشكيليين الفلسطينيين مجموعة من الرسومات الوطنية التراثية والتي رسم على بعضها صور الشهيد ياسر عرفات والقدس معبرين بذلك عن أن الأرض والقدس والتاريخ والحاضر لنا.

وللإعلام الفتحاوي جانبًا في هذا النشاط حيث شارك فريق إعلام حركة "فتح" في لبنان وكادر قناة "فتح" وإعلام المنطقة في نقل زوايا النشاط كافةً وإجراء المقابلات ضمن رسالته التي يعمل عليها في إحياء المناسبات الوطنية وتغطيتها من كل جوانبها، رافعًا جدارية ضخمة خلفيتها من ورق الزيتون وعليها مجموعة من التصاميم الخاصة التي تؤكد تمسك شعبنا بأرضه. 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق