اللاجئون الفلسطينون في لبنان: مخيم جنين كان وسيبقى رمز المخيمات الفلسطينية وقدوتها في المقاومة



وكالة القدس للأنباء – ميرنا الحسين

لم يكن صباح يوم أمس على مخيم جنين كغيره في أماكن أخرى، فملامح الصباح اختلفت بعدما تصدى مقاومون فلسطينيون للعدوان الصهيوني الذي استيقظ على رصاصه وقذائه ومسيراته، اهالي المخيم، واسفر عن استشهاد أربعة شبان، وإصابة العشرات منهم، نتيجة التصدي لقوات العدو لدى استهدافها منزل عائلة الشهيد رعد حازم منفذ العملية المسلحة في شارع ديزنغوت بتل أبيب، في السابع من أبريل/نيسان الماضي.

وبين الفينة والأخرى، يبرز اسم مخيم جنين ومدينته (شمالي الضفة الغربية) إلى الواجهة بوصفها جبهة عصية على الاحتلال، بفعل وجود "كتيبة جنين" العين الساهرة التي تحمي المخيم وتتصدى للاقتحامات الصهيونية..

اللاجئون الفلسطينيون في مخيمات لبنان، والذين يتابعون عن كثب كل ما يحدث على الأرض الفلسطينية المحتلة، بخاصة مخيم جنين، رمز المقاومة، يؤكدون تفاعلهم الدائم مع كل ما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة، من أحداث وتطورات، في الضفة والقدس المحتلتين، بمواجهة مخططات التهويد التي تصيب المقدسات، وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك.. الى غزة المحاصرة والواقفه بوجه العدوان والإنكسار، الى الداخل المحتل المزروع في أرضه كشجر الزيتون والصبار، والعصي على الاقتلاع...

وفي ضوء المواجهة البطولية التي شهدها مخيم جنين أمس، استطلعت "وكالة القدس للأنباء" أراء اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات لبنان... وخلال اتصال هاتفي مع الناشط الفلسطيني من مخيم برج البراجنة، هشام عيساوي أكد لنا أن: "المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان دائماً تتفاعل مع الأحداث الفلسطينية، سواء كانت في جنين أو المسجد الأقصى المبارك أو قضية الأسرى، وقت انتفاضة السجون، او حتى حرب غزة، دائماً لنا تفاعل، وهذا واجبنا مع أخواننا المقاومين في فلسطين، وهذا تأكيد على تمسك الفلسطيني بحق العودة والتحرير ورفضه إنشاء دولة على حدود ال 67 ".

وأضاف: " الملفت بالنسبة لي هذه المرة كان تضامن الصبايا وتفاعلهم مع الأحداث، فكان هناك تفاعل من قبل ناشطات على وسائل التواصل الاجتماعي كالناشطة نزهة الروبي مثلا، فهي ناشطة ولديها متابعين وتستطيع الوصول إلى نسبة أكبر من الناس وان استطعنا القول أن عملهن هذا يؤكد أنه رغم مرور 28 عاما على اتفاقية اوسلو هناك صبايا وشباب ولدوا بعد هذا الاتفاق وما زالوا متمسكين بهذه العقيدة".

من جانبه، الصحفي الفلسطيني من تجمع وادي الزينة، عمر طافش قال لوكالتنا: "ما شاهدناه بالامس يعد مجزرة حقيقية ضد هذا المخيم الذي سيبقى شوكة في حلق العدو الصهيوني، فجنين بالنسبة لنا، رمز المخيمات وقدوتها، نحن بالامس قمنا بتنظيم وقفات تضامن في عدة مخيمات، بالإضافة إلى إضاءة شموع حداداً على أرواح الشهداء، عدا عن التكبيرات التي صدحت في المساجد وهذا أقل الايمان واضعفه".

وأضاف: "نحن كلاجئين في مخيمات اللجوء أجسادنا هنا ولكن عيوننا على ما يحدث في مخيم جنين الذي نعتبره خزان المقاومة، ونبع الشهداء الذي لا يجف، لذا وبعد ما شاهدناه يوم أمس من اشتباك مسلح واقتحام للمخيم واستشهاد للشبان، بالصوت نقول لأهالي مخيم جنين نحن معكم ونشد على أيديكم أمام هذا المحتل الذي لا يعرف سوى  لغة الدم والدمار والخراب".

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي كان للاجئين الفلسطينيين في لبنان كلمتهم أيضاً، فأطلقوا عدة "هاشتاغات" أبرزها "جنين المجد، جنين المقاومة، جنين منبع الشهادة" وغيرهم، وطالبوا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني وحمايته من الاعتداءات الصهيونية المستمرة من قبل العدو الصهيوني، وجر مجرمي الحرب الصهاينة الى المحاكم الدولية..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق