بقلم : سري القدوة
الاحد 16 كانون الثاني / يناير 2022.
اعتداء شرطة الاحتلال الإسرائيلي على متظاهرين النقب في أراضي الـ 48،ضد تجريف اراضيهم تمهيدا لمصادرتها يشكل انتهاكا لكل القيم الاخلاقية ويعيد الوجه الاستعماري القمعي للإرهاب الاسرائيلي وعنصرية دولة الاحتلال، وشكلت تلك الممارسات الدموية الشرسة العدوان عدوان جديد ضد شعبنا والتي شاهدنا وقائعها من خلال اسلوب قمع مظاهرات النقب التي دعت لها لجنة التوجيه العليا لعرب النقب المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا .
عمليات القمع التي قامت بها وحدات بوليسية خاصة استهدفت اعتقال المتظاهرين من جميع الأجيال وأصابه العشرات بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط وبالاختناق، خلال قمع الشرطة الإسرائيلية لتظاهرة شعبية حاشدة في منطقة النقب داخل أراضي الـ 48، خرجت تنديدا بأعمال التجريف للأراضي بهدف الاستيلاء عليها في قرية الأطرش، كما اعتقلت وحدات خاصة من الشرطة الإسرائيلية عددا من المتظاهرين واستهدفت الفتيان والأطفال بهدف زرع الرعب فيهم وكسر اردتهم الحية .
تهدف سلطات الاحتلال الى تكريس مخطط إسكات الهبة الشعبية في النقب الدائرة في الأيام الأخيرة حيث يعد هذا الهجوم القمعي المستمر تعبيرا عن عنصرية دولة الاحتلال والتي تتم بتحريض واضح من اليمين المتطرف والتكتل العنصري في حكومة الاحتلال وأذرعها الامنية والعسكرية والتي باتت تخضع لإرادة المستوطنين ومنهجهم الاستيطاني .
حكومة الاحتلال وتكتلها العنصري وأذرعها باتت تتخبط في ممارساتها امام تلك الهبة الجماهيرية والإرادة الشعبية لأبناء الشعب الفلسطيني في نقب الصمود والعطاء والإرادة الصلبة التي لا يمكن ان تقهرها او تنال منها ممارسات الاحتلال وأدواته القمعية وباتت مرعوبة من حجم الهبة الشعبية في النقب حيث لا يملك الانسان الفلسطيني سوى قدرته على الصمود والدفاع عن ما تبقى من حقوقه وأرضه التي اغتصبت على مر السنوات الماضية .
وإمام ما يجرى من مخططات وعمليات السرقة الواسعة والنهب للأراضي العربية وخاصة أراضي أهالي النقب بهدف اقتلاعهم من تلك المنطقة المستهدفة حاليا في منطقة الأطرش وقريتي سعوة والصواوين حيث تشير كل تلك الاحداث الى أن سلطات الاحتلال اتخذت القرار بشن العدوان من قبل قوات القمع على المتظاهرين وبتخطيط شمولي وبشكل واضح ليتزامن هذا القمع الوحشي مع حملة تحريضية وإعلامية وعلى وسائل التواصل الاجتماعي ضد المظاهرة وقيادتها المناضلة التي تقف في صفوف النضال الأمامية اعتقادا من حكومة الاحتلال أنها قادرة على كسر إرادة الحياة عند أبناء الشعب الفلسطيني وقمع ارادتهم والنيل من صمودهم وإصرارهم عن الدفاع عن حقوقهم التاريخية وحماية ممتلكاتهم .
وكانت النقب دوما مطمع للاستيطان الاسرائيلي حيث فرضت سلطات الاحتلال سلسلة من القوانين ومنعت البناء فيها تحت حجج ومبررات واهية وقامت باستهداف العديد من القرى العربية لتحاول تغير هويتها الفلسطينية الاصيلة فارضه سيطرتها الامنية والعسكرية لتمنع تطور النمو السكاني والحضري في تلك المناطق ولتستمر في نهش وسرقة الاراضي بشكل تدريجي وتشجيع المستوطنين على السيطرة بالقوة وبالإغراءات والامتيازات المالية على هذه المناطق .
لن ينالوا مهما بلغت تلك العقلية وتمادت في عنجهيتها وقمعها من ارادة جماهير الشعب الفلسطيني القادرة على صنع الانتصار وتحقيق متطلبات البقاء والصمود وتقرير المصير والدفاع عن الأرض والبيت والهوية والعنوان، ولا يمكن لتلك الادوات الرخيصة ان تتمكن من اقتلاع شعب فلسطين من ارضه او تنال من عزيمته وإصراره وتأكيده على حق الدفاع المشروع عن الارض والعرض والشرف والكرامة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق