فلسطينيو لبنان يتضامنون مع الأقصى... وقفات غضب في المخيمات ولا قرار بفتح جبهة الجنوب

 

محمد دهشة

عاشت المخيمات الفلسطينية في لبنان يوماً استثنائياً وسط غضب عارم، حبس الأنفاس ميّز ساعاته، وقد شخصت الانظار الى القدس والمسجد الاقصى مع تنظيم المستوطنين مسيرة الاعلام الاسرائيلية، فحرص ابناؤها على رفع الاعلام الفلسطينية عند المداخل ووسط الشوارع وعلى الشرفات وأسطح المنازل تزامنا مع تنظيم وقفات تضامنية من الجنوب الى الشمال.

الغضب الفلسطيني بقي محصورا داخل المخيمات لجهة النشاطات من دون التوسع الى المدن ارتباطاً بالاوضاع الصعبة التي يعيشها لبنان قبل يومين من انتخاب رئيس مجلس النواب ونائبه واعضاء هيئة المكتب، وفي ظل الازمات المعيشية والاقتصادية المتتالية وقطعاً للطريق على اي استغلال.
ورغم الاندفاع العفوي الممزوج بالدعوات الى نصرة الداخل من جنوب لبنان، الا ان مصادر فلسطينية أكدت لـ»نداء الوطن» ان لا قرار فلسطينياً بفتح جبهة الجنوب، وان التعميم العام هو الحفاظ على أمن لبنان واستقراره وضبط اي تحركات احتجاجية سواء في المخيمات او المدن او على الحدود.
الفصائل الفلسطينية على مختلف مشاربها الوطنية والاسلامية حرصت على الدعوة الى تنظيم وقفات تضامنية في كل المخيمات وفي ذات الوقت الذي تنطلق فيه مسيرة الاعلام الاسرائيلية، والى رفع الاعلام الفلسطينية وبث الاناشيد الوطنية، وان تكون هذه الوقفات موحدة حيث جاءت الدعوة باسم «هيئة العمل المشترك الفلسطيني» في لبنان التي تعتبر المرجعية السياسية والشعبية للمخيمات».
وقال عضو قيادة الهيئة مسؤول «حزب الشعب الفلسطيني» في لبنان غسان ايوب لـ «نداء الوطن»: «ان هذه الوقفات بمثابة رسالة واضحة بأننا شعب واحد في الداخل والخارج، ونرفض كل محاولات تهويد القدس وتدنيس الاقصى وسنواجه هذه الاعتداءات بكل الحراك الشعبي السلمي مراعاة للظرف اللبناني الدقيق بعد الانتخابات اللبنانية والازمات التي تؤرق البلد».
وقال الناطق باسم «عصبة الانصار الاسلامية» الشيخ ابو شريف عقل «إن وقوفنا ضدَّ مسيرةِ أعلامِهم هو جزءٌ من معرَكتِنا الأساسيَّةِ الكُبرَى مع الصهاينةِ. فامْضُوا يا أبناءَ وحدةِ الصوارِيخ، سدَّد اللهُ رمْيَكم وثبَّتَ أقْدامَكم، العالمُ كُلَّهُ ينْتظِرُ قراركُم ونحنُ جزءٌ من معرَكَتِكُم ننصُرُكم بِكُلِّ ما أتانا الله».
في عين الحلوة، لم تهدأ التكبيرات في المساجد، وزينت الاعلام الشوارع، ونظمت «هيئة العمل المشترك» وقفة غضب في ملعب الشهيد ابو جهاد الوزير، تحدث فيها الشيخ جمال خطاب باسم «الهيئة»، فأكد ان المخيمات ستبقى ساحة نضال في سبيل تحرير الارض من الاحتلال الاسرائيلي والعودة.
ابو عرب، واحد من المقاتلين القدامى، حمل العلم الفلسطيني وجلس امام منزله للتعبير عن تضامنه، وقال «لقد حملت السلاح اربعين عاماً ولو قيض لي مجدداً لفعلت، اسرائيل لا تفهم الا لغة القوة والمقاومة»، بينما قال الناشط الشبابي حسام الميعاري «ان رفع العلم الفلسطيني وحده وتنظيم وقفات موحدة هما افضل رد على العدو الاسرائيلي. بالوحدة اولا نرص صفوفنا ثم نحقق الانتصار».
في احياء المخيم المتلاصقة وشوارعه الضيقة، وبين دكاكينه يتابع ابناؤه التطورات لحظة بلحظة، انه استنفار عام من نوع آخر، يجهز محمد عوض الكوفية ويدعو رفاقه الى المشاركة بمسيرة عفوية، يقول «لا يمكن الجلوس في المنازل مكتوفي الايدي، نريد ان نعبر عن تضامنا بكل الاساليب وأقلها بالمسيرة ورفع الاعلام». فيما اكد عضو اللجنة المركزية لـ «جبهة التحرير الفلسطينية» وعضو القيادة السياسية لـ»منظمة التحرير الفلسطينية» في لبنان يوسف ناظم اليوسف لـ»نداء الوطن» ان «الظلم الذي لحق بالشعب الفلسطيني منذ النكبة لا يمكن ان يوصف»، مستنكراً «الصمت الدولي على الجرائم الاسرائيلية غير المبررة»، داعياً الى اوسع حملة تضامن.
مسيرة وجولة
وحال التضامن امتدت الى صيدا، إذ رفع مناصرو رئيس «الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة» الشيخ ماهر حمود الاعلام الفلسطينية على مجسم للقدس، فيما نظم «الحزب الديمقراطي الشعبي» مسيرة اعلام فلسطينية انطلقت من ساحة الشهداء وصولاً الى ساحة النجمة، حيث رفع المشاركون الاعلام الفلسطينية وهتفوا تأييدا للقدس والاقصى، قبل ان يحرقوا العلمين الاسرائيلي والاميركي احتجاجاً، والقى الامين العام للحزب محمد حشيشو كلمة نوه فيها بقرار الشعب الفلسطيني ومقاومته بالتصدي للاعتداءات، مؤكداً «ان المسيرة رمزية وهي رسالة بأن الزمن الذي يكون فيه الفلسطيني لوحده قد ولى وكلنا معه حتى تحقيق أهدافه».
وجال السفير الفلسطيني في لبنان اشرف دبور يرافقه امين سر حركة «فتح «في لبنان فتحي ابو العردات على عدد من قوى صيدا والتقى رئيسة مؤسسة الحريري بهية الحريري، الشيخ ماهر حمود والنائب الدكتور اسامة سعد، ووضعهم في اجواء التطورات في الداخل، وكان تأكيد مشترك على استنكار مسيرة الأعلام الصهيونية وعلى ان الرد عليها هو بالوحدة والتضامن الفلسطيني ورفع علم فلسطين في كل مكان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق