أهالي البداوي: مصممون على بقاء الرسومات الوطنية على جدران مدارسنا


 وكالة القدس للأنباء – محمد حسن

يسعى العالم الغربي، الممول الرئيسي لـ"وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين – الأونروا"، لفرض قيود على التعليم في مدارس الوكالة الأممية بالمناطق الخمسة، ظناً منه بأنه يستطيع أن يمحو القضية الفلسطينية من ذاكرة الجيل الصاعد، لكن مخطئ من يظن أن هناك طريقة تلغي حب الوطن من ذاكرة الأطفال وعقولهم التي تنضج قبل أوانها،، فهم يرضعون حب الوطن، مع حليب أمهاتهم، ويكتسبوه بالفطرة من الآباء والأجداد.

فبعد الحملة التي شنتها "الأونروا" في مدارس المخيمات والجمعيات الأهلية، ووزارة التربية التابعة للسلطة بالضفة الغربية المحتلة، والتي ربطت فيها مساعداتها المالية لكل هذه المؤسسات، بإزالة الشعارات الوطنية، وأسماء الشهداء من على جدران المدارس ومن الكتب المدرسية، باعتبارها بحسب وصفهم "تدعو إلى التحريض"، كل ذلك من أجل حفنة من الدولارات أو اليورو...  يأتي اليوم دور لبنان، حيث أزالت "الأونروا" الرسومات الوطنية عن الجدران الخارجية لمدارس مخيم البداوي شمال لبنان.

ولاقت هذه الخطوة استنكاراً من قبل الأهالي الذين طالبوا المعنيين بالتوضيح عن ما إذا كانت هذه الخطوة من ضمن حملة "الإصلاحات" التي تقوم بها المدارس، أو من ضمن خطط "الأونروا" التي تسعى إلى طمس الهوية الفلسطينية لدى الأطفال!. وأجمعوا أنه في كلا الحالتين يجب عودة الرسومات الوطنية إلى جدران المدارس بأقرب وقت ممكن.

"وكالة القدس للأنباء" أجرت اتصالاً بمسؤول اللجنة الشعبية في مخيم البداوي، أحمد شعبان، للإطلاع أكثر على الموضوع، الذي أوضح أن "الأونروا تقوم بحملة إصلاحات لمدارسها داخل المخيم، وأجرت طلاء للحيطان الخارجية للمدارس، ما أدى إلى أزالة الرسومات عن الجدران"، معتبراً أن "ذلك الأمر يأتي في سياق الإصلاحات وليس لأي غرض ثانٍ". على حد تعبيره.

ولفت إلى "أنه جاهز للتواصل مع المعنيين لإعادة الرسومات إلى جدران المدارس الخارجية، لما فيه من قيمة وطنية مهمة للأطفال والطلاب".


الرسامة نتالي نابلسي

نحن نسعى دائماً أن تكون واجهة مخيماتنا ومدارسنا تتشح بالهوية الوطنية الفلسطينية، ليرى العالم مدى تعلقنا بأرضنا على الرغم من التهجير والشتات، بهذه الكلمات بدأت الرسّامة الفلسطينية تانيا نابلسي، حديثها لـ"وكالة القدس للأنباء".

وأضافت: "كانت الأونروا متخذة قرار بأنّه يوجد جداريات معيّنة تريد إزالتها تتعلق بالقضية الفلسطينية، إلا أننا مصرين على نوعية الرسومات وأن تكون عن فلسطين وعلاقتنا نحن في الشتات بها وبحقنا بالدفاع عنها بكل السبل المتاحة".

وأشارت نابلسي إلى أنه "بحكم شغلتي برسم جداريات كثير بهمني أن تكون واجهة المخيم تمثل وطني وهويتي، لحتى نبين للعالم أن الشعب الفلسطيني في الشتات مش ناسي أرضوا وبدو يرجع عليها، صحيح هلأ مش قادرين نحمل سلاح وندافع عن فلسطين بس في بإيدينا سلاح قوي أيضاً وهو الريشة والقلم".

وختمت بالقول: "لا يوجد أي مشكلة في الرسومات عن المجتمع المحلي، لكن لا أن تحل مكان الرسومات الوطنية، ونحن إن شاء الله رح نرسم عن القضية الفلسطينية والتمسك بالوطن والنضال".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق