عين الحلوة : جمهورية الموز في مساحة الكيلو متر مربع وكأن المشهد من العصور الحجرية !!


حنان نداف 

لن تبدو صور الدمار والتخريب غريبة على اهالي مخيم عين الحلوة وحتى اهالي مدينة صيدا نتيجة الاشتباكات المسلحة التي شهدها المخيم مؤخرا ولكنها حتما ستبدو غير مألوفة وغير اعتيادية لمن يسمع ويشاهد عن بعد من خارج مدينة صيدا وحتى من خارج الحدود اللبنانية .. 
صور المدارس وهي شبه مدمرة خرقتها مظاريف الرشاشات بدلا من ان تعلوها شعارات تشجع على التعليم مثلا او أقلّه لافتات تدل على ان المبنى تربوي والى داخل المبنى لم يكن الحال افضل فالممرات التي كانت تعج بالطلاب والتلاميذ تحولت الى ممرات لمرور المسلحين ومقاعد  الدراسة تحولت الى متاريس . 
لا لم يكن المشهد طبيعيا على اي انسان مهما قَرُبَت فيه المسافة  الجغرافية او بعُدَت  بأن يرى مبانٍ تربوية تحولت الى ثكنات ومخابىء لمتقاتلين والصفوف والمقاعد الدراسية تحولت الى متاريس ، لن يكون المشهد طبيعيا بعدما استخدمت ادوات التعليم للتقاتل والتناحر وتم تشريد  اكثر من خمسة الاف تلميذ كانوا من المفترض ان يلتحقوا بمقاعدهم الدراسية اوائل الشهر المقبل مثلهم  مثل اي طالب له الحق في التعليم . 
بدت الصور من مخيم عين الحلوة اليوم  بعدما وضع المتقاتلون اوزارهم وقرروا ترك المدارس لمصيرها وكأنه بقعة منسلخة عن محيطها ، جزيرة معزولة يسود فيها ما لا يمكن ان يسود في اي مكان آخر ، دمار كبير في المدارس والمنازل والمحال وتخريب وفوضى وطرقات غطتها الاتربة والنفايات وكأن يد الفوضى عاثت فيها وكوّنتها بأبشع صورة،   بدا المخيم  وكأنه من العصور الحجرية ! فهل يصح القول في المخيم كالمثال الذي يضرب او يوصف به على انه جمهورية الموز !!! 
كان الله بعون اهالي المخيم  الذين تكبدوا خسائر مادية ومعنوية وكأنه لا تكفيهم مصيبتهم الكبرى في اللجوء وظروف العيش المريرة ، كما كان الله في عون طلاب العلم وتشرد الالاف منهم بعدما اغتصبت يد الفوضى مدارسهم ومقاعدهم وعاثت فيها خرابا !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق