مع ارتفاع اسعار مواد التدفئة.. كيف سيواجه اللاجئ الفلسطيني الصقيع في مخيم الجليل؟

 


وكالة القدس للأنباء

يحل الشتاء ضيفاً ثقيلاً على المخيمات الفلسطينية في ظل الاوضاع الاقتصادية الصعبة ليعيش اللاجئ صقيع البرد وثورة الريح وطوفان المياه، بخاصة في مخيم الجليل الواقع على مدخل مدينة الشمس "بعلبك"، الذي يحظى بالنصيب الاكبر من المعاناة. حيث لا يقدر اللاجئ الفلسطيني على شراء مواد التدفئة الباهظة الثمن، في وقت تسجل فيه درجات الحرارة في فصل الشتاء بين 4 تحت الصفر الى 10 درجات كحد اقصى.

وعلى الرغم من اعتياد اللاجئين في مخيم الجليل، في السنوات السابقة على تأمين مخزونهم من المازوت ومستلزمات التدفئة الأخرى، قبل مجيء الضيف الثقيل، فإن رفع الدولة الدعم كليا عن المحروقات جاءت بمثابة الضربة القاضية للاجئين، ولم يعد بمقدورهم شراء مادة المازوت بأسعاره الخيالية بعد تضاعف سعرها لاكثر من 7 مرات على ما كانت عليه.

ولان ازمة المحروقات وكيفية التدفئة في فصل الشتاء هي العنوان الابرز في مخيم الجليل التقت وكالة القدس للأنباء مع اللاجئين داخل المخيم لرفع صوتهم ونقل معاناتهم.

قال اللاجئ  الفلسطيني احمد جمعة لوكالة القدس للأنباء:ً "لم استطع تأمين حتى الآن  لا مازوت ولا حطب بسبب السعر الخيالي لهاتين المادتين... فطن الحطب يصل احياناً الى 500$ وبالكاد يكفي لشهر واحد، مع الارشاد والتقنين في استخدامه".

واكمل جمعة حديثه "هناك تجار يحتكرون مواد التدفئة - والحطب واحدة من تلك المواد التي يتم احتكارها - لذا نطالب الاونروا والمعنيين مساعدتنا في مواد التدفئة والا ستحصل كارثة في المخيم مع انخفاض درجات الحرارة.. خاصة بالنسبة للاطفال والنساء والمسنين، الذين لا يتحملون الصقيع، مما يهدد حياتهم ونصل الى نتائج لا تحت تحمد عقباها".

والحال ذاته عند الحاجة ام محمد، التي قالت لوكالة القدس للأنباء: "تصبح جدران البيت كالجليد بحلول تشرين الثاني، وأطفالي غير قادرين على احتمال البرودة، ولا يمكننا الاستحمام أو النوم أو دخول الحمام من دون البطانية من شدة البرد".

واضافت، "نحن نلجأ لإستخدام وسائل بديلة عن الحطب والمازوت نجمع الكرتون والورق وكل ما يمكن أن يشتعل، زيوت المحركات، أحذية بالية، ملابس، وحتى الإطارات المطاطية لتأمين التدفئة ومقاومة الصقيع" ...

لتكمل جارتها الحديث بقولها: "تضيق بنا سبل العيش في الشتاء، فالمياه تتجمَّد في القساطل في غياب التدفئة المركزية واضطرارنا لتسخين المياه للاستخدام اليومي والغسيل، ونضطر لشراء مياه للشرب وكلها تكاليف وعبء مادي علينا ونحن لا نستطيع تحمل كل هذا". 

تتفاقم معاناة اللاجئين في كل عام مع غياب الاونروا والمعنيين وترك اللاجئ الفلسطيني وحيدا يصارع الازمات داخل المخيم فكل فصل يأتي بمعاناة جديدة لا يعرف اللاجئ كيف يخرج منها.

ويبقى سؤال: كيف سيكون حال طلاب مدرسة الجليل في ظل البرد القارس، وهل وفرت وكالة الأونروا كميات من المازوت لتدفئة الفصول الدراسية، وتشغيل مولدات الكهرباء، وآبار المياه؟..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق