حصار تقليصات الأونروا يعصف بالأطفال الفلسطينيين

 


مازن كريّم -قدس برس

أجمع مراقبون، في أحاديث منفصلة لـ"قدس برس"، اليوم الأربعاء، على أن الأطفال الفلسطينيين في المخيمات والتجمعات الفلسطينية بلبنان هم الأكثر عرضةً للمعاناة والحرمان والفقر، ويتعرضون للقهر والتجهيل والتخويف والقلق بشكل دائم ومستمر.

وأكد مسؤول ملف وكالة "أونروا" في حركة "الجهاد الإسلامي" في لبنان (فصيل مقاوم)، جهاد محمد، على أن "الطفل الفلسطيني في لبنان يعيش واقعاً معيشياً صعباً للغاية، في ظل ظروف معيشية واجتماعية ونفسية تتسم بالفقر والحرمان، بسبب معاناة عائلاتهم من ضيق الحالة المادية، نتيجة ارتفاع نسب البطالة والفقر بين صفوفهم، نتيجة القوانين المفروضة عليهم، وبسبب تقليصات خدمات وكالة (أونروا) لمجتمع اللاجئين بشكل مستمر نتيجة أزماتها المالية".

وأضاف محمد لـ"قدس برس" أن "كل ما يعاني منه اللاجئ الفلسطيني بلبنان هو جزء من مشاريع ومخططات متفق عليها من قبل أعدائه".

ولفت إلى أن "افتقار المخيمات إلى الخدمات الأساسية مثل المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي والكهرباء والاكتظاظ وضيق المساحات الخضراء والأماكن العامة للّعب فيها؛ أدى إلى نشوء الطفل الفلسطيني في بيئة غير سليمة، أثرت على نفسيته وتركت أثراً بالغاً في تكوينه".

أطفال مخيم عين الحلوة نموذجاً

وقال القيادي في (الجهاد الإسلامي)، إن "أطفال "مخيم عين الحلوة"، في مدينة صيدا (جنوب لبنان)، وبعد الأحداث والمعارك الدامية التي شهدها المخيم مؤخراً، يعيشون تحت حالة من عدم الأمان وعدم الاستقرار، مما يعرض حياتهم للخطر، ويؤثر على حالتهم النفسية والعاطفية، بحيث يعاني الأطفال من الخوف المستمر والقلق، ويعجزون عن الاستمتاع بطفولتهم بشكل طبيعي أسوة بباقي أطفال العالم الذين ينعمون بحياة هادئة يتأمن فيها كل مقومات الحياة الإنسانية اللائقة".

ولفت محمد إلى أن "المعارك التي شهدها المخيم أدت إلى تأجيل العام الدراسي الجديد وتعطيل الدروس، الأمر الذي أثّر على تعليم الأطفال، وفاقم من التحديات التعليمية التي يواجهونها بالفعل".

وطالب وكالة "أونروا"، بـ "العمل بشكل سريع من أجل إعادة الحياة إلى طبيعتها في مدارسها في المخيم، من خلال الإسراع في عملية ترميمها وتجهيزها لضمان التحاق الطلاب بصفوفهم بمدة قريبة جداً".

كما طالبها بأن " تأخذ بالحسبان الواقع النفسي والاجتماعي للطلاب والأطفال والعمل على إعداد برامج دعم نفسي لهم تخرجهم من الحالة التي عاشوها في الفترة الماضية".

كما أكد على "ضرورة قيام منظمات المجتمع المدني في مخيم عين الحلوة والجوار بـ أن تلعب أدواراً مهمة في الإطار ذاته".

ودعا المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية، إلى "العمل بجدية لتحسين ظروف المعيشة وتوفير الحماية اللازمة للأطفال الفلسطينيين في مخيم عين الحلوة وبقية المخيمات".

كما طالب الدولة اللبنانية بـ "النظر إلى المخيمات الفلسطينية في لبنان من الناحية الإنسانية بعيداً عن النظرة الأمنية، من خلال إقرار الحقوق المدنية والاجتماعية لهم، من أجل ضمان العيش الكريم إلى حين عودتهم لفلسطين".

من جهته، أكد الناشط وليد محمد على أن "فئة الأطفال هم الحلقة الأضعف في أيّ تطورات على واقع معيشة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان".

وأضاف محمد لـ"قدس برس" أن التداعيات هي نتيجة الظروف العامة التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان، نظراً لعدم الاستقرار النفسي الذي تتعرض له الأسرة الفلسطينية، إلى جانب القلق الأمني الذي يسيطر على المخيمات بسبب إطلاق النار في الهواء في منتصف الليل وخلال ساعات النهار، والاشتباكات التي تحصل بين أطراف متعددة داخل العديد من المخيمات".

من جانبه، أكد الباحث الحقوقي، حسن السيدة، على أن "الأطفال الفلسطينيين في لبنان يعيشون في ظل ظروف صعبة للغاية، حيث يفتقدون الوصول للفرص التي يتمتع بها أطفال آخرون، وبدلاً من اللعب في المتنزهات والملاعب، هم يلعبون في الأزقّة الضيقة المظلمة في المخيمات، حيث تختلط أسلاك الكهرباء وأنابيب المياه".

وأشار السيدة في حديثه لـ"قدس برس"، إلى أن "الواقع المعيشي الصعب الذي تمر به المخيمات والتجمعات بلبنان عموماً، ومخيم عين الحلوة خصوصاً، أدى إلى ارتفاع نسب الشعور بالظلم وغياب الشعور بالأمان، إلى جانب الميل إلى العنف والرغبة في الهجرة إلى خارج لبنان".

وحذر من أن"الأداء الدراسي سيتراجع بنسبة عالية لدى الأطفال الفلسطينيين في مخيم عين الحلوة، جراء الأوضاع الأمنية التي شهدها مؤخراً".

ويبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، المسجلين لدى وكالة "أونروا" حوالي 450 ألفا، يعيش معظمهم في 12 مخيما رسميا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق