الانتخابات التي نبتغيها و النتائج المرجوة

 


مضى زمن طويل على انقضاء الاستحقاق الانتخابي ، الذي تم تعطيله دون اسباب

 وجيهة ، اللهم الا الضغوطات التي تعرضت لها القيادة الفلسطينية من جهات اقليمية و دولية .

و هانحن اليوم امام آمال انتظرناها  طويلا ، و على اي الاحوال  لِأن تأتي الاشياء متأخرة

 افضل من ان لا تأتي مطلقا . هذه الآمال يجب ان لا تتبدد تحت اي مبرر ، لان شعبنا عانى

 كثيرا و لا يزال  يعاني ، و شعبنا لن يقبل اهدار الفرص من جديد . ان الوقت يحتاج

 لمواقف مسؤولة و شجاعة  لا تقبل التسويف  ، لاننا امام منعطفات مفصلية لا تحتمل

 التراخي و لا المماطلة ،  و لا تقبل  منا الفشل . خيارنا الوحيد هو النجاح في اتمام هذا

 الاستحقاق و جعله نزيها كما كان في المرة الماضية ، و عدم القبول بالمال المسموم

 لشراء الضمائر و استغلال حاجة الناس لكسب اصوات انتخابية . ان شعبنا يريد قيادة

حقيقية تعبر عن ارادته ، قيادة هي تختاره  دون مؤثرات بغض النظر عن الانتماء الحزبي .

 هناك الكثير الكثير من الشخصيات الحزبية المختلفة و صاحبة ايديولوجيات متعارضة

و اخرى مستقلة مقبولة و معتبرة و مواقفها معروفة و التزامها الوطني واضح وضوح

الشمس . يجب ان لا نرضى بالمال الاماراتي او السعودي او الصهيوني و الامريكي الذي

 يهدف لزرع وكلاء ينفذون مشاريعهم في جسمنا  . لهذا فإن على اللجنة العليا للانتخابات

ان تسن قوانينا انتخابية جديدة تجرم شراء الاصوات ، و ابتزاز المواطنين بارزاقهم و اقواتهم .

 و يجب علينا ان لا ننسى النواب المعتقلين الذين غيبهم الاحتلال في الزنازين ، بل ان

 من الواجب اعادة  انتخابهم بالتزكية و على رأسهم  مروان البرغوثي و احمد سعدات و

 خالدة جرار و محمد ابو طير و حسن يوسف . ان اعادة انتخابهم يعتبر رسالة  للاحتلال بانهم

 بيننا و مكانتهم و دورهم متواصل حتى و إن كانوا خلف القضبان ، و اننا لن ننساهم او نتخلى

عنهم مهما كانت الظروف . ان القرار الرئاسي بتحديد مواعيد الانتخابات قرار شجاع ،

يتطلب منا تطبيقه كما ينبغي لشعب مرابط مقاوم  مثقف يعرف مصالحه جيدا ، و اي تعطيل

ستكون نتائجه كارثية على الواقع الفلسطيني . التعطيل سيُبقي الواقع على حاله من الانقسام

و التنافر و الاختلاف ، و سيجعل الساحة الفلسطينية في فراغ  مؤسساتي ، و في دوامة

من الصراعات الجانبية التي لا يستفيد منها الا العدو . و الالتزام بالنتائج و بالتشكيلات التي

 ستفرزها  النتائج تعتبر في غاية الاهمية ، لانها تظهرنا كشعب ناضج حضاري يستحق الحياة

 و يتحمل المسؤولية التي ترضي ربنا عزوجل و من ثم ترضي شعبنا العظيم .  ليس المهم من يفوز

 بقدر اهمية  التعاون فيما بيننا  والمشاركة الحقيقية  للنهوض بالاعباء الكبيرة الملقاة على عواتقنا ،

  و مقاومة الاحتلال و إفشال مخططاته  و المضي من اجل تحقيق اهدافنا الوطنية . اننا امام امتحان

 كبير ، فاما ان نكون على قدر المسؤولية و اما ان نفشل و نهدم بايدينا المشروع الوطني .

 لقد استفاد العدو الصهيوني  ايما فائدة من  الواقع الفلسطيني المريض خلال الحقبة المظلمة الماضية

  فقام بثلاثة حروب على غزة و امعن في جرائمه و اعتداءاته و توسع في استيطانه و تهويده .

 كذلك فان غيابنا فتح المجال لبعض الدول للاعتراف بالقدس عاصمة لكيان الاحتلال و

 نقلت سفاراتها الى المدينة المقدسة ، ضاربة بعرض الحائط القرارات الدولية التي تعتبر

 القدس الشرقية أرض فلسطينية محتلة.  كما استفاد  من هذا الوضع بعض الوكلاء الذين يمثلون

 الانظمة العربية فاستغلوا الفرصة و قاموا بالتطبيع و شرعوا ابواب العواصم العربية للموساد

 و للاجهزة الصهيونية  المختلفة و المتخصصة  . لقد تذرعوا بالانقسام و بالتنسيق الأمني

 و باتفاقية أوسلو ،  و لهذا فإنه يجب على القيادات الجديدة التي تفرزها الانتخابات أن تحمل

 في أجندتها مواقف شجاعة و مصيرية ، و في الاساس منها  التخلص من أوسلو و تبعاتها

و بالأخص التنسيق الأمني البغيض .  و يجب على المجلس الوطني القادم إن يعمل لإعادة

 الاعتبار للميثاق الوطني  و نبذ الاعتراف بكيان الاحتلال ، و هو يمتلك القدرة على ذلك لا

 سيما بان الاحتلال لم يلتزم بالبنود المتفق عليها مع المنظمة ، فلم يوقف الاستيطان ، و قام

 بشكل ممنهج باعمال التهويد و الضم و ابتلاع القدس ، و لم تتحق الدولة المستقلة و لا اعادة

 اللاجئين و لم يلتزم  باي بند من بنود الحل النهائي .    إن وحدة موقفنا و مؤسساتنا تعتبر

 على جانب كبير من الاهمية ربما نرفعها إلى مستوى القداسة لأهميتها لانها هي الكفيلة بمواجهة

 المخاطر و الوقوف في وجه المؤامرات التصفوية ، و لن تكون تلك الوحدة الا بالارتفاع

الى اعلى مستوى من المسؤولية الوطنية ، و نزع العصبية و الاعتراف بدور الآخر و الاقرار

بما يختاره الشعب بلا مكائد و لا ضغائن و لا حفر ، بل بتعبيد طرق الاخوة  و بالتعاون

و بالتنافس الشريف  من اجل خدمة شعبنا ، و لتحقيق اهدافنا العادلة .

 

ماهر الصديق 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق