حين يشارك المغرب في احتلال فلسطين!


عبد اللطيف مهنا

صادق مجلس النواب المغربي على اتفاقيتين تطبيعيتين جديدتين مع الكيان الصهيوني تتعلقان بالتعاون الاقتصادي والخدمات الجوية.. هاتان غيض لاحق من فيض سابق لتعاون شامل لكافة المجالات، السياسية والأمنية والثقافية، وحتى التنقيب عن النفط في صحرائه، وسائر ما يتوائم مع مقتضيات منحى سياسات تصهين عتيق يعلن وجديد يتسارع.. 

أسوأ تبرير تسوقه أبواق هذا المنحى هو أن للمغرب امتداد عضوي في الكيان الصهيوني تشكله جالية يهودية مغربية شارفت على المليون.. وفق هذا المنطق، المغرب، ونعني مغرب المخزن وليس مغرب أهلنا المغاربة، مشارك في احتلال فلسطين وتشريد أهلها وملوَّثة يديه بالدم الفلسطيني.. لماذا؟  

لأن جاليته هذه، التي تخلت عن مغربها والتحقت بالثكنة الاستعمارية الاستيطانية الإحلالية في فلسطين، تحتل بمقدار تعدادها بيوتاً وأراض فلسطينية، زد عليه، بأنها معروفة بالخزَّان الرئيس لليكود، ولأسوأ صنوف الصهيونية الدينية، وغلاة المستوطنين، والسائد في الساحة الفلسطينية بأن مجنديها هم الأكثر دموية في جيش الاحتلال!

وحتى لا يعتب علينا أحد من مطبّعي النظام العربي مغارب ومشارق، نزيد هؤلاء من الشعر بيتاً، فنقول: إن كل من طبَّع، أو صالح، أو سالم، أعداء الأمة في فلسطين، أو نأى بنفسة متخلياً عن خوض الصراع معهم لاستعادة فلسطينها، أو شارك المحتلين في حصار غزة، أو أشاح بوجهه عما يجري في القدس، هو خائن لأمته خيانته لقضية قضاياها الوجودية والمركزية. 

.. هزلت حتى نكاد ألَّا نستغرب مشاركتهم المستعربين اجتياحاتهم الدموية لمخيم جنين، وتهنئة بن غفير، وسموتريتش، باجتياحهم للكينيست وأخذ مقاعدهم في صدارة “الكابينت” أو المجلس الوزاري المصغَّر!  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق