حتى المياه المالحة باتت مطلباً متعذراً في "شاتيلا"!

 

وكالة القدس للأنباء - مصطفى علي

 أدت الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تضرب لبنان إلى شلل الحياة في المخيمات الفلسطينية، وبخاصة مخيم شاتيلا في العاصمة بيروت، الذي يرزح أكثر من 10 آلاف شخص من سكانه، تحت رحمة "الخصخصة" في إدارة الشؤون الحياتية، من كهرباء وماء وغيرها من الأمور الخدماتية، في ظل غياب شبه تام لدور "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين - الأونروا" عن التزاماتها الإدارية تجاه المخيمات .

 انقطاع كهرباء الدولة المستمر والتقنين القاسي المتبع من قبل أصحاب مولدات الاشتراك، فاقم أزمة إيصال مياه الخدمة المالحة عبر الآبار الجوفية إلى منازل الأهالي، بسبب نفاذ مخزون المازوت لديهم. كل ذلك، يدق ناقوس الخطر بالاتجاه نحو كارثة صحية خطيرة قد تؤدي إلى انتشار الأمراض والأوبئة، كما أن الأهالي  سيضطرون إلى اللجوء إلى تأمين المياه من مصادر بديلة وبأسعار مرتفعة بنسبة 300 % ، من خلال شراء صهاريج المياه لتعبئة خزاناتهم، لتضاف بذلك فاتورة جديدة على أعبائهم الحياتية .

وفي هذا السياق، أكد الأهالي لـ"وكالة القدس للأنباء" خلال جولة ميدانية لها في شوارع وأزقة المخيم، بأن مياه الآبار ورغم ملوحتها والتي كانت مرفوضة من قبلهم، لما لها من آثار سلبي على صحة أطفالهم، أصبحت مطلباً لهم لعدم قدرتهم على شراء مياه، في ظل ما يعانونه من أوضاع معيشية سيئة للغاية.

وأوضحت أم جهاد الحسن، لـ"وكالة القدس للأنباء"،  بأن إنقطاع الكهرباء فاقم من أزمة المياه، وقالت: "ما في كهرباء ولا مي ... الغسالة مليانة ثياب وما عم نقدر نغسل بشكل منتظم بسبب انقطاع الكهرباء".

بدورها أشارت أم محمد المدهون،  لـ"وكالة القدس للأنباء"، بأن "المياه المالحة نستخدمها للغسيل، وهي غير صالحة للاستحمام، لأنها تسبب أمراضاً جلدية خطيرة، ورغم ذلك نريدها لأننا ليس بمقدورنا شراء "سترن" المياه، الذي وصل سعره الـ 250 ألف ليرة".

وهذا ما أكدته أم وسام معروف بأن أوضاع الأهالي المالية صعبة للغاية، وليس لديهم الإمكانية لشراء برميل مياه وليس خزاناً".

وقالت: "المياه مالحة بالمخيم، ونحن نفتقر إلى أدنى مقومات الحياة والشروط الصحية، ونحن نشعر بالخنقة وضيق التنفس في بيوتنا المعتمة، والتي تملأها  الرطوبة وحرارة الصيف المرتفعة".

من جهتها أعربت أم وسام عن  خشيتها من إنفجار كارثة صحية وبيئية، إذا استمر الحال كما هو عليه من إنقطاع الكهرباء والمياه".

هذا هو حال الأهالي البائس في مخيم شاتيلا، الذين يعانون من  ويلات الأزمة  واحتكار كل مقومات الحياة من قبل "مافيا الكهرباء والماء".

إن الافتقار إلى الوصول إلى أمدادات المياه الحلوة العامة، جعل الأهالي رهينة في يد أصحاب الآبار المالحة، وقد يجبرهم ذلك على اتخاذ قرارات تتعلق باحتياجاتهم الأساسية من مياه الخدمة والصرف الصحي والنظافة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق