هذه معاناة الممرض الفلسطيني في مزاولة مهنته بلبنان

 

وكالة القدس للأنباء - ملاك الأموي

لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في لبنان، يعانون الحرمان من أبسط حقوقهم المدنية، فالحكومة اللبنانية منعتهم من مزاولة العمل ب ٧٢ مهنة.. ورغم ذلك، ورغم الظروف القاهرة التي يمرون بها، وانعدام سبل العيش الكريم، خاصة في المخيمات الفلسطينية، ما زالوا يتعلمون ويتخرجون حاملين شهاداتهم، وواضعين أهدافهم أمام أعينهم، من أجل توفير مستقبل أفضل، لكن الأحداث الأخيرة والإنهيار الإقتصادي شكل ضربة قاضية لهم، وحطمت آمالهم، خاصة فئة الممرضين، الذين وإن وجدوا عملاً في إحدى المستشفيات، يتعرضون للتمييز، والسبب الرئيسي في ذلك هو عدم وضوح قانون التعامل معهم، باعتبارهم حتى الآن أجانب، رغم أنهم ولدوا ونشأوا وعاشوا في هذا البلد.

وفي هذا السياق، تحدثت منار أ.، التي تخرجت منذ قرابة ال٣ سنوات، اختصاص تصوير أشعة، ل"وكالة القدس للأنباء"، قائلة: "الآن أنا عاطلة عن العمل، والسبب في ذلك ليس عدم توفر عمل لي، إنما التمييز الذي يحصل بين اللاجئ واللبناني"، موضحة أنها "عملت قرابة الستة أشهر دون راتب في إحدى المستشفيات، وبعد أن رفعت صوتي مطالبة براتب، تم إعطائي مبلغاً رمزياً لا يكفي لتغطية كلفة المواصلات، والظروف التي نمر بها صعبة جداً، فلم أستطع التحمل وتركت العمل".

وأشارت إلى أنها "بعد ٣ أشهر توظفت في إحدى المستوصفات في مدينة صيدا، ورغم أنهم كانوا بحاجة إلى موظفة بشكل عاجل، إلا أنهم لم يقدروا جهدي، وراتبي كان قليلا جداً، وصبرت لأكتسب خبرة، لكن المعاملة كانت سيئة، والشخص لا يستطيع أن يتحمل الذل، أو يرى الظلم بعينه ويسكت"، متسائلة: "لماذا لا يقدرون جهدنا وتعبنا، ويعطونا حقوقنا، فنحن بشر، ولدنا في هذا البلد، ما هو ذنبنا؟"، مضيفة: "أتمنى أن تجد هذه الفئة تقديراً، ودعماً، لأن الممرض الفلسطيني يعمل بكل ما أوتي من قوة لتحسين ظروف عمله."

من جانبها، أكدت سوزان ش.، وهي تعمل ممرضة في إحدى المستشفيات، أن "الممرض هو اليد المعطاءة والرحيمة، فلا يمكن أن تكون معاملتنا بهذا الشكل، والسبب أننا فقط فلسطينيون"، موضحة أنها "أنا أحب مهنتي كثيراً، لكن لا يمكن الاستمرار في مكان لا تشعر به براحة نفسية، أنا ما زلت أتحمل من أجل مساعدة زوجي في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها، وتأمين متطلبات طفلي، الذي أتركه ليال عديدة من أجل مساعدة الناس وتخفيف آلامهم، ورغم ذلك راتبي قليل ولا يساوي راتب زملائي اللبنانيين".

وأضافت: "معاملتي كممرضة فلسطينية تختلف عن معاملة زملائي، حتى بعض الأطباء يميزون، ويعتبرون أنني أخذت مكانا هو في الأصل لا يصلح لي، حتى نظراتهم تتكلم، لذلك أنا أطلب من المعنيين أن يقدموا الدعم للممرض الفلسطيني، وأن يتم إعطاءه مكانة مهنية، بقدر عطائه، فلا يوجد فرق بين لبناني وفلسطيني، جميعنا إخوة، والظروف القاهرة تمر علينا جميعاً، ونحن نتحمل معهم، ونعيش معاناتهم، وكل واحد في هذه الدنيا لا يأخذ إلا نصيبه ورزقه".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق