عادة قديمة نحن بحاجة لاحياءها في رمضان خاصة في ظل هذه الظروف الصعبة

اصعب مايمكن هو ايصال الخير ومد يد العون الى الاسر المتعففة، هذه الاسر التي تظهر للناس انها ليست محتاجة، ولن تجد احد منهم على باب جمعية او مؤسسة ليطلب المساعدة من شدة عوزه.

انها الأسر التي يصعب الوصول إليها، التي لن تجدها في سجلات المساعدات، انها من تأن بصوت خافت خجلا من أن يسمع ألمها أحد، كيف يمكننا مساعدتهم؟ وهل انت معذور من مساعدتهم، حتى لو كنت واحدا منهم؟

الحل في عادة قديمة عند آباءنا واجدادنا ذهبت واندثرت وعلينا احياؤها...


كتب / رمزي عوض


اذكر اني كنت في صغري اقف على باب المنزل لانتظر آذان المغرب للافطار قبل الموعد بنصف ساعة، وكنت ارسم خط سيري مابين المدخل الى المطبخ، والجميع يضحك علي ويقول اني جائع ومستعجل للافطار، ولكن مالم اخبره لأحد اني كنت منتظرا والدتي لاعطائي صحنين طعام لأخذها لبيتين من جيراننا، وكنت فرحا جدا بذلك، وكذلك كان يفعل جيراننا بارسال صحن طعام من افطارهم فكنت اول من يستقبل الصحن أيضا بفرح كبير، طبعا في ذلك الوقت كانت أيام خير، لم يكن أحد بحاجة لهذا الصحن او ذاك، 

ولكنها كانت عادة تعلمها الآباء من الأجداد، كنا نتذوق طعام الجيران وهم يتذوقون طعامنا، فكان التنوع على السفرة مميز ورائع، كان أبي يقول ان اطعام الطعام فيه أجر كبير، خاصة اذا كان في شهر رمضان المبارك.

تلك العادة بقي منها القليل في بعض الأحياء الشعبية، ولكن بين أسر العائلة الواحدة، الا نادرا يكون ارسال صحن طعام لعائلة غريبة.

في هذا الزمان، وفي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، نحن بحاجة لاعادة احياء هذه العادة، فلن ينقص طعامك من صحن واحد ترسله لجارك، فلربما يكون هذا الجار بحاجة لطعامك هذا، كما ان جارك القادر سيفعل نفس الشيء معك، فتخيلوا معي الكم الكبير من الاسر المتعففة التي ستحصل على طعام في شهر الخير، شهر رمضان المبارك.

#اطعم_جارك

كم هي سهلة، وكم نحن بحاجة لهكذا ثقافة في مجتمعنا، وكم يمكننا ان نفرح من العائلات التي لن نعلم أنها كانت بحاجة لطعامنا هذا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق