نساء المخيمات الفلسطينية لا يعرفن المستحيل

 


وكالة القدس للأنباء

 مع انطلاق موسم "مونة الشتاء" يبرز دور السيدات الفلسطينيات داخل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، بتحضير مختلف أصناف مؤونة الشتاء، وهي عادة وتقليد متوارث من جيل الى جيل.. 

أما هذا العام، فقد صار للمونة البيتية هدفا آخر بعدما تحولت من مونة عائلية بيتية الى مصدر رزق، ومشروع تجاري لجني بعض الأموال التي تسند بها المدخول العائلي لمواجهة الظروف الإقتصادية المأزومة، والغلاء الفاحش الذي دخل البيوت بدون استئذان، والذي طال كل مناحي الحياة، الغذائية والاستشفائية والتعليمية والخدماتية على اختلاف أوجهها.  

ففي مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطييين، شرق مدينة صيدا، تنقل الحاجة ام علي المصري لوكالة القدس للأنباء السبب الدافع وراء تحويل المونة الى مصدر عيش، قالت: "بصراحة ما كنت بتخيل انه يجي يوم وأحول المونة الى مصدر لاعيش منه، ببداية الازمة سكرت الشركة يلي بيشتغل فيها زوجي، ودوَّر كتير على شغل ما لاقى، وصار وضعنا المادي يتدهور، وشفت اطفالي بلشو يتعذبوا معنا، فقررت ان استفيد من خبرتي بالمونة لتأمين دخل للعائلة".

وتابعت قولها "اهلي ورفقاتي وجيراني شجعوني، وبلشت اول شيء اعمل حر وابيعه ويعجب الناس ويخبروا يلي بعرفوهن وبما انه شاطرة بالكشك كمان صرت ابيع وعملت زيتون المخلل بعدة اصناف وكان في كتير اقبال".

واضافت "اليوم بتمنى انه اوسع شغلي ويكون عندي محل اقدر أسوق اكتر للمنتجات الموجودة عندي".

أما الحاجة ام خليل فتنطلق من الساعة الرابعة فجرا الى الاراضي المشاع لالتقاط الزعتر، وأضافت في حديثها لوكالة القدس للأنباء، "بطلع من الفجر انا واولادي على الاراضي المشاع يلي فيها زعتر ومنلقط لنجيب مونة البيت، ونبيع لنسد حاجتنا الاساسية، ولما تصير الساعة ثمانية الصبح منروح عشان بتبلش "الحيايا" (الثعابين) تطلع، حفاظاً على سلامتنا"

واكملت "بعد ما نلقط الزعتر وبحط اغصان الزعتر تحت المي لغسلها من الغبار والاوساخ العالقة بالاوراق وبعدها بجففها ومندقها وبتصير جاهزة للبيع" .

تلعب السيدة الفلسطينية دوراً مهما في تخفيف الازمات الاقتصادية، فلا يمكن الجدال حول ما تقدمه من تضحيات ويعج السجل الفلسطيني بأسماء نساء فلسطينيات تركن بصمات واضحة في العديد من المجالات، ظلت منارات تهدي الأجيال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق