د. مهنا: المركز التوثيقي التضامني لمجزرة صبرا وشاتيلا انتصار على وهن الذاكرة والزمن

 


وكالة القدس للأنباء – محمد حسن

مرّ 40 عاماً على مجزرة مخيمي صبرا وشاتيلا التي ارتكبت بحق اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وراح ضحيتها حوالى 4 آلاف شخص، إلا أن مشاهد الذبح والقتل واغتصاب النساء لا تزال راسخة في أذهان من عاش تلك الأيام.

مجزرة صبرا وشاتيلا هي أقذر كارثة خلفها تاريخ تآمر الميليشيات المسلحة اللبنانية مع الاحتلال الصهيوني، أنهار على اثرها أطباء وصحفيون وأصيب بعضهم بالجنون أمام هول ما عاينوه من فظائع بعد انسحاب المجرمين القتلة.

وكانت المجزرة البداية الحقيقية لتلطيخ ثوب الضمير العالمي بدماء الشعوب العربية، كما كانت حدثاً كاشفاً للوجه الآخر للقوى الدولية التى بدت وكأن صمتها المريب موافقة ضمنية على نهج "اسرائيل" الدموي لإراقة الدم العربي الفلسطيني، بعدما تخطت المجزرة جميع القيم العالمية والمسميات لجرائم الإبادة الجماعية.

وبالذكرى الـ40 لمجزرة صبرا شاتيلا، قررت مؤسسة "عامل الدولية"، اليوم الجمعة، تأسيس "المركز التوثيقي التضامني لمجزرة صبرا وشاتيلا"، في مقرها في حارة حريك بالعاصمة اللبنانية بيروت، ليبقى شاهداً على جرح المجزرة النازف.

وفي السياق، قال رئيس "مؤسسة عامل الدولية"، الدكتور كامل مهنا، لـ"وكالة القدس للأنباء"، إنه "عند كل جريمة تاريخية، يراهن السفاحون على وهن الذاكرة، ومرتكبي مذبحة العصر في صبرا وشاتيلا ظنوا كغيرهم، أننا سننسى من هول الصدمة، وحجم الرعب الذي شهدناه بأم العين، مجزرة صبرا وشاتيلا، وسنسقط حقنا وحق الإنسانية كله بتحقيق العدالة، ولكننا هنا اليوم على بعد أربعين عام من 16 أيلول 1982، نجتمع سوياً من كل أنحاء العالم نتذكر سوياً صبرا وشاتيلا، نناضل من أجل الحق، ونعلن أن مركزاً توثيقياً تضامنياً سينطلق مع حلول الذكرى ليكون شاهداً على الجريمة وكلمة حق في وجه عالم جائر".

وأشار مهنا في حديثه لوكالة القدس للأنباء، إلى أنه خلال دراسته في فرنسا لم ينس أبداً قضية فلسطين، "ودائماً كنت أنظم الوقفات التضامنية والاحتجاجية بالتعاون مع زملائي الطلاب العرب، لأني أدرك تماماً أن أي نشاط للدفاع عن قضية فلسطين فإنه يرفع بالتأكيد من معنويات الشعب الفلسطيني ويزيد من قوته ومن ثباته، وكذلك يؤكد على صحة قضيته".

وأضاف، أنه "جرى تفريغ طابق من مؤسسة عامل الدولية لإنشاء مركز التوثيق، وذلك من أجل تخليد ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا، على أن يضم ذلك المركز خزائن تحمل بقايا من جثث الشهداء مثل (ملابس وكاسكيت وأحذية) وغيرها من الأمور الشاهدة على المجزرة، وستكون مفتوحة أمام الزوار سواء محلياً أو عربياً أو دولياً"، داعياً كل من لديه أي قطعة شاهدة على المجزرة لجلبها إلى المركز من أجل عرضها على الزوار.

وعن افتتاح "المركز التوثيقي التضامني لمجزرة صبرا وشاتيلا"، أشار مهنا إلى أن "المركز سينطلق اليوم الجمعة بتاريخ 16 أيلول بالتزامن مع حلول الذكرى الأربعين للمجزرة، بالتعاون مع بيت أطفال الصمود ولجنة (كي لا ننسى صبرا وشاتيلا وحق العودة)".

وعن دور المركز، أوضح مهنا لوكالتنا، أن "دوره هو جمع وتوثيق شهادات وذكريات الناجين وأبنائهم وحماية آثار الضحايا وبقايا أشيائهم التي أصبحت موجودة داخل مركز "عامل" الصحي – التنموي في حارة حريك، حيث أقيم معرض مجزرة صبرا وشاتيلا الدائم، والتعاون مع الجهات الحقوقية المحلية والعالمية، إضافة إلى تدريب الشباب على مختلف وسائل مناصرة القضايا الإنسانية والنضال الحقوقي وتدريب النساء على انتاج الحرف اليدوية الفلسطينية وخصوصاً التطريز الفلسطيني، صوناً للتراث الذي يتعرض للسرقة الممنهجة من قبل الاحتلال، لتكون قضية العدالة لضحايا مجزرة صبرا وشاتيلا في مقدمة القضايا التي تنتصر فيها الإنسانية على الظلم وعلى التعتيم الذي يمارس بحق الكثير من الجرائم والارتكابات التي ترتكب بشكل يومي في بلادنا تحت غطاء دولي".

ودعا د. مهنا "كل مناصري القضية الفلسطينية في العالم للتضامن الفعلي من خلال اتخاذ اجراءات فعالة، ومن بينها التعاون مع "عامل" لاقامة سلسلة معارض تضامنية لمجزرة صبرا وشاتيلا في أوروبا وحول العالم لتكون أداة للضغط على الرأي العام الدولي والدفاع عن عدالة القضية ومشروعية النضال من أجل تحرير فلسطين وكل أرض محتلة".

وختم رئيس مؤسسة عامل حديثه مع وكالة القدس للأنباء بقوله: "من خلال إقامة المعارض والمراكز التضامنية، ننتصر على وهن الذاكرة والزمن، ونقض مضاجع الظلام عبر تعريف الجيل الجديد بالحقائق والوقائع وحشد التأييد للنضال الفلسطيني في كل المستويات".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق