أعمال الإغاثة وإزالة ركام الاشتباكات من الأحياء وتهيئة الظروف المناسبة لعودة من تبقّى من عائلات نازحة، تقدّمت إلى واجهة الاهتمام في مخيم عين الحلوة، مع استمرار الهدوء التام والجهود السياسية لتثبيت وقف إطلاق النار عقب اشتباكات حركة «فتح» ـ الناشطين الإسلاميين، وأسفرت عن سقوط 12 قتيلاً وأكثر من 65 جريحاً.
وتفقدت مديرة عام وكالة «الأونروا» في لبنان دوروثي كلاوس المخيم وأشرفت على العودة الجزئية لعمليات الوكالة وخدماتها، وأملت في «أن تستمر حالة الهدوء في المخيم، سمعت عن عائلات لم تتمكّن من مغادرة منازلها لعدّة أيام بسبب الاشتباكات وأشخاص تعرّضوا للاصابة عند الهرب، وأطفال بكوا من الخوف ونساء تحوّلت خصلات من شعرهن إلى اللون الأبيض».
واستأنفت وكالة «الأونروا» خدماتها داخل المخيم بعد أسبوع من تعليقها بسبب الاشتباكات المسلحة، فأعيد افتتاح المركز الصحّي الثاني (العيادة الثانية) الذي قدّم الرعاية الطبية للمرضى من لاجئي فلسطين، حيث تلقى العديد من الأطفال وحديثي الولادة العلاج والتطعيم، في وقت بدأ فيه العمال تنظيف الشوارع من النفايات المتراكمة ورش المبيدات في المناطق الأقل تضرّراً من الاشتباكات.
كذلك تفقّد المخيم وفد قيادي من «الجبهة الديمقراطية» برئاسة مسؤولها في لبنان علي فيصل، وجال في عدد من الأحياء التي كانت مسرحاً للأحداث واطلع على حجم الأضرار فيها.
ودعا فيصل إلى إزالة ركام المنازل والمحال التجارية سريعاً، وطمأنة الأهالي الى انتهاء الأحداث تمهيداً لاستعادة الحياة وعودتها إلى طبيعتها، مشيراً إلى «أن حجم المأساة في الأحياء التي شهدت اشتباكات تتطلّب تعاون الجميع خاصة «الأونروا» ودائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية والفصائل والمؤسسات الاجتماعية التي بإمكانها تضميد جزء من جراح اللاجئين إن توافرت الإرادة على العمل الجماعي المنتج والمسؤول».
وعقد تجمع المؤسسات الأهلية في منطقة صيدا اجتماعاً موسعاً في جمعية التنمية للإنسان والبيئة في المدينة، حيث جرى التداول في التداعيات التي خلفتها الأحداث الأخيرة والأضرار التي نتجت عنها في الأرواح والممتلكات في المخيم ومنطقة التعمير، وسط دعوة المنظمات الدولية لتوفير الاحتياجات الضرورية لأهلنا في المخيم والتعمير ودعم الأسر الأكثر فقراً نتيجة تضرر آلاف العائلات بسبب تفاقم الأزمة الاقتصادية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق