اتحاد المعلمين: العام الدراسي الحالي هو الأسوأ في تاريخ مدارس الأونروا.. وتحركاتنا مستمرة

 


وكالة القدس للأنباء – ميرنا الحسين

في خضمّ تحدّيات كثيرة متداخلة ومعقّدة، إنطلق العام الدراسي في مدارس “وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين-الأونروا" في لبنان، وسط ارباك واضح في كيفية التعامل مع الأزمات التي رافقت السنة منذ بدايتها.. من أزمة الاكتظاظ الطلابي داخل الصفوف، وأزمة ارتفاع أسعار المحروقات تتمثّل في ارتفاع أسعار نقل الطلاب من والى المدارس مع استفحال الازمة الاقتصادية والمعيشية الخانقة، وغيرها من الأزمات التي تكبد اهالي الطلاب اعباء اضافية.

هذه الأزمات تمثّل تحدّياً كبيراً لنجاح العام الدراسي الجديد، ناهيك عن كلفة النقل المرتفعة بعدما بلّغهم اصحاب الحافلات ان الطالب يحتاج شهرياً 50$ ذهاباً واياباً، ارتباطاً بارتفاع سعر صفيحتي البنزين او المازوت، فكيف الحال مع عائلات لديها اكثر من طالب وفي أكثر من مدرسة؟

الوضع هذا العام ينذر بسنة دراسية سيئة 

وفي هذا السياق، أعلن اتحاد المعلمين الفلسطينيين في لبنان عن نيته تنفيذ سلسلة من التّحرّكات الميدانيّة، بسبب عدم جدية إدارة الوكالة في معالجة هذا الخلل الحاصل في مدارس الأونروا، واولى  التحركات ستكون تنفيذ اعتصام تحذيري اليوم الاثنين في جميع المدارس.، وفي كل مخيمات لبنان

ولمعرفة المزيد من التفاصيل حول هذه التحركات، تواصلت "وكالة القدس للأنباء" مع مصدر مسؤول في اتحاد المعلمين، رفض ذكر اسمه، وبادرنا بالقول: "الوضع العام في مدارس الأونروا كارثي، ويعد الأسوأ في تاريخ افتتاح الاعوام الدراسية، حيث هناك تقليصات في عدد الأساتذة، ونقص في الكتب، وبعض المدارس تشكو من عدم وجود مواتير ونقص في مادة المازوت، بالاضافة إلى أن عملية صيانة المدارس بدأت مع بداية العام الدراسي ناهيك عن المشكلة الأبرز الا وهي الاكتظاظ الحاصل في عدد التلاميذ".

وأضاف: "هذا الوضع ينذر بعام دراسي سيىء، بخاصة بعد عودة الطلاب من إجازة طويلة بسبب فيروس كورونا، ولم يكن هناك تخطيط جيد من ادارة التعليم، لذا كان لا بد لنا من أن نتحرك من أجل تأمين مستقبل أولادنا، فالتعليم أمر مصيري بالنسبة لنا كشعب فلسطيني، فنحن لا نملك سوى علمنا. لذا من أدنى حقوق الطلاب علينا ان يكون هناك جودة للتعليم، وسوف نقوم بتنفيذ عدة وقفات نعلن عنها لاحقاً".

مدرسة بيت جالا تابعة للوكالة في منطلقة سبلين، أيضاً يعاني طلابها كغيرهم من الطلاب في مدارس أخرى للأونروا من اكتظاظ طلابي داخل الصفوف، الأمر الذي دفع بالإدارة إلى إبقاء التلاميذ داخل الملعب لساعات طويلة تحت أشعة الشمس.

"الأونروا" استعجلت في انطلاق العام الدراسي

ولمعرفة رأي الأهالي فيما يحدث داخل المدارس، تواصلت "وكالة القدس للأنباء" مع والدة الطفلة (ريم. ع.) من مدرسة بيت جالا حيث قالت: "الأمر غير منطقي، انا ابنتي تبلغ من العمر 9 سنوات بقيت يوماً كاملاً في الملعب تحت أشعة الشمس الحارقة، بسبب عدم وجود صفوف تكفي لعدد الطلاب المسجلين بالمدرسة"

وأضافت: "كان من المفترض أن تكون المدارس مجهزة لاستقبال الطلاب قبل انطلاق العام الدراسي وليس بعده، ابنتي رفضت الذهاب مرة اخرى للمدرسة وطلبت بإصرار أن أعيدها إلى مدرستها الخاصة التي كانت تتعلم فيها سابقاً، حيث اضطريت هذا العام إلى نقلها لبيت جالا نظراً للأوضاع الاقتصادية الصعبة وارتفاع الأقساط، ولكني سوف اعمل جاهدة كي اعيدها إلى المدرسة السابقة والا سوف اخسر شغف ابنتي في متابعة تعليمها".

من جهتها قالت والدة الطالب (أ. ع.) من مدرسة بيت جالا، لوكالة القدس للأنباء: "كان من المفترض على الأونروا أن تقوم بوضع خطة قبل بدء العام الدراسي وليس بعد، حتى الآن لم نستوعب لماذا استعجلت الوكالة بدء العام الدراسي وهي عاجزة عن تامين اساتذة ومقاعد للطلاب".

ولفتت إلى أن: "أولادنا تذهب وتعود من المدرسة دون ان يتعلموا، نخسر أموالنا على الطرقات بدل مواصلات دون فائدة، من الضروري أن يتم تنفيذ تحركات شعبية واعتصامات حاشدة كي نعمل تغييراً منذ بداية العام".

وتتحمّل "الاونروا" مسؤولية العملية التربوية ولها مدارس خاصة تنتشر في المخيمات ومختلف المدن اللبنانية، وشهدت هذا العام اقبالاً لافتاً بعد ارتفاع اقساط المدارس الخاصة ووضع الطلاب الفلسطينيين على لوائح الانتظار لقبولهم في المدارس الرسمية اللبنانية ما جعلها تدخل في أزمات، كان من المفترض أخذها بعين الاعتبار، والعمل على ايجاد الحلول لكل هذه المعوقات، قبل انطلاق العام الدراسي، وليس بعده.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق