هذه هي أسباب تدني نسبة نجاح الطلاب في امتحانات كول نيسان بمدارس الأونروا

 

وكالة القدس للأنباء - ميرنا روحي الحسين 
 ظهرت قبل أسبوع نتائج إمتحانات "كول" (إختبار) نيسان للمرحلة المتوسطة - بريفيه، في مدارس بيروت التابعة لــ "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين-الأونروا"، وكانت مزرية. حيث أنها جاءت برسوب أكثر من نصف الطلاب في أكثر من مدرسة، الأمر الذي لا يبشر بالخير. فهذا الامتحان يأتي كتجربة للطلاب قبل خضوعهم للإمتحانات الرسمية لدى الدولة اللبنانية، الشهر المقبل، وهو ما يؤهلهم للانتقال الى إلى المرحلة الثانوية فالجامعية.
مدرسة حيفا التابعة لـ"أونروا" في منطقة بئر حسن ببيروت، على سبيل المثال، كانت تعرف منذ القدم بتفوق طلابها وتميزهم، لكن ما حدث في امتحانات "كول" نيسان هذا العام كان العكس حيث سجلت المدرسة أدنى نسبة نجاح على مستوى المدارس، وهناك أكثر من  55 طالباً يعيدون السنة ولا يعلمون عن الدراسة شيئاً، هذا ما قالته إحدى المعلمات داخل المدرسة في تصريح خاص لـ"وكالة القدس للأنباء"، حيث أكدت على أن وجود هؤلاء الطلاب في المدرسة وهم لا يريدون التعلم يؤثر سلباً على نسبة النجاح عدا عن تأثيرهم السلبي أيضاً على زملائهم أثناء الدراسة".
وحول إمكانية معالجة الموضوع قبل التقدم للامتحانات الرسمية، أكدت المعلمة على أن "المدرسة قامت بوضع خطط علاجية منها وجود موجهين داخل المدرسة على مدار الأسبوع، وحضورهم الحصص مع الطلاب. ولكن هناك تلاميذ لا يحسنون الكتابة والقراءة كما يجب كيف يمكننا مساعدتهم، وهناك توجه أيضاً نحو إلغاء نظام الترفيع الآلي في مدارس الوكالة فهذا الأمر إن نفذ سيساهم في ارتفاع نسبة النجاح ".
وختمت المعلمة بالقول: "الأهالي يعتقدون أن ارسال أبنائهم إلى المدرسة غصباً عنهم هو أمر جيد، لكن على العكس من لا يريد تكملة تعليمه فهو حتماً يؤثر سلباً على الطلاب والاساتذة ويساهم في تدني نسبة النجاح للمدسة، لذا فأنا برأيي من لا يريد تكملة تعليمه التربوي فليذهب إلى التعليم المهني ويكون قد كسب مهنة لمستقبله أيضاً".
من جهة أخرى، قالت اللاجئة الفلسطينية أم محمد وهي والدة إحدى الطالبات، لوكالتنا: "ابنتي تعتبر من المتفوقات في صفها، لكنها صدمتني في نتيجة امتحاناتها في كول نيسان، فقد كانت نتيجتها 12% علماً انها كانت الشهر الماضي علاماتها بنسبة 18%، الأمر يعد كارثة.
وعن سبب هذا التراجع لفتت أم محمد الى أن "هناك أسباب عدة، منها من المدرسة ومنها من المعلمة الخصوصية، ومنها من  التلاميذ أيضاً، وهناك موقف يجب أن أذكره أخبرتني به ابنتي، كانوا الطلاب داخل الصف والمعلمة معهم، وكانوا يتفقون التلاميذ فيما بينهم على أن يغيبوا في يوم محدد، بعضهم كان مع الفكرة والبعض الآخر ضدها، إلى أن تدخلت المعلمة وطلبت منهم أن يكون الغياب كلي، وأن لا يأتي أحد إلى الصف كي لا تأتي وتدرّس تلميذ أو اثنين، موقف المعلمة أزعجني أنا كأم، لماذا تشجعهم على فعل هذا  بدلاً من معاقبتهم في حال قاموا بذلك". 
وأضافت: "هناك أساتذة أيضاً يدخلون إلى الصف ويخبرون الطلاب مباشرة من لا يريد التعلم فليذهب إلى الملعب، نشعر وكأن المعلمات داخل المدارس لم يعد لديهم قدرة التحمل أو مسايرة الطالب كي يكسب علمه ".
أما التقصير من ناحية المدرِّسة الخصوصية، فهو : "أن عدد الطلاب عند المدرسين الخصوصيين أصبح كعددهم في المدرسة فلم يعد هناك طالب إلا ولديه معلمة خصوصية وهذا العدد الكبير يشتت تركيز الطالب ولا يسمح للمعلمة إعطاء كل طالب حقه في الدراسة والمتابعة".
فإلى متى يظل واقع التعليم على هذا الحال، الذي ينذر بجيل أمي؟ ومن هي الجهة المسؤولة عن إصلاح هذا الوضع؟..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق