مناشدات لإجلاء لاجئين من فلسطينيي لبنان عالقين في السودان

 


مازن كريّم - قدس برس

ناشد ناشطون فلسطينيون من لبنان، سفارة "السلطة الفلسطينية"، وسفارة "الجمهورية اللبنانية" في السودان، وكافة المعنيين بملف اللاجئين الفلسطينيين، من أجل التدخل العاجل لإجلاء عدد من أفراد اللاجئين الفلسطينيين ممن يحملون وثيقة، العالقين في الأراضي السودانية.

وأفادت مصادر فلسطينية محلية لـ"قدس برس"، اليوم الثلاثاء، أن عائلتان مكونتان من خمسة أشخاص من حملة وثائق سفر اللاجئين الفلسطينيين الصادرة من لبنان، بينهم أطفال ونساء، وهم (أحمد محمد عيسى، أحمد يوسف ديب، تسنيم جمال خطاب، تسنيم جبر عبدالله عمار، "فلسطينية تحمل الجنسية السودانية"،  محمد أحمد عيسى، علي أحمد ديب)، تُرِكوا في الأراضي السودانية دون إجلاء أو أي شكل من أشكال الدعم والمساندة.

وقال الشيخ جمال خطاب، والد إحدى العالقين هناك، لـ"قدس برس" إن "أسرة ابنته، المؤلفة من أم وأب وطفل رضيع، إلى جانب أسرى أخرى مؤلفة كذلك من أب وأم وطفل، من فلسطينيي لبنان، جرى تركهم وحيدين في إحدى التجمعات في العاصمة السودانية الخرطوم، بعد إجلاء المئات من الأسر والطلاب في (سنتر أراك) بالخرطوم، بدون طعام ولا ماء ولا كهرباء".

ولفت خطّاب إلى أن "العائلتان طلبتا من السفارة الفلسطينية في السودان، تأمين باص وعلى نفقتهما الخاصة، لنقلهم إلى منطقة امنة، فاعتذر الموظفون من التجاوب معهم، أما السفارة اللبنانية فقد تم الاتصال بهم من قبل الأسر، لكنها اعتبرت أن حملة الوثيقة الفلسطينية ليسوا من اختصاصها، وطلبت منهم البقاء في بيوتهم".

وأضاف أن "سفارتيّ فلسطين ولبنان في السودان خذلوا الأطفال والنساء، من حَمَلَة الوثيقة الفلسطينية من لبنان"، مستنكراً؛ "هل تركوا لأن ذنبهم الوحيد أنهم فلسطينيون؟، والذنب الأكبر أنهم يحملون وثيقة وليس جواز سلطة!؟".

من جهته، قال مدير عام "الهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين" (مستقلة مقرها بيروت)، علي هويدي، إن "قضية العائلتان إنسانية بحتة، ويجب أن لا تتداخل فيها أي قضية أخرى".

وأكد هويدي لـ"قدس برس" أن "العمل الإنساني مقدم على أي إجراءات وسياسات تقوم بها أي جهة رسمية".

ودعا الحقوقي الفلسطيني، السفارة اللبنانية في السودان، أن "تجلي العائلات الفلسطينية، كونها مسجلة ضمن دوائر الأمن العام اللبناني، ولا يستطيع اللاجئ الفلسطيني بالأوراق التي يحملها أن ينتقل إلى أي بلد آخر".

واعتبر أن "الملجأ الوحيد في الوقت الحالي هو العودة إلى لبنان عبر السفارة اللبنانية في السودان، وعليها أن تتدخل بشكل عاجل وفوري وتقدم لهم كل ما يلزم من احتياجات عاجلة تأويهم وتحفظ حياتهم من أي خطر".

وحذّر من أن "يكون هناك عائلات كثيرة فلسطينية لم تستطع أن تتواصل مع أي طرف من أجل اجلائها"، مطالبا السفارة اللبنانية في السودان بأن "تعمم بياناً توضح فيه بأن عملية إجلاء الرعايا لا تقتصر على اللبنانيين، بل أيضاً اللاجئين الفلسطينيين من لبنان".

من جانبه، قال مدير عام "المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان - شاهد" (حقوقية أهلية مقرها بيروت)، محمود الحنفي، إن مؤسسته "تواصلت مع المعنيين في هذا الإطار في محاولة لإيجاد مبادرة سريعة لايواء اللاجئين الفلسطينيين العالقين في السودان، ومن أجل إجلائهم إلى لبنان بالطرق الآمنة".

وأشار الحنفي لـ"قدس برس" إلى أن "السفارة الفلسطينية في السودان قامت بإجلاء الفلسطينيين الذين يملكون جواز سلطة فقط". وأن "هناك اتصالات جرت مع قسم الحماية في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) و منظمة العفو الدولية، لمتابعة الملف".

وأجلت معظم الدول رعاياها من السودان، على خلفية تدهور الأوضاع الأمنية، جراء الصراع المسلح بين الجيش السوداني و "قوات الدعم السريع"، إذ تشهد معظم المناطق السودانية معارك طاحنة بين الأطراف المتنازعة منذ أكثر من 10 أيام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق