مخاوف اللاجئين الفلسطينيين من انتشار الكوليرا مع غياب دورالأونروا


وكالة القدس للأنباء – ميرنا الحسين

تشتد مخاوف اللاجئين الفلسطينيين في لبنان من وصول وباء الكوليرا إلى المخيمات الفلسطينية، خاصة بعد إعلان وزارة الصحة اللبنانية عن تسجيل عدد من الاصابات، ولكن بؤرة انتشارها ما تزال محصورة في منطقة عكار شمالي البلاد.

إجراءات عدة وسلوكيات صحية عامة يجب اتباعها للوقاية من الاصابة بهذا الوباء، كغسل اليدين، شرب المياه من مصدر آمن، غسل الفواكه والخُضَر جيداً، طهو الطعام وحفظه بدرجة الحرارة المناسبة، عدم شرب أو تناول أي شيء مجهول المصدر أو يشك في سلامته، إضافة إلى أهمية طلب المشورة الطبية المبكرة في حال الاشتباه في الإصابة.

وما يقلق اللاجئين الفلسطينيين هو تقليص عمل "الأونروا"، خاصة الطبية منها. فتقليصات عمل الوكالة مع الاوضاع المعيشية الصعبة التي تضرب لبنان، والتي تؤثر بشكل أو بآخر عليهم لا تسمح لهم بتكفل مصاريف العلاج في حالة الإصابة بالمرض.

حاولنا في "وكالة القدس للأنباء" التواصل مع الجانب الصحي المختص في "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين-الأونروا"، لمعرفة خطتها ودورها في التصدي لهذا الوباء الجرثومي الخطير ومدى استعداداتها في التعامل مع المصابين، إلا أننا لم نلق أي رد حتى وقت نشر هذا التقرير على أن نقوم بنشر ما يردنا من إجابة في تقارير لاحقة.

نتعامل مع وباء جرثومي خطير

ولتسليط الضوء على هذا الوباء من الناحية الطبية، تواصلت "وكالة القدس للأنباء" مع الدكتور عباس مكي، وهو طبيب صحة عامة حيث قال: "هذا الوباء الجرثومي رغم خطورته الا أنه ليس جديد علينا، ما يعني أننا نتعامل مع فيروس تعاملنا معه سابقاً ولا تقارن أوضاعه بأوضاع فيروس كورونا، رغم خطورته. فالكوليرا يأتي على شكل جرثومة يحتاج فترة حضانته من ساعات قليلة إلى 5 أيام حتى تظهر عوارضه .. بمعنى أن المريض تظهر عليه العوارض في حال تشخصت حالته بالوباء خلال ساعتين أو ثلاثة الى 5 ايام".

وعن العوارض التي يشعر بها المصاب قال الدكتور مكي لوكالتنا: "من أبرز العوارض الحمى والقيء، بالإضافة إلى إصابة المريض بإسهال مائي حاد يتحول إلى غزير وفي حال ترك المصاب ولم يعوض جسده بالسوائل بدل من تلك التي خسرها يؤدي ذلك الى جفاف ومضاعفات قد تؤدي الى الوفاة، ولكن 80% من الحالات تأتي خفيفة ولا تحتاج إلى دخول مستشفى".

وحول طرق العلاج أوضح الدكتور مكي: "يمكن علاج الكوليرا بسهولة، ويمكن الوقاية من الوفاة بسبب الجفاف الشديد عن طريق استخدام محلول إمهاء بسيط وغير مكلِّف، من خلال استعمال المصال الشرب ويمكن تحضيرها في المنزل من خلال الماء والملح والسكر وفي حال أصيب المريض بمضاعفات أخرى، هنا يجب الدخول إلى المستشفى".

بدأنا باتخاذ إجراءات الوقاية مسبقاً

ولمعرفة رأي الشارع الفلسطيني بوصول وباء كوليرا إلى لبنان، وهل هناك اجراءات تم اتخاذها تواصلت "وكالة القدس للأنباء" مع مجموعة من اللاجئين في المخيمات. قالت اللاجئة أ.ح. من مخيم برج البراجنة وهي أم لطفلة: "أكثر ما يخيفني هو احتمالية تفشي هذا الوباء في المدارس خاصة عند الأطفال بسبب عدم معرفتهم الكافية في أمور التعقيم، وفي حال أصيب طفل فهناك احتمالية كبيرة في انتقال العدوى إلى باقي التلاميذ، لذا وجب الانتباه وأخذ الحذر."

وأضافت: "لدي مخاوف أيضاً من انتشاره عبر الخضار النية، لذا أنا الآن وقبل وصول الفيروس إلى المخيمات بدأت في عملية التعقيم وأتمنى من الجميع البدء بالتعامل مع هذا الوباء بجدية والانتباه قدر المستطاع، وما يخيفنا أكثر هو غياب دور الأونروا في متابعة الأوضاع الصحية للاجئين، ففي حال انتشر هذا الوباء فالوكالة عاجزة عن متابعة أوضاع كافة المرضى كما يجب لذا وجب الحذر".

أما اللاجئة الفلسطينية في مخيم برج البراجنة فاتن الصالح، فقد عبرت عن مخاوفها وقالت لوكالتنا:" ما لحقنا نطلع من كورونا إجانا الكوليرا.. هالوباء كتير خطير ومميت".

وحول الاجراءات التي بدأت باتخاذها قالت: "أول ما سمعت فيه صرت أقرأ عن عوارضه وطرق الوقاية منو خاصة إنو عندي ولد صغير بالبيت.. صرت عم عقم المي وأي شي بجيبو عالبيت تعقيم وغسيل بكترة.. حتى بالطريق صرت خايفة ابني يلمس اي شي".

يوماً بعد يوم تزداد مخاوف اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بسبب افتقار القطاع الصحي في الأونروا الى الكثير من المستلزمات الطبية لمواجهة الأوبئة المنتشرة في الفترة الأخيرة، فعجز الوكالة عن تلبية احتياجاتهم يشكل هاجساً لدى الاهالي من تخطي أي فيروس قد يطرأ... وعلى الرغم من ذلك طالب الأهالي الوكالة بتحمل مسؤوليتها تجاههم في حال انتشر وباء الكوليرا في أوساطهم.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق