طه : شجرة التين تجسيد لتفاصيل الحياة في القدس

 

وكالة القدس للأنباء – زهراء رحيّل

"شجرة التين" هي ليست مجرد شجرة عادية بالنسبة لـ"رائدة العائدة"، كما تحب أن تسمي نفسها، بل هي امتداد لذكرياتها التي لن ولم تمحها السنين، فقلب الفلسطينية رائدة طه  معلق في قدس الأقداس، في المدينة القديمة وخلف الأسوار العتيقة، حيث تبدأ حكاية عائلتها في أحدى الزوايا، مكان ولادتها، تم تكتمل تلك القصة في الشتات بين الأردن وتونس لتعيش حالمة بالعودة، فتعود فعلاً إلى القدس، لكن أي عودة تلك دون بابا علي، دون جدتها والجد جميل وعمتها، والكثير من أفراد عائلتها الذين نذروا أرواحهم فداء للوطن.

هكذا استطاعت طه عبر مسرحية "شجرة التين"  والتي عرضت في مخيم "برج الشمالي"، جنوب لبنان، أن تأتي بالقدس الينا، مجسدةً أبسط التفاصيل اليومية للحياة في القدس التي نفتقدها، وصفت لنا الطرقات والمنازل والأشجار، هواء القدس ومن في القدس، دون أن تغفل عن الحرب وما خلفته من آلام.

من فلسطين المحاصرة إلى لبنان، أتت طه حاملة على أكتافها الوطن، لتروي قصتها بعفوية بالغة للمحرومين من الوطن علّها ترسم فلسطين في عقولهم وتمسك بقلوبهم كما أمسكت أنفاسهم بحرفية الممثل.

تقول طه لـ"وكالة القدس للأنباء"،: "فلسطين مش بس هدم، وحرب وحجر، وموت وشهادة، فلسطين حياة، مثل أي بلد آخر لنا حياتنا وعاداتنا وتقاليدنا وتراثنا".

وتابعت: "من هنا يجب أن تكون الصورة متكاملة عن فلسطين، وهذا ما أحاول توثيقه، كي تبقى القضية نابضة وفي صورة جميلة، بذهن الجيل الجديد."

وأضافت: "اليوم أنا معنية في نقل الحياة اليومية، والأشياء الجميلة في فلسطين حتى يستطيع الجيل الجديد المحروم من دخول الوطن أن ينسج  في خياله صورة متكاملة عن فلسطين."

أما عن الهدف الأساسي من المسرحية فتقول طه: "الهدف الأول  من المسرحية هون أن أتي بالقدس اليكم، للأسف لا استطيع أن اصطحب أحد إلى فلسطين لكن بإمكاني أن أنقل الصورة عبر خشبة المسرح".

تعمل طه بشكلٍ متواصل على زيارة عواصم العالم لتحكي عن فلسطين وما فيها، كسعيها لزيارة المخيمات الفلسطينية كافة في لبنان، قائلة: "اليوم أنا في مخيم برج الشمالي وسوف أزور مخيم الرشيدية ونهر البارد ومخيم عين الحلوة، أما مخيم برج البراجنة فقد كان المحطة الأولى، أنهم أهلي واسعى دوماً إلى التواصل معهم".

هذا وكشفت طه لوكالة القدس للأنباء عن عملها المسرحي القادم، ولكن هذا المرة عن مدينة يافا الساحرة لتوثيق الذاكرة الفلسطينية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق