ارتفاع اسعار النقل والمواصلات يؤثر سلباً على طلاب المدارس

 


وكالة القدس للأنباء – ميرنا الحسين

عند كل مفترق أزمة، لا يأتي الغلاء وحيدًا في بلدٍ غارقٍ بالعجز والأزمات، إنما يحشد خلفه قوافل من فواتيرٍ عالية الأرقام. ومع اقتراب عودة طلاب المدارس وافتتاح العام الدراسي الجديد، يتخوف أهالي الطلاب في المخيمات الفلسطينية من ارتفاع اسعار الباصات التي تقل أولادهم من وإلى المدارس، فحتى كلفة المواصلات باتت شريكة أساسية في محاصرة الملف التربوي وتهديد مصير العام الدراسي.

ويجد أهالي الطلاب معاناة كبيرة في البحث عن وسيلة لتوصيل أبنائهم، فالأسعار التي يطلبها أصحاب الباصات هذا العام خيالية بسبب ارتفاع اسعار المحروقات مما يجعلهم يفكرون في بدائل أخرى، في مشهدٍ أقل ما يقال عنه المضحك المبكي، فمن أهم الخدمات التي يجب أن تقدم للطلاب هي عملية النقل المدرسي لاسيما الذين تبعد منازلهم عن مدارسهم، مسافات طويلة.

وفي هذا السياق، قالت اللاجئة الفلسطينية من مخيم شاتيلا مريم خالد خلال اتصال هاتفي مع "وكالة القدس للأنباء"، "لدي أربعة أبناء، واحد منهم جامعي وثلاثة في المدارس ما بين مرحلتي المتوسط والثانوي، ابني الجامعي لا يحتاج إلى باص، بإمكانه الذهاب وحده، ولكن سوف أتكلف عليه الضعف بسبب ارتفاع اسعار المواصلات ناهيك عن ابنائي الباقين، هذه المرحلة صعبة علينا بالفعل في ظل تدهور الأحوال المعيشية وبداية عام دراسي جديد وتكاليفه".

وأضافت: "أصبحنا لا نستطيع فعل شيىء، إن اردنا تعليم أولادنا علينا أن نتحمل ما لا نستطيع تحمله من تكاليف ومصاريف، إن لم نفعل ذلك فستكون الضريبة مستقبل أولادنا في التعليم".

من جانبها قالت اللاجئة الفلسطينية في مخيم برج البراجنة أم أحمد: "كثير من الأهالي داخل المخيم سيعيدون النظر في موضوع التزامهم بإرسال أبنائهم للمدارس هذا العام، بعد ارتفاع أسعار النقل إلى الضعف عما كانت عليه قبل عامين حيث أن غالبية الأسر لديها على الأقل 4 أطفال ما يعني أن راتب موظف سيذهب بالكامل الى مصاريف المواصلات والنقل ".

وأضافت: "للأسف لا يوجد مدارس للأونروا داخل المخيم هنا، والمدارس على مسافة بعيدة، لا يستطيعون الطلاب الذهاب بمفردهم لذا الأهالي مجبرين على الدفع للباصات لتأمين أولادهم، ما يزيد العبء على عاتقهم في ظل تدهور الأوضاع المعيشية التي نمر بها".

العودة الى التعليم الحضوري قسرية لا بدّ منها، وهنا بيت القصيد! زُفّت هذه العودة على وقع ارتفاعاتٍ جنونية لأسعار الدولار مقابل الليرة، فقفزت معها أسعار المواصلات والقرطاسية والكتب وتكاليف الدراسة.. واقعٌ أزماتيٌّ جديد يرهق جيوب الأهالي المثقوبة أساسًا بفعل التدهور الاقتصادي الحاصل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق