سيادة المطران عطا الله حنا : نرفض المشاريع المشبوهة الهادفة الى تجريد المسيحيين المشرقيين من اصالتهم الوطنية وتغريبهم عن اوطانهم


القدس – شارك سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم في ندوة على الزووم بمشاركة عدد من رجال الدين المسيحي والشخصيات المسيحية الفلسطينية الفاعلة من داخل فلسطين وقد كان سيادته المتحدث الرئيسي في اعمال هذه الندوة حيث خاطب المشاركين مباشرة من القدس في ظل هذه الاجواء العاصفة والثلوج المتراكمة وحالة التفشي الغير مسبوقة للجائحة .

وقال سيادته في كلمته بأن حضور الاباء والرعاة الاجلاء يجب ان يكون حضورا فاعلا في هذا المجتمع فرسالة الراعي ليست مقصورة فقط على اقامة الطقوس والاسرار المقدسة والتي هي الواجب الاساسي الذي يجب ان يقوم به كل كاهن ، بل هنالك اهمية كبيرة للزيارات التفقدية ونشاطات التوعية ومخاطبة ابناء رعايانا بكافة الوسائل المتاحة لا سيما وسائل التواصل الاجتماعي التي ازداد استعمالها في الاونة الاخيرة بسبب الجائحة والاجراءات الاحترازية التي اتخذت من اجل مواجهتها .يجب ان يسمع ابناءنا مسيحيي بلادنا صوت الكنيسة وما تقوله لهم وخاصة في الاوقات العصيبة والحرجة حيث ان صوت كنيستنا يجب ان يكون دوما كلمة رجاء في زمن الوباء وفي كل الازمنة والاوقات العصيبة .علموا ابناء كنيستنا بأن الله محبة ولا مكان للكراهية في قلوبنا فالكراهية والعنصرية ظاهرة تتناقض وقيمنا المسيحية فمن كان مسيحيا حقا يجب ان يكون محبا للاخرين وحتى مع اولئك الذين ينتمون الى ديانات اخرى او يختلفون عنه في ارائهم وتوجهاتهم.لا مكان للكراهية في قلب الانسان المسيحي المؤمن فلكي يستمع الرب الاله الى صلواتنا وتضرعاتنا يجب ان ننقي حواسنا من كل ضغينة وكراهية وان نتفانى في خدمة الانسان اي انسان لاننا نرى في وجه كل انسان صورة الله ومثاله .نطالب المسيحيين الفلسطينيين بأن ينتموا الى ايمانهم بشكل عميق وجوهري بعيدا عن الشعارات الرنانة فالانتماء المسيحي الحقيقي لا يعبر عنه بأوشام توضع على الجسم او بصليب كبير يعلق على الصدور .فاذا لم يكن الصليب في قلوبنا فما فائدة ان نعلقه على صدورنا وان نرسمه على اجسادنا اجعلوا اولا الصليب وبركته وما يعنيه بالنسبة الينا في قلوبكم نبراسا نتقوى ونتعزي به في الاوقات العصيبة .كونوا مسيحيين حقيقيين وليس مسيحيين مزيفين وما اكثر المسيحيين المزيفين في عالمنا الذين يقولون انهم مسيحيون وانهم ارثوذكسيون ونراهم يتعصبون لايمانهم ودينهم ولكن المسيحية الارثوذكسية براء من افكارهم وتصرفاتهم وكراهيتهم .كونوا مسيحيين حقيقيين ولا تتشبهوا بالكتبة والفريسيين الذين يحدثنا عنهم الكتاب المقدس فهنالك مسيحيون حقيقيون وهنالك من يدعون الانتماء للمسيحية ويلبسون ثوب المسيحية ولكنهم بعيدون كل البعد عن القيم المسيحية .المسيحيون الفلسطينيون ليسوا بحاجة الى ان يبرهنوا دوما عن انتماءهم لوطنهم ونحن نرفض من يقومون بحملات التشكيك والتضليل التي هدفها اقتلاع المسيحيين من اصالتهم المشرقية العربية الفلسطينية .لسنا مطالبين ان نكون دائما مدافعين عن وطنية المسيحيين وكأنه امر مشكوك به ويجب ان ندافع عنه دوما ولكن ويا للاسف الشديد نجد انفسنا في بعض الاحيان مضطرين لتأكيد حقيقة ان المسيحيين في ديارنا ليسوا اقليات او جاليات في اوطانهم بل هم اصيلون في انتماءهم لهذا الوطن ولا يمكننا ان نتحدث عن فلسطين دون ان نبرز عراقة الحضور المسيحي باعتبار ان فلسطين هي ارض الميلاد والتجسد والفداء والقيامة والنور والمقدسات .لا يمكننا ان نتحدث عن فلسطين دون ان نبرز اهمية العيش المشترك والتفاعل والتعاون المسيحي الاسلامي دفاعا عن الوطن والقضية والقدس ودفاعا عن وحدتنا الوطنية وتآخينا الديني المستهدف والمستباح من قبل اعداء الداخل واعداء الخارج.المسيحيون الفلسطينيون مطالبون بأن يكونوا اكثر وعيا ورفضا لمخططات اقتلاعهم من انتماءهم الوطني فهنالك اصوات نشاز بدأت تصلنا الى داخل فلسطين عبر ابواق مشبوهة ومأجورة تحث المسيحيين الفلسطينيين على ان يعيشوا حالة عزلة وابتعاد عن الحياة الوطنية تمهيدا لتهجيرهم وتحزيم امتعتهم لكي يغادروا وطنهم وهذه الاصوات النشاز انما تندرج في اطار مشروع استعماري له ابواق في كل مكان وهدفه افراغ فلسطين من مسيحييها الاصليين والاصلين والاصلاء .يا ايها المسيحيون الفلسطينيون كونوا مسيحيين حقيقيين ومن كان مسيحيا حقيقيا كان فلسطينيا جيدا خادما لبلده وشعبه ، كونوا مسيحيين حقيقيين ولا تستسلموا لمؤامرات اقتلاعكم من هويتكم الوطنية وجعلكم اقلية مهمشة وضعيفة لا حول لها ولا قوة .لا نقبل بأن يشكك احد في هوية المسيحيين الفلسطينيين فنحن لا نعيش ازمة هوية بل الازمة موجودة في عقول من يفكرون بذلك ، فنحن مسيحيون 100% وفلسطينيون 100%.في القدس هنالك تحديات كثيرة واغراءات غير مسبوقة يقدمها الاحتلال لابناء شعبنا ومنهم المسيحيين بهدف تجريدهم من هويتهم الوطنية واقتلاعهم من انتماءهم الفلسطيني  ، ولعل ظاهرة التجنيد التي ازدادت في الاونة الاخيرة في القدس هي ظاهرة خطيرة تدل على ان التهويد والاسرلة لا تستهدف فقط المقدسات والاوقاف والاحياء بل تستهدف ايضا البشر ولذلك فإن المؤسسات الدينية والوطنية وغيرها يجب ان تقوم بدور هادف للتوعية وارشاد ابناءنا لكي يكونوا محصنين واقوياء في مواجهة المشاريع المشبوهة التي تستهدفهم في الصميم وتستهدف اصالتهم وانتماءهم لشعبهم وقضيتهم .قدم سيادته بعض الاقتراحات والافكار العملية والتي تمت مناقشتها كما واجاب على عدد من الاسئلة والاستفسارات .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق