القمة العربية في جدة بين النجاحات والاخفاقات



*بقلم: أبو هاني رفيق رميض
 
عقدت القمة العربية في جدة مؤخرا ولكل من حاضر فيها اهداف ورسائل مبنية على المصلحة والاجندة به على قدر حجمه ودوره في المنطقة، لكن المواطن العربي وبشكل عام نافض يديه من هكذا قمم وهذا بعد قمة اللاءات في الخرطوم/السودان في ٢٩ آب ١٩٦٧ (لا اعتراف بالكيان الصهيوني لا مفاوضات ولا صلح معه)هذا في زمن زخم الناصرية وامتدادها، ولمعرفة ما حدث على مستوى هذه القمة،لا بد من البدء بالمناخ الذي عقدت فيه بعد وهم من  سمي زورا بالربيع العربي حيث الحروب الداخلية والخصومات المحلية والتدخلات في هذه الدولة أو تلك والتحركات والحراكات خلف ستار الفتن المذهبية وحتى العرقية اضافة إلى المحاور والاحلاف وهذا مرتبط بالخارج بين الغرب الاستعماري بقيادة الولايات المتحدة الامركية والشرق المتنامي بقيادة الصين الشعبية وروسيا الاتحادية، 
- جهز البيان الختامي من قبل وزراء الخارجية العرب كما هي العادة واستتبع ذلك بجلسات الرؤساء والملوك والامراء وادلى كل منهم بدلوه من خلال كلمات بثت للعلن على شاشات التلفزة المختلفة، ومن الطبيعي بل المنطقي أن تتفاوت التحليلات والتقيمات لنتائج القمة بين ما حققته من نجاحات أو ما تسببت به من اخفاقات لكن لا بد من عرض المسائل والامور وتبسيطها كي يسهل فهمها من قبل القراء أو المتابعين أو ما يعنيهم الأمر.
- لنبدأ بنصف الكوب الملآن اي النجاحات، فإننا نجدها على النحو الآتي : عودة سوريا وحضورها القوي، وحضور القضية الفلسطينية، ووقف التدخلات الداخلية في شؤون السودان، ومبادرة للحل في اليمن، اضافة لكل ذلك عدم ذكر ايران كما كان في القمم السابقة،وحتى الاجتماعات من زاوية تحريضية بأنها عدو للعرب  وهذا من ثمرات الاتفاق الايراني السعودي. 
- أما الاخفاقات فيمكن حصرها بالآتي :غياب الرئيس الجزائري والاكتفاء بممثل له كما فعلت السعودية في قمة الجزائر، ودعوة الرئيس الاوكراني زيلنيسكي لالقاء كلمة في القمة برغم رسالة الرئيس الروسي بوتين ،والمطالبة بهدنة/تهدئة انسانية في السودان، وعن لبنان بالنسبة للشغور الرئاسي فإن النص هو :حث اللبنانيين(كافة الاطراف للتحاور لانتخاب رئيس..،بالاضافة إلى عدم تحديد مفهوم الارهاب في الدول العربية والاكتفاء بنص يدعو إلى رفض تشكيل جماعات وميلشيات مسلحة خارجة عن الدولة..،
- ولعل الابرز في الاخفاقات هو عدم التصريح جهرا وعلنا بارتقاء الموقف العربي بحجم الدماء التي تسيل في فلسطين اضافة للتدمير والاستيطان،وكذلك دعم حركات المقاومة في المنطقة والتي تعمل على استعادة الاراضي المحتلة سواء في فلسطين أو لبنان وسوريا، هذا بالاضافة إلى تكرار الالتزام الرسمي العربي الغير مجمع أو موافق عليه من قبل الشعب الفلسطيني ومقاومته والمتعلق بحل الدولتين وفق المبادرة العربية في قمة بيروت.
- بالاستخلاص يمكننا القول بأن القمة العربية في جدة وبغض النظر عن النجاحات أو الاخفاقات من حيث تحديدها أو تفسيرها  فإن مرحلة ما بعد القمة ستكون مغايرة لما قبلها حيث أن الحروب الساخنة في المنطقة ستتحول إلى حروب ناعمة حيث أن التنمية المستدامة اقتصاديا بحاجة إلى السلام والاستقرار  رغم أن الاصطفافات لن تتغير كثيرا حيث مايزال الغرب الاستعماري بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية قائما وحاضرا بالرغم أن قطبيته الاحادية قد تلاشت وهناك صعود للصين الشعبية ولروسيا الاتحادية، ولكن المصالح ستلعب دورا رئيسيا مع هذا القطب أو ذاك  وعليه فإن الخيارات ستكون مفتوحة في المنطقة العربية والاقليمية وحتى الدولية بشكل عام، لكننا في محور المقاومة والممانعة لعلى يقين بتحقيق المزيد من التقدم على صعيد الانجازات والانتصارات،ومن بشائر ذلك المواقف التي اعلنها سيادة الرئيس بشار الأسد في القمة العربية حيث أن الرسائل التي اطلقها بثت من جديد روح الأمل سواء فيما يتعلق بالصراع الاساسي مع الكيان الصهيوني الغاصب وادواته وحلفائه في المنطقة، وصولا إلى تعزيز الانتماء للعروبة في عصرنا الراهن، هذا بالاضافة لتكامل الادوار داخل محور المقاومة بدءا من تصاعد المقاومة والانتفاضة في فلسطين، وثبات وتنامي قدرة وقوة الدور المركزي للجمهوربة الاسلامية في ايران، وانتصارات وانجازات لبنان المقاوم بقيادة حزب الله وانتصارات اليمن الشقيق.
وإن غدا لناظره قريب 


*عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الانتفاضة /امين سر إقليم لبنان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق