أهالي المفقودين برحلة إرواد يطالبون المعنيين باستمرار عملية البحث لمعرفة مصير أبنائهم


 وكالة القدس للأنباء – ميرنا الحسين

تتوالى قصص ضحايا قارب الموت "إرواد" في مخيمات الفلسطينيين في لبنان، بعد أن تبين وجود عدد كبير من المفقودين في عمق البحر. وتضاربت الروايات بشكل كبير خلال الأيام الماضية حول الأعداد الدقيقة لركاب القارب المنكوب، بدأت قصص المفقودين تظهر للعيان، وبحسب شباب عادوا من رحلة الموت بأعجوبة أخبروا بأن هناك عددا كبيرا من جثامين النساء والأطفال، والشباب ما زالوا في عمق البحر، من الجنسيات الثلاثة: لبنانيين، سوريين وفلسطينيين، عدا عن المفقودين، الذين لا نعرف جنسياتهم.

ومع وصول أخبار غرق المركب، قبالة سواحل طرطوس، خلال محاولة الهجرة إلى أوروبا بصورة غير نظامية، أطلق أهالي المهاجرين عبر منصات التواصل الاجتماعي عدة مناشدات لمعرفة مصير أبنائهم، بعد أن تبلغ بعضهم بوفاة ذويهم والآخر ما زال ينتظر بلوعة دون معرفة شيىء.

ومن بين هؤلاء الأهالي والدة الشهيد أحمد عبد اللطيف الحاج من مخيم شاتيلا، الذي ذهب إلى رحلة الموت برفقة شقيقه نور وكانت تنتظر معرفة مصير ابنائها أحمد ونور الحاج، وبعد عدة أيام من غرق المركب أبلغوها بوفاة أحمد وقامت بفتح عزاء له ودفنه ليبقى مصير نور مجهولا حتى اللحظة.

وفي هذا السياق، قالت ام أحمد خلال حديث مع "وكالة القدس للأنباء":"حسرتي كبيرة على أبنائي، فأنا ربيتهم أيتاماً، توفي والدهم منذ سنوات، وكنت احرص على تربيتهم تربية صالحة، ولكن بسبب الأوضاع المعيشية التي تمر فيها البلاد أصروا على الذهاب بهذه الرحلة، عشت أوقات صعبة يا ليتها كانت حلماً واستطيع الاستيقاظ منه، دفنت أحمد حبيبي وما زلت حتى اللحظة انتظر لأعلم مصير نور، هل هو على قيد الحياة أم أصبح شهيداً ولحق بأخيه".

وأضافت: "انا كنت رافضة فكرة سفرهم بهذه الطريقة بشكل كلي ولكن هم أصروا على الذهاب، كانوا يريدون تأمين مستقبل أفضل لهم ولاخواتهم البنات، ولكن مشيئة الله وقدره، خطف الموت أحمد وكلي أمل أن يكون نور ما زال على قيد الحياة، فهم كانوا سندي في هذه الدنيا".

وتمنت أم أحمد من "المعنيين متابعة موضوع البحث والتحري عن المفقودين علهم يأتون بخبر جيد عن ابني نور، فهو ما زال شاب في مقتبل عمره والمستقبل أمامه، ولو عاد وكان على قيد الحياة لن اسمح له بإعادة هذه التجربة ولو كلفني الموضوع عمري".

من جانبها الحاجة ام خليل من مخيم شاتيلا، هي أيضاً، تنتظر بفارغ الصبر معرفة مصير ابنها محمود قطيع الملقب ب "الشاويش"، قالت لوكالتنا: "الانتظار قاتل، كل ما اريده هو معرفة مصير ابني، فهو متزوج ولديه طفل في السويد، كان عنده مشكلة في أوراقه فاضطر أن يأتي إلى لبنان، وبعد انتهائه من الأوراق لم يستطيع الذهاب إلى عائلته لاسباب خاصة بالاقامة والأوراق، فقرر الذهاب عبر البحر بالقارب".

وأضافت: "حتى الآن مصير ابني مجهولاً ولا أعلم عنه شيئاً. بالأمس أخذوا جمعية الشفاء خصلة من شعري وذهبوا إلى سوريا كي يقوموا بفحص الـ DNA لأحد الجثث المشوهة لمعرفة ان كان ابني من ضمنهم أم لا، اتمنى ان لا يكون من ضمنهم ويكون ما زال على قيد الحياة، وإن كان قد توفي فأنا اريد جثمانه كي اقوم بتكريمه ودفنه وفتح عزاء له".

لا يزال عشرات المفقودين يقبعون في قعر البحر، ولم تتمكن السلطات السورية من انتشالهم بعد، ولا سقفا زمنياً للعثور عليهم رغم استمرار عمليات البحث، فيما تعبر قوافل من الأهالي الحدود يومياً إلى سوريا لمحاولة التحقق من جثث أبنائهم وإحضارهم إلى لبنان كي يتم دفنهم بسلام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق