زيارة رئيس حركة حماس لموسكو.. التوقيت والدلالات


 

للمرة الثانية خلال أشهر، يحط  قادة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" رحالهم في موسكو، بدعوة من القيادة الروسية، حيث استقبل وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف مساء أمس السبت، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية والوفد المرافق له، والذي ضمّ كلاً من صالح العاروري نائب رئيس الحركة، وعضوي المكتب السياسي، موسى أبو مرزوق، وماهر صلاح.

ويربط علي البغدادي، الباحث المتخصص في الشأن الروسي، تطور العلاقة بين "حماس" وروسيا في الآونة الأخيرة بموقف الحركة الإيجابي، من وجهة النظر الروسية، من الصراع القائم بين روسيا وأوكرانيا.

وقال البغدادي في حديث مع "قدس برس" إن الحركة لم تنتظر كثيرا، وعبرت عن وقوفها في خندق واحد مع كل من يقاوم الهيمنة الأمريكية على العالم، موضحاً أن هذا الموقف "ولّد حالة من الارتياح لدى الروس الذين يسعون من جهتهم، لإنهاء حالة القطب الواحد، واستبداله بعالم جديد متعدد الأقطاب.

 

القضية الفلسطينية بوابة الروس إلى المنطقة

ونوه البغدادي إلى أنه ومنذ دخول الروس "عسكريا" إلى الشرق الأوسط "من خلال دعم وتثبيت النظام السوري ضد المعارضة المسلحة، وتحقيقهم نجاحات في هذا الملف، فإن ذلك فتح شهيتهم على توسيع نفوذهم في المنطقة، ولكن هذه المرة عبر بوابة القضية الفلسطينية" وفق ما يرى.

وأوضح أن موسكو "حرصت على توطيد علاقاتها مع حركة حماس، باعتبارها مفتاحاً ومكوناً وازناً من مكوّنات القضية الفلسطينية، ولا يمكن تجاوزها"، مشيرا إلى أن "الروس حاولوا سابقا تحقيق مصالحة فلسطينية فلسطينية ولكنهم فشلوا".

 

"حماس" تستثمر في التوتر الروسي مع الاحتلال

وأشار الخبير في الشأن الروسي، إلى أن تدهور العلاقة بين موسكو وتل أبيب، بسبب موقف الأخيرة المؤيد لأوكرانيا "شكّل منفذا مهما لحماس، وفرصة لتوطيد علاقتها مع روسيا"، معتبراً أن "العصر الذهبي لعلاقة الاحتلال مع الروس لن يعود مجددا، وهذا يصب في صالح حماس" على حد تقديره.

وشدد البغدادي، على ضرورة أن تتحرك فصائل المقاومة والعاملون في الشأن الفلسطيني، للاستفادة من هذه الفرصة، وأن يقدم الفلسطينيون أنفسهم، باعتبارهم أصحاب قضية عادلة، وأن حل الدولتين المدعوم دولياً وروسياً أصبح غير قائم، بسبب الاحتلال، ولا سبيل  إلا الاستمرار في المقاومة.

 

العلاقة مع سوريا

وفيما إذا كانت مسألة عودة العلاقات بين "حماس" والنظام السوري على جدول أعمال الزيارة، لم يستبعد البغدادي ذلك، باعتباره أحد مقومات تعزيز العلاقة بين الحركة وبين روسيا، مستدركاً، أن هذا الملف "إقليمي بالدرجة الأولى، ولن يكون أمراً ملحاً للروس في الوقت الراهن". 

وتأتي زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية إلى موسكو في ظل تطور العلاقات بين الحركة وموسكو، والتي بدأت ملامحها مع وصول "حماس" للحكومة في انتخابات ٢٠٠٧.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق