احياء الذكرى الثالثة والخمسين لشهداء مظاهرات ٢٣ نيسان في مخيم عين الحلوة

 

أحيت منظمة التحرير الفلسطينية في منطقة صيدا الذكرى الثالثة والخمسين لشهداء مظاهرات ٢٣ نيسان عام ١٩٦٩ بوضع أكاليل من الزهور على أضرحتهم في مخيَّم عين الحلوة صباح اليوم السبت ٢٣-٤-٢٠٢٢.

وشارك في الفعالية عضوا قيادة حركة "فتح" - إقليم لبنان م.منعم عوض وآمال شهابي، وأمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في منطقة صيدا اللواء ماهر شبايطة وأعضاء قيادة المنطقة وأمين سر شُعبة عين الحلوة العقيد ناصر ميعاري وأعضاء قيادة الشُّعبة، وقائد القوة الأمنية المشتركة العقيد عبد الهادي الأسدي، وممثل حركة الجهاد الإسلامي عمار حوران، واللجان الشعبية في عين الحلوة، وممثِّلون عن فصائل "م.ت.ف" وقوى التحالف، ومؤسّسة الأشبال والفتوة في شعبة عين الحلوة.

وافتتحت الفعالية بكلمة ترحيبية بالحضور لعضو قيادة حركة "فتح" - شُعبة عين الحلوة محمد حجازي، الذي نوَّه برمزيّة الذكرى وعطاء الشهداء الذين جعلوا من أجسادهم جسرًا للعبور نحو الحُريّة قائلاً: "23 نيسان 1969 يوم مجيد في تاريخ الشعب الفلسطيني. ففي مثل هذا اليوم من ذلك التاريخ، خرجت مسيرة جماهيرية عارمة من مخيم عين الحلوة إلى مدينة صيدا تطالب برفع الظلم والغبن عن شعبنا في مخيمات لبنان، وتطالب بتشريع العمل الفدائي من حدود دول الطوق مع فلسطين المحتلة، حيثُ تصدّت لها القوى الأمنية اللبنانية آنذاك بالرصاص الحي، فسقط حينها 4 شهداء وعشرات الجرحى". 

وأضاف الحجازي: "دماء شهداء 23 نيسان. كانت السبب لتشريع البندقية الفلسطينية في جنوب لبنان لمقاومة العدو الصهيوني الغاصب. وكانت السبب لرفع الظلم والإضطهاد بحق شعبنا في مخيمات اللجوء في لبنان".

وألقى كلمة "م.ت.ف" أمين سر حركة الانتفاضة الفلسطينية حسن طه قائلاً: "23نيسان عام 1969 يوم الإنعتاق اللبناني والفلسطيني من تعسف سلطة القهر وذراعها المكتب الثاني الظالم آنذاك. 23 نيسان، يوم الغضب الفلسطيني على الخنق والحصار وكتم الأفواه. 23نيسان، يوم انتصار الدم اللبناني والفلسطيني على مخالب إسرائيل في لبنان الذين شكلوا سياجًا أمنيًا لها لأكثر من واحد وعشرين عامًا".

ونوه طه إلى أهمية إحياء هذه المناسبة قائلاً: "إن إحياء هذه المناسبة، ومن المكان الذي انزرع فيه شهداء ذلك اليوم المجيد يعني أننا شعب لا ينسى شهداءه الذين رسموا بالدم معالم طريق الحرية والخلاص التي تجلت لاحقًا بدخول الثورة الفلسطينية المعاصرة إلى مخيّم عين الحلوة وكل مخيّمات شعبنا في لبنان وبإبرام اتفاق القاهرة الذي أتاح للفدائيين التواجد في الجنوب اللبناني وفق ضوابط تم التوافق عليها بين السلطة اللبنانية والقيادة الفلسطينية". 

وأضاف طه: "إنها الإرادة الفلسطينية التي كسرت في الثالث والعشرين من نيسان حاجز الخوف الذي أرعب اللبناني كما الفلسطيني والمتمثل آنذاك بأزلام السلطة من المكتب الثاني ليندفع بعدها الشعب بأطفاله وشبابه بشيبه ونسائه نحو مدينة صيدا مُعلنًا عن بداية مرحلة الخلاص وأفول مرحلة تميزت بأبشع صور الخنق والموت والإبعاد ومؤكّدًا الالتفاف حول طلائع الفدائيين من حركة "فتح" الذين حاصرتهم السلطة يوم ذاك في محيط بنت جبيل ما أسفر عن العديد من الشهداء والجرحى والمعتقلين". 

كما نوه طه في كلمته إلى المظاهرة الوطنية للقوى اللبنانية قائلاً: "لقد ترافق خروج شعبنا في هذا اليوم المجيد نحو مدينة صيدا مع مظاهرة عارمة للقوى الوطنية اللبنانية في بيروت انتصارًا للفدائيين الفلسطينيين ورفضًا لما تعرضوا له من تقتيل واعتقال في القطاع الأوسط. وكما ارتقى هنا الشهداء مفلح علاء الدين وعلي عطية ومحمد عبد الله شرارة ونعيم عباس، فقد ارتقى هناك في ساحة البربير الشهداء أحمد ولي الدين وصفوان دندشي من أبناء طرابلس الفيحاء". 

 وأضاف: "وكما أزهرت دماء شهداء الثالث والعشرين من نيسان ثورة فلسطينية عملاقة في لبنان بقيادة الشهيد الرمز أبو عمار وخروج المارد الفلسطيني من قمقمه فإنّ تضحيات أهلنا اليوم في القدس والشيخ جراح والأقصى والضفة وغزة وأراضي الـ48 ستزهر انتصارًا تجلله دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس في ظل القيادة الحكيمة لسيادة الرئيس محمود عبّاس". 

وختم طه كلمته قائلاً: "التحية لشعبنا الصابر المرابط في القدس وكل فلسطين، والتحية لأهلنا في مخيّم عين الحلوة وفي كل مخيمات شعبنا في لبنان والشتات، الحرية لأسرانا البواسل". 

وألقى إبراهيم عبّاس "أبو السعيد" كلمةً بِاسم أهالي الشهداء استذكرَ فيها شهداء 23 نيسان عام 1969 وهُم: نعيم عبّاس، ومحمد شرارة، وعلي عطية، ومفلح علاء الدين، وما خَطُّوهُ من تضحيات بدمائهم الطاهرة من أجل المخيّمات الفلسطينية في لبنان. 

 وأكد أنَّ "هذه المحاولات لن تمر لأنَّ شعبنا مقاوم وصلب، وبشائر النَّصر قادمةٌ بمسيرات العودة التي تُوحِّد شعبنا في الميدان".

وطالب بإنهاء الانقسام وتجسيد الوحدة الوطنية الفلسطينية، ووجَّه التحية إلى جميع شهداء الثورة الفلسطينية.

 ‏كما ألقى مسؤول الصاعقة أبو بسام المقدح كلمةً جاء فيها: "في مثل هذا اليوم من كل عام منذ 53 عامًا عندما هبّت جماهير شعبنا الفلسطيني في مخيّمات لبنان كي تعبر عن ما كان يمارس عليها من ظلم واضطهاد من قبل أجهزة الدولة، وفي مقدمتها ما يسمى الشعبة الثانية، هذا بالإضافة إلى محاصرة أبناء شعبنا والفدائين القادمين من الجنوب اللبناني من قبل الجيش اللبناني آنذاك مما انعكس على جماهير شعبنا في كل المخيمات ما ولد حالة استنهاض جماهيرية عارمة لفك الحصار عن الفدائيين في جنوب لبنان على أثرها سقط العديد من الشهداء والجرحى وكان من بينهم الشهداء نعیم عباس ومحمد شرارة وعلي عطية ومفلح علاء الدین وبدم كوكبة الشهداء والجرحى تم توقيع اتفاقية القاهرة بين الدولة اللبنانية ومنظمة التحرير الفلسطينية". 

 ‏وختم كلمته بتوجيه التحية لشعبنا الصابر المرابط في القدس وكل فلسطين، والمرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى المبارك. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق