لبنان.. مبادرات إنسانية وشبابية تخفف أعباء «رمضان» و«العيد» عن اللاجئين الفلسطينيين

 

يعيش فلسطينيو لبنان، ظروفاً استثنائية صعبة، وهموماً معيشية باتت مثيرة للقلق البالغ، جراء تفاقم الأزمة الاقتصادية التي يشهدها لبنان منذ عام 2019.
وأمام هذا العجز والبطالة والفقر، شهدت المخيمات والتجمعات الفلسطينية على امتداد الأراضي اللبنانية، في شهر رمضان المبارك، إطلاق مبادرات شبابية فردية، لمدّ يد العون إلى الأسر المحتاجة، ومحاولة المساعدة بالحدّ الممكن، من أجل تعزيز صمودهم وتخفيف أعباء الأزمة الإنسانية التي يعيشونها.
ففي تجمعات ومخيمات جنوب لبنان، برز اسم فريق "كُن ذَا أثر" الشبابي، وهو فريق مؤلف من قرابة 15 شابا وفتاة من اللاجئين الفلسطينيين.
وتقول عضو الفريق، في "مخيم الرشيدية" للاجئين الفلسطينيين في مدينة "صور" جنوبي لبنان، زهراء منصور، إن "الفريق يواصل حتى الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك توزيع الكثير من متطلبات العائلات الفلسطينية المتعففة".
ولفتت إلى أن الفريق يقدم وجبات إفطار، ومواد غذائية، و"تأمين أدوية، ومساهمات مالية للحالات المرضية التي تحتاج إلى إجراء عمليات جراحية، إلى جانب تسديد ديون في العديد من المحال التجارية والصيدليات، وغيرها من أشكال التضامن الاجتماعي، وهي مستمرة إلى ما بعد رمضان".
وأضافت منصور لـ"قدس برس" اليوم الخميس، أن الفريق "أطلق حملته الرمضانية للعام الرابع على التوالي، في ظل حاجة العائلات الفلسطينية للدعم والمساعدة والمساندة، بالتزامن مع تفاقم الأزمة الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يمر بها لبنان".
وأكدت أن "هذا الأمر خفف عبئاً كبيراً عن بعض اللاجئين من خلال توفير جزء من احتياجاتهم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، وبهذا النشاط المجتمعي استطعنا تعميق وتجسيد مفاهيم مهمة كالعمل التطوعي والتشاركي بين أفراد الفريق".
وأشارت إلى أن "التجربة الفلسطينية في مجال التكافل الاجتماعي في لبنان تجربة ناجحة وغنية وكبيرة، ولها تداعيات إيجابية على صعيد إغاثة العائلات الفلسطينية المتعففة، إذ أثبت شعبنا الفلسطيني وحدته وقدرته على تحدي الصعاب".
وقالت منصور: "عمل الشباب الفلسطيني على امتداد الأراضي اللبنانية على إطلاق مبادرات مثيلة؛ خففت من ثقل الأزمات المتلاحقة التي تمر بها البلاد".
ودعت الشابة الفلسطينية، كل شاب وفتاة فلسطينية في جميع المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان، إلى "المبادرة بالعمل الخيري، ومساعدة العائلات الفلسطينية المتعففة بمحيطهم على قدر المستطاع".
من جهة أخرى، برز مشروع "مطعم الوفاء الخيري"، في مخيم "عين الحلوة" للاجئين الفلسطينيين في مدينة "صيدا" جنوبي لبنان.
وقال المشرف على المشروع، رمضان لمحمد، إن "الأزمة الاقتصادية والمالية الحادة التي يعيشها لبنان، ترخي بظلالها على اللاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون داخل مخيماتهم وتجمعاتهم أوضاعا اقتصادية واجتماعية مزرية، في ظل ارتفاع نسبة الفقر والبطالة، الأمر الذي ينذر بكارثة اجتماعية".
وأشار لمحمد في تصريح لـ"قدس برس" إلى أن مبادرتهم التي "انطلقت من مخيم "عين الحلوة" أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، ساهمت في تقديم وجبات الطعام بشكل يومي لمئات العائلات الفلسطينية المتعففة داخل مخيمي "عين الحلوة" و "المية ومية" في مدينة صيدا.
وأوضح أن المبادرة "قدمت العديد من الإنجازات، وخففت الثقل عن مئات العائلات الفلسطينية التي لا قدرة لديها على تأمين الحد الأدنى من مقومات الحياة الكريمة في شهر رمضان المبارك".
وتابع "قمنا بتوزيع مئات الحصص التموينية والطرود الغذائية ووجبات الإفطار وسداد الديون، إلى جانب تأمين كسوة العيد، وتقديم عيدية لعدد من أطفال اللاجئين الفلسطينيين في المخيمين المذكورين".
وبيّنت إحصائية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أن 93 بالمائة من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، باتوا يقبعون تحت خط الفقر، ما يعني أن الجميع تقريبا غير قادرين على تلبية احتياجاتهم الأساسية.
ويقدر عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بنحو 200 ألف لاجئ، وفق تقديرات الأمم المتحدة، ويتوزع معظمهم على 12 مخيماً ومناطق سكنية أخرى في البلاد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق