حملة مقاطعة داعمي إسرائيل في لبنان.. من هي وما هي أهدافها ؟!

 

 مازن كريّم -قدس برس

على الرغم من سعي الاحتلال إلى التطبيع مع الدول العربية والإسلامية بطرق مباشرة وغير مباشرة، إلا أن الرفض الشعبي لهذا التطبيع هو الأشد تأثيرا في المشهد.

وبرز في لبنان واحد من أقوى أشكال الرفض الشعبي، حيث شُكلت حملات ضغط شعبية للوقوف بوجه كافة أشكال التطبيع، من ضمنها حملة "مقاطعة داعمي إسرائيل في لبنان".

وتقول عضو الحملة، مجدولين درويش، إنها "تعتبر أوّل مقاطعة شعبية عربية تعتمد معلومات موثقة تفضح تواطؤ شركات معينة مع الكيان الصهيوني".

وأضافت درويش لـ"قدس برس"، اليوم الأربعاء، أن "الحملة لا تقاطع شركات معينة بهدف المقاطعة في ذاتها، بل لتوجيه رسالة احتجاج إليها، والضغط عليها من أجل وقف تواطئها مع الانتهاكات الصهيونية للقانون الدولي ومبادئ حقوق الإنسان".

وتابعت درويش بالقول إنه "في البداية كان تركيزنا على البضائع الدّاعمة لـ"إسرائيل"، لكن خلال عملنا اكتشفنا أن هناك شركات إسرائيلية في لبنان تعمل على نحو سري، أو أن البضائع الإسرائيليّة تشحن قبل دخولها إلى لبنان من دبي أو تركيا، مثلًا، وهناك يعمل على إعادة توضيبها بحيث تظهر وكأنها بضائع من إنتاج الإمارات أو تركيا".

وأكدت درويش أن "الحملة تعمل من خلال المتابعة والتوثيق الدقيق والعلميّ، حيث تقوم بإصدار ملحق دوريّ بأبرز الشركات التي نقترح مقاطعتها في لبنان... مع التنسيق قدر المستطاع مع حركة المقاطعة العالميّة في استهداف شركات عالميّة موجودة في بلدان عربيّة متعدّدة".

وأضافت أن الحملة كذلك "تسعى إلى التخفيف من الدعم المادي والمعنوي للكيان الصهيوني، إلى جانب تشجيع الإنتاج المحلي والمنتجات العالمية والعربية غير الداعمة لكيان العدو الصهيوني".

وشدّدت على أنه "لا يوجد في الأراضي اللبنانية أيّ بضائع إسرائيلية، نظراً لأن الحدود مغلقة، ولا يوجد في البلد سفارة أو قنصلية تتبع للاحتلال الإسرائيلي، ومن ثم فلا إمكانية لإدخال بضائع إسرائيلية الصنع إلى البلاد" على حد تقديرها.

ولفتت إلى أن "القائمين على الحملة هم من توجّهات وأديان وطوائف مختلفة، يجمعهم همّ واحد، وهو محاربة الكيان الصهيوني بالوسائل كلها"، معتبرة أن "نشر فكرة المقاطعة لا تقل أهمية عن فكرة المقاومة المسلحة" على حد تقديرها.

وأعربت عن رفض الحملة "أيّ زيارة للفنّانين العرب إلى فلسطين المحتلّة عام 48 أيا كان الداعي أو المضيف، وأيا كانت مظلّة الدعوة، وأيا كانت نوايا الزائر الحسنة".

واعتبرت أن هذه الخطوة "تعطي فرصة للاحتلال كي يتغنى بديمقراطيّته وتسامحه في استقبال الجميع من كل المشارب والتوجهات والأديان".

وتابعت "بل نحن نرى أن زيارة الفنانين والمثقفين العرب إلى الضفّة الغربية هي نوع من التطبيع، لأنّ الزائر لا بد أن يحظى بموافقة الاحتلال كي يدخل، ولأن السلطة الفلسطينية (التي تدّعي السيادة على المعابر) متعاونة مع الاحتلال ومنسقة معه أمنيا".

يذكر أن "حملة مقاطعة داعمي إسرائيل في لبنان" انطلقت عقب مجازر جنين، ربيع العام 2002، وكانت أوّلَ مقاطعة شعبيّة عربيّة تعتمد معلومات موثقة تكشف تعاون شركات معينة مع الاحتلال الإسرائيلي.