محمد دهشة - نداء الوطن
لم يرقَ الحراك السياسي الفلسطيني اللافت على الساحة اللبنانية منذ ايام، الى مستوى اطلاق مبادرة جديدة تعيد فتح خطوط الاتصال وقنوات التواصل بين حركتي «فتح» و»حماس» بعد القطيعة بينهما، وفيما يغادر رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» اسماعيل هنية لبنان اليوم (الاربعاء) بعد زيارة حافلة باللقاءات والمواقف السياسية، حطّ عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» والمشرف على الساحة الفلسطينية في لبنان عزام الاحمد رحاله في بيروت ليعيد التوازن الى الحراك الفلسطيني وبين الحركتين. و»فتح» التي راقبت باهتمام ودون ضجيج او سجال زيارة هنية بعين، وبعين أخرى المؤتمر العام الذي عقده تيار «الاصلاح الديمقراطي» في لبنان برئاسة العميد محمود عبد الحميد عيسى «اللينو»، الموالي للقيادي الفلسطيني محمد دحلان لانتخاب قيادته الجديدة، حرصت على قراءة ابعاد الخطوتين في هذه المرحلة الدقيقة وما يتعلق منها بأوضاع المخيمات وأمنها وإستقرارها وقوة الحضور والقرار مع انسداد أفق اي مصالحة وطنية حالياً، وقاطعت اي نشاط لـ»هنية»، لم يحضر اي مسؤول منها حفل استقباله في مطار بيروت الدولي ولم يشارك اي ممثل لها في مهرجان صيدا رغم توجيه دعوات لها، في اشارة واضحة الى ان العلاقة غير سوية، وبأنها لا تقبل ان تضفي «شرعية» الاجماع الفلسطيني على الزيارة كما فعلت غالبية فصائل «منظمة التحرير الفلسطينية» التي التزمت بقرارها. وزيارة هنية التي استمرت اياماً والتقى خلالها عدداً من المسؤولين اللبنانيين الرسميين والسياسيين والروحيين وقادة الاحزاب والقوى الوطنية والاسلامية اللبنانية والفلسطينية، تركت تساؤلات عن اسبابها وتوقيتها في ظل ما يجري في المنطقة من تطورات والسعي الجدي لتشكيل تحالف اقليمي بين «اسرائيل» وبعض الدول العربية، مقابل «محور المقاومة» وسط مخاوف جدية من ان تقرع طبول الحرب، وامتداداً الى مواصلة المساعي لاعادة العلاقة مع سوريا بعد قرار القيادة «الحمساوية» بالاجماع بإنهاء القطيعة معها، رغم حرص مسؤولي «حماس» على حصرها بالعنوان الفلسطيني البحث في لبنان.
وفي المعلومات الخاصة لـ «نداء الوطن»، انه عندما طرح ملف المصالحة مع سوريا قبل نحو عام، طلب من قيادة «حماس» حسم الجدل والآراء الداخلية على قرار موحد، بعدما تبين ان ثمة اعتراضاً من عدد من قيادييها، وبعد مناقشات مستفيضة جرى اتخاذ القرار بالاجماع، غير ان المفاجأة جاءت بتسريبه ومن غزة ثم نفيه لاحقاً تزامناً مع وصول هنية الى لبنان وقبل لقائه الامين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصراللهً الذي بات الملف برمته بيده ويحتاج الى بعض الوقت وكثير من الجهد للاتفاق على تفاصيل كثيرة وخاصة بمن سيكون ممثلاً للحركة في سوريا. بينما زيارة الاحمد يتوقع ان تشمل ايضاً لقاءات رسمية مع الرؤساء الثلاثة ومسؤولي القوى والاحزاب اللبنانية وقادة الاجهزة الامنية والعسكرية، للتشاور وتنسيق المواقف المشتركة ازاء التطورات في المنطقة وخاصة ما يتعلق منها بفلسطين ولبنان، على ضوء تصاعد وتيرة الاعتداءات الاسرائيلية في الداخل والتهديدات للبنان ومحاولة اخضاع السلطة الوطنية الى الشروط الاميركية – الاسرائيلية على ابواب زيارة الرئيس الاميركي جو بايدن الى المنطقة.
وأبلغ مسؤول «فتحاوي» «نداء الوطن»، ان زيارة الاحمد تأتي من باب الحراك السياسي لتأكيد قوة الحركة ونفوذها وتفاعلها مع لبنان الرسمي والسياسي والشعبي، وتكتسب أهمية خاصة كونها تحمل رسالة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى المسؤولين اللبنانيين، تؤكد على التضامن الكامل مع لبنان في التصدي لمحاولة سرقة اسرائيل ثرواته البحرية من الغاز والنفط وعلى حق بترسيم حدوده بما يحفظ حقوقه المشروعة، والتنويه بموقف لبنان الداعم للموقف الفلسطيني لجهة التنسيق في اجتماعات اللجنة الاستشارية الخاصة بوكالة «الاونروا» عبر لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني ورئيسها باسل الحسن. والتقى الاحمد السفير الفلسطيني في لبنان اشرف دبور، وترأس اجتماعاً لفصائل «منظمة التحرير الفلسطينية» في لبنان في مقر السفارة في بيروت، مشيراً الى ان «فتح» ام الصبي وستبقى حريصة على أمن واستقرار المخيمات ولن تألو جهداً في قطع دابر اي فتنة، وسط استبعاد اي لقاء مع حماس» سيما وان نائب رئيس الحركة في اقليم الخارج الدكتور موسى ابو مرزوق قد غادر لبنان امس، وهو الذي تابع في فترة تفاصيل الملف مع الاحمد.
خلافات واستثناء
وقد تفاقمت حدة الخلافات بين «فتح» و»حماس» على خلفية اصدار عباس (30 نيسان 2021)، مرسوماً بتأجيل الانتخابات الفلسطينية رسمياً لحين ضمان عقدها في القدس، على خلفية منع إسرائيل التحضير للانتخابات وإجرائها فيها، فاعترضت «حماس» على لسان هنية على القرار واعتبرت أنه «يمثل انقلاباً على مسار الشراكة والتوافقات الوطنية».
بينما في لبنان نجح رئيس مجلس النواب ورئيس حركة «أمل» في جمع الشمل الفلسطيني وانهاء القطيعة على خلفية الخلافات المركزية والحادث الامني الذي وقع في برج الشمالي في منطقة صور(10 كانون الاول 2019)، حيث عقدت مصالحة بينهما في مقر حركة «أمل» في بيروت (17 نيسان 2022)، بينما عقدت هيئة العمل المشترك الفلسطيني اجتماعاً في مقر سفارة فلسطين في بيروت (20 نيسان 2022) بحضور ممثلي الحركتين وكافة الاطر الفلسطينية الوطنية والاسلامية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق