الشاعر والناقد المفكر عز الدين المناصرة: كم غنينا معك جفرا وبالأحمر كفناه؟

 


05-04-2021
رحل عن دنيانا الشاعر والمفكر الفلسطيني، عز الدين المناصرة، مساء أمس الأحد، في العاصمة الأردنية (عمان)، عن عمر يناهز 74 عاماً، متأثراً بإصابته بفيروس (كورونا).
سيرة ومسيرة حافلة
عز الدين المناصرة (11أبريل- 1946م- 5 أبريل 2021 م)، شاعر وناقد ومفكر وأكاديمي فلسطيني من مواليد بلدة بني نعيم في محافظة الخليل-فلسطين؛ حائز على عدة جوائز كأديب وكأكاديمي، وهو من شعراء المقاومة الفلسطينية منذ أواخر الستينيات حيث اقترن اسمه بالمقاومة المسلحة والثقافية وبشعراء مثل محمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زياد، أو كما يطلق عليهم مجتمعين "الأربعة الكبار في الشعر الفلسطيني"، حيث غنى قصائده مارسيل خليفة وغيره واشتهرت قصيدتيه "جفرا" و"بالأخضر كفناه". ساهم في تطور الشعر العربي الحديث وتطوير منهجيات النقد الثقافي. وصفه إحسان عباس كأحد رواد الحركة الشعرية الحديثة.
حصل على شهادة (الليسانس) في اللغة العربية والعلوم الإسلامية من جامعة القاهرة عام 1968، حيث بدأ مسيرته الشعرية، ومن ثم انتقل إلى الأردن وعمل كمدير للبرامج الثقافية في الإذاعة الأردنية في العام 1970 وحتى 1973. أسس في نفس الفترة رابطة الكتاب الأردنيين مع ثلة من المفكرين والكتاب الأردنيين.
انخرط المناصرة في صفوف الثورة الفلسطينية بعد انتقالها إلى بيروت، حيث تطوع في صفوف المقاومة العسكرية بالتوازي مع عمله في المجال الثقافي الفلسطيني والمقاومة الثقافية كمستقل، وأيضاً ضمن مؤسسات الثورة كمحرر ثقافي لمجلة "فلسطين الثورة" الناطقة باسم منظمة التحرير الفلسطينية وكمدير تحرير ل"جريدة المعركة" (الصادرة أثناء حصار بيروت) بالإضافة إلى عمله كسكرتير تحرير "مجلة شؤون فلسطينية" التابعة لمركز الأبحاث الفلسطيني في بيروت. تم انتخابه كعضو للقيادة العسكرية للقوات الفلسطينية – اللبنانية المشتركة في منطقة جنوب بيروت إبان بدايات الحرب الاهلية اللبنانية عام 1976، وكلف بإدارة مدرسة أبناء وبنات مخيم تل الزعتر بعد تهجير من تبقى من أهالي المخيم إلى قرية الدامور اللبنانية.
أكمل دراساته العليا لاحقاً، وحصل على (شهادة التخصص) في الأدب البلغاري الحديث، ودرجة الدكتوراه في النقد الحديث والأدب المقارن في جامعة صوفيا عام 1981. بعد عودته إلى بيروت عام 1982 شارك في صفوف المقاومة من جديد أثناء حصار بيروت، وأشرف على إصدار جريدة المعركة إلى أن غادر بيروت ضمن صفوف الفدائيين كجزء من صفقة إنهاء الحصار.
تنقل المناصرة بين عدة بلدان قبل أن تحط به الرحال في الجزائر عام 1983، حيث عمل كأستاذ للأدب في جامعة قسنطينة ثم جامعة تلمسان؛ انتقل في مطلع التسعينيات إلى الأردن، حيث أسس قسم اللغة العربية في جامعة القدس المفتوحة (قبل أن ينتقل مقرها إلى فلسطين) وبعدها صار مديرا لكلية العلوم التربوية التابعة لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وجامعة فيلادلفيا حيث حصل على رتبة الأستاذية (بروفيسور) عام 2005، كما حصل على عدة جوائز في الأدب من ضمنها: جائزة الدولة الأردنية التقديرية في حقل الشعر عام 1995، وجائزة القدس عام 2011.
يقول الدكتور محمد أزلماط (المغرب)، تجلّى (النقد الثقافي المقارن)، كتصور منهجي في البلدان العربية مع الناقد والشاعر والبروفيسور (عز الدين المناصرة)، الذي استخدم مصطلح (المثاقفة) عام 1986، موازياً لمصطلح (النقد الثقافي). وصدر كتابه (المثاقفة والنقد المقارن) في ثلاث طبعات (1988 ــ 1996 ــ 2005)، وتلاه كتاب (إدوارد سعيد)... (الإمبريالية والثقافة)، 1992. ثم عبدالله الغذامي (النقد الثقافي)، 2000 ــ أي أن العرب في هذا المجال سبقوا (فنسنت ليتش، 1992).
من مجموعاته الشعرية:
يا عنب الخليل، القاهرة – بيروت، 1968.
الخروج من البحر الميت، بيروت، 1969.
مذكرات البحر الميت، بيروت، 1969.
قمر جَرَشْ كان حزيناً، بيروت، 1974.
بالأخضر كفّناه، بيروت، 1976.
جفرا، بيروت، 1981.
كنعانياذا، بيروت، 1981.
حيزية عاشقة من رذاذ الواحات -عمّان، 1990.
رعويّات كنعانية، قبرص، 1992.
لا أثق بطائر الوقواق،- رام الله، 2000.
لا سقف للسماء،- عمَّان، 2009.
يتوهج كنعان، (مختارات شعرية)، دار ورد، عمّان، 2008.
لن يفهمني أحدٌ غير الزيتون (مختارات شعرية)، وزارة الثقافة الفلسطينية، ط4، 2017.
من كتبه النقدية والثقافية-الفكرية:

الفن التشكيلي الفلسطيني-منشورات فلسطين الثورة-بيروت -1975.
السينما الإسرائيلية في القرن العشرين، بيروت، 1975.
إشكالات قصيدة النثر، بيروت – رام الله 1998.
موسوعة الفن التشكيلي الفلسطيني في القرن العشرين (في مجلّدين)، عمّان، 2003.
نقد الشعر في القرن العشرين، الصايل للنشر والتوزيع، عمّان، 2012 .
الكف الفلسطيني تناطح المخرز الأمريكي—الصايل للنشر والتوزيع عمان 2013.
النقد الثقافي المقارن- 2005- علم الشعريات 2007- جمرة النص الشعري 2007.
قصة الثورة الفلسطينية في لبنان (1972 ــ 1982)، الدار الأهلية، عمَّان، 2010.
لا أستطيع النوم مع الأفعى (حوارات) مع الشاعر المناصرة، دار مجدلاوي للنشر والتوزيع، عمَّان، 2011.
تداخل الأجناس الأدبية، (في ضوء الشعريات المقارنة) ــ دار الراية للنشر والتوزيع: عمّان،2011.
(امرؤ القيس ليس امرأ القيس) ــ الطبعة الأولى، دار زهدي، عمّان، 2017.
(تحقيق وتقديم): (اكتشاف أول مخطوطة شعرية لفدوى طوقان)، الصايل للنشر والتوزيع، 2017.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق