المكفوفون الفلسطينيون: مهمشون ومهملون



 وكالة القدس للأنباء - ملاك الأموي

أوضاعٌ مأساوية يعيشها المكفوفون الفلسطينيون في لبنان، بسبب تهميش هذه الفئة، وقلة الاهتمام، وعدم توفر الاختصاص، بالإضافة إلى غياب المرجعية  التي تجعل الوقوف على حقيقة هذه الفئة أمراً صعباً، إذ يعانون من حواجز تجعل من الصعب عليهم المشاركة في مجتمعاتهم، وغالباً ما يتم استبعادهم من الخدمات الأساسية مثل التعليم و التوظيف، كما أن مدارس "وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في لبنان - الأونروا"، تفتقر إلى التسهيلات المناسبة التي تضمن بيئة تعليمية لهم، الأمر الذي يزيد من معاناتهم.

وفي هذا السياق، أكد المسؤول عن "بيت الكفيف الفلسطيني"، الكاتب والباحث د.رضوان عبد الله، لـ"وكالة القدس للأنباء"، أن "المكفوفين الفلسطينيين عامة، والموجود منهم في مدينة صيدا، يعانون الإهمال من كافة المرجعيات للأسف، كما أن المؤسسات لا تهتم بهم لا من قريب ولا من بعيد.. لا من حيث التعليم ولا من حيث العمل".

وبين عبد الله، أنه "يوجد في مدينة صيدا، جنوب لبنان، نحو ٦٠ كفيفاً من الذكور والإناث، أغلبهم فوق سن العشرين، ومنهم من حصل على درجة جامعية، وقليل منهم يعملون، إما عملاً خاصاً أو بوظيفة معينة"، موضحاً أنه "لا يوجد إحصائية لعدد المكفوفين بالمخيمات الفلسطينية، والإحصاء بصيدا تم بمجهودات شخصية، ونحاول أن ننشىء "مركز الكفيف الفلسطيني" في صيدا بمجهودات شخصية أيضاً وبمساعدة متبرعين".

وأشار إلى أنه "نبحث عن مركز في المدينة كي نحاول تغطية أجرة شهرية لهم، كما نسعى لشراء سيارة أو باص صغير لنقلهم حين يتوفر المركز، ونجهزه ونعمل على أن يكون المركز انطلاقة لهم، كي يأخذوا دورهم في المجتمع قدر الإمكان"، مضيفاً: "نأمل أن يكون هذا المركز  للمكفوفين في صيدا ومخيماتها، كي نعمل على تعليم من يستطيع أن يتعلم أي مهنة أو عمل يقيه شر الظلم والحياة واليأس".

وأوضح أنه "كانت لدينا مبادرة لإقامة "منتدى فلسطين الثقافي والأدبي والفكري"، وقمنا بإنشاء هيئة إدارية له في لبنان، وتم التواصل مع المتبرعين من خلالنا، مع إخوة وأصدقاء داخل وخارج لبنان"، مبيناً أنه "عملنا على دفع مكافآت مالية أيضاً لنحو ٣٥ شخصاً بمعدل مليون ليرة للأكثر فقراً، بمناسبة عيد الفطر، كما كنا قد جمعنا بعض التبرعات أيضاً خلال شهر رمضان وقدمنا لهم، بهمة متبرعين، غالبيتهم من خارج لبنان، ما لا يقل عن ٧٢٠ وجبة إفطار لهم، وكسوة عيد لأكثر من ٣٥ شخصاً منهم".

وفي نهاية حديثه بين أن "فكرة "بيت الكفيف الفلسطيني"، انطلقت من خلال المنتدى، ومستمرين بها، حيث عملنا على إقامة بعض الأمسيات الشعرية، والندوات النقابية، وتكريم بعض الأفراد بشهادات تقدير، كما أننا نحضر لإقامة أنشطة خلال فترة الربيع، والصيف القادم، ولكن حسب الظروف المالية وظروف لبنان"، موضحاً أنه "نحن نعتمد على أنفسنا بالتغطية المالية لأي نشاط من خلال جمع مصاريف المنتدى المتواضعة من بعضنا البعض".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق