سنابل في الرشيدية تنسج الأمل في نفوس المسنين

 


وكالة القدس للأنباء – محمد حسن

يعاني المسن الفلسطيني في لبنان من نقص الخدمات وفقدان الضمانات الصحية والاجتماعية، التي هو أحوج ما يكون إليها، نظرا لتراجع وضعهً الصحي مع التقدم بالسن، كما يفتقر لتعويض نهاية الخدمة والمعاش الدائم، الذي من شأنه أن يحافظ على كرامته وعدم احتياجه، في ظل حاجته الماسة للرعاية والاهتمام الدائم.

من هذا المنطلق، تقدم مركز "سنابل" لرعاية المسنين في مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين جنوب لبنان" لتوفير الخدمات الطبية والاجتماعية لكبار السن، الذين يفضلون الراحة والبقاء ضمن المحيط الاجتماعي المألوف.

يجلس عدد من كبار السن من الرجال والنساء على مقاعد متحركة وأخرى ثابتة لتلقي الرعاية الصحية والخدمات والإرشادات من قبل مختصين، في أجواء تعبرِّ عن التفاعل والاندماج بين المسنين والمركز.

ويعود تأسيس مركز "سنابل" الى العام 2014 ، بدعم من البنك الألماني للتنمية واستمر لخمس سنوات، قبل أن يتوقف التمويل، ويتكفل بنفقاته المالية بعد ذلك أحد ميسوري الحال من سكان المخيم ، وذلك بإشراف من اللجنة الشعبية والأهلية في المخيم.

"وكالة القدس للأنباء" جالت في مركز سنابل، وكان واضحاً حجم التفاعل والتآخي بين المسنين والعاملات في المركز.

وفي هذا السياق، قال الحاج أبو حسين لـ"وكالة القدس للأنباء"، إن "اعتبار دار الشيخوخة مشكلة يجب تجنّبها، فلنتبنَّ فكرة الشيخوخة دار لملتقى كبار السن لإعادة دعمهم ودمجهم في المجتمع، فهذا أفضل كثير بأن يبقى المسن في منزله ويشعر بالإحباط وأنه غير عامل في البيئة المحيطة به".

وأوضح أن "مركز سنابل مختلف، جميعنا نعرف بعضنا وتربينا سوياً منذ صغرنا، ونشعر كأنه بيت مضياف لجميع أجيالنا، وفي آخر النهار كل واحد منا يذهب إلى بيته حيث أولاده وأحفاده، فتكمن الأهمية بهذا الموضوع أننا غير مغيبون عن أبناء جيلنا وبنفس الوقت غير مغيبون عن بيتنا وأولادنا".

وقال الحاج أبو أحمد لـ"وكالة القدس للأنباء"، "أتي في كل صباح إلى مركز السنابل لأتناول القهوة مع رفاقي، وأتحدث معهم عن المشاكل الاجتماعية والمعيشية داخل مخيم الرشيدية، وعن الوضع داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وكل واحد منا يعطي فكرة مستقبلية عن الوضع، وبالطبع كلنا مختلفين بالآراء، لكن نتقبل بعضنا".

وأضاف: "بعد الظهر يبدأ المركز بتحضير الغدا، ولما نتغدا ونخلص بنقسم حالنا مجموعات، الي بحب يلعب ورق بلعب، والي بلعب زهر، وفي أشخاص بتستمر بالأحاديث بين بعض".

من جهتها، لفتت الحاجة أم علي إلى أنها اتفقت مع "نسوان المركز نيجي بكير كرمال نشرب القهوة سوا ونتحدث، ونحنا نشرب القهوة بنقعد نتحدث عن الأكلات وعن أمور حياتنا، وبنوخد رأي بعض بكل شي".

وتابعت: "مركز سنابل عرفني على نساء ما كنت أعرفها قبل، وهلأ صرنا كتير صحاب، وفي نسوان كانت من جيلي وكنا نسلم على بعض بس ما كان في علاقة قوية، لهيك هادا المركز ضروري لتمتين العلاقات، والترابط الاجتماعي، يعني مثلاً هلأ أنا ترافقت مع وحدي فإجباري أولادنا يتعرفوا على بعض، وبصير في شبكة تعارف كبيري، وهذا الشي أنا كتير بحبو".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق