بعد 75 عام على النكبة (إسرائيل) من الولادة إلى الموت


حمزة البشتاوي
شكل إحتلال فلسطين وتشريد أهلها في العام 1948 نكبة ما زالت تداعياتها مستمرة في يوميات الشعب الفلسطيني الذي ما زال يعاني من قسوة التهجير والتوترات والحروب، ومن المجازر وهدم وتدمير المنازل والقرى ومصادرة وإستباحة الأملاك والأراضي وسن القوانين العنصرية إضافة لعمليات الإغتيال والقتل والترهيب المستمرة منذ أن أعلنت الحركة الصهيونية عن قيام (دولة إسرائيل) في الرابع عشر من أيار عام 1948.
ومنذ ذلك الوقت يحيي الفلسطينيون ذكرى نكبتهم بأصرار على العودة ورفض كل البدائل من تعويض وتوطين ويزدادون قوة وتمسك بحقهم بينما يعيش الكيان الإسرائيلي اليوم أزمة تهدد وجوده وهذا ما يؤرق قادته وداعميه الذين يعلمون بأنه مولود غير طبيعي وغير قابل للحياة وهذه النتيجة الحتمية يتحدث عنها عدد من القادة الإسرائيليين الذين يتخوفون من عقدة الثمانين عام. وهذا الخوف لا يرتبط فقط بالتنبؤات والأمنيات بل بمتغيرات حصلت على المستوى الدولي والإقليمي والعربي والفلسطيني وتراجع دور الراعي الأساسي لبقاء الكيان الإسرائيلي وهو الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى تراجع وتآكل ما عرف بمنظومة الردع والتفوق للجيش الإسرائيلي، وسط تنامي القدرات الفلسطينية على أكثر من صعيد والتي أفشلت العدوان الأخير على قطاع غزة فكيف سيكون الحال بحرب متعددة الجبهات.
ويحيي الفلسطينيون ذكرى نكبتهم بألم وأمل بينما يحيي  الإسرائيليون ما يسمونه يوم الإستقلال بخيبة وحزن وأزمات ومخاطر تهدد إستمرار بقاء كيانهم ومجتمعهم الذي يظهر مفككاً وضعيفاً وفي حالة صراع ستؤدي إلى حرب أهلية مهما جرت محاولات وبذلت جهود لتأخير وقوعها من قبل رؤساء أحزاب صهيونية هرمت وما عادت كما كانت عليه من قوة ونفوذ وتأثير.
وإذا كانت النكبة الفلسطينية قد حصلت في لحظة موت وخذلان سياسي، فإن اللحظة السياسية الراهنة اليوم مناسبة لتصعيد النضال الفلسطيني لمحو آثار النكبة والإستفادة من حالة الضعف والتراجع الملازمة للمشهد السياسي الإسرائيلي الذي بات يعيش أزمة بنيوية سوف تنقله حتماً وبشكل سريع من حالة الولادة إلى الموت والزوال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق