النازحون الفلسطينيون: سنقاوم حتى تحصيل كامل حقوقنا من الأونروا

 

وكالة القدس للأنباء - مصطفى علي

للأسبوع الثاني على التوالي، يواصل النازحون الفلسطينيون من  سوريا إلى لبنان، تحركاتهم الاحتجاجية الغاضبة في "الخيمة 194" التي نصبوها أمام المقر الرئيسي لـ"وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين - الأونروا" ببيروت، رفضًا لقرار تقليص المساعدات المالية النقدية، التي خصصتها الوكالة لهم كبدل إيواء ومعونة غذائية.

وفي هذا السياق، التقت "وكالة القدس للأنباء" الناشطين في الحراك المطلبي، والذين أكدوا على استمرارية تحركاتهم الاحتجاجية حتى تراجع "الأونروا" عن قرارها الظالم.

ويشير الناشط الشبابي أحمد سخنيني، من داخل خيمة الاعتصام لـ"وكالة القدس للأنباء"، إلى أنه " لدينا مطالب تحركنا من أجلها، لكن الأسس هو عدم هضم حقوقنا، وعلى الأونروا أن تفهم بأننا نرفض التوطين أو التهجير، ونريد العودة إلى وطننا، ولذلك أسمينا الخيمة بحق العودة، وهدفنا أن نذكر الوكالة بالقرار الدولي " 194 " ، الذي ينص على الحق الفلسطيني في العودة إلى فلسطين".

ويؤكد سخنيني في ختام حديثه لوكالتنا، بأن "جهات ضاغطة من قبل مسؤولين في الأونروا حاولوا التفاوض معنا كأشخاص، وقدموا لنا عروضاً مالية من أجل  إنهاء الاعتصام، إلا أننا رفضنا كل الإغراءات، ومستمرون في تحركاتنا السلمية، لأن قرار إقتطاع المساعدات المالية يستهدف شعباً بأكمله".

المطالبة بفتح ملفات عدة

بدوره، يؤكد الناشط والإعلامي والشاعر إبراهيم المدني، بأن "المشاركة بالتحرك الاحتجاجي هو للتأكيد على الهوية الفلسطينية وحق العودة، وليس فقط من أجل قرار تقليص الأونروا لخدماتها".

ويوضح: "المسألة ليس فقط من أجل رفض اقتطاع المساعدات المالية النقدية كبدل إيواء، نحن جئنا من أجل ملفات عدة بدأت الأونروا بتقليصها تدريجياً منذ زمن بعيد، بدءاً بمحاولة إنهاء تاريخ وجغرافية فلسطين كمقدمة لإنهاء حق العودة، وصولاً إلى التقليص التدريجي والممنهج للخدمات على كل الصعد، كالطبابة والاستشفاء والتعليم والتشغيل وغيرها".

ويدعو المدني وكالة الأونروا إلى إعادة تفعيل ملفات الإغاثة والتشغيل والتي أنشئت من أجلها، "وما دون ذلك نحن لا نقبل لا بالتوطين ولا بالتهجير، ونحن نؤكد على ضرورة لعب الأونروا دورها الأساسي من أجل الحفاظ على ما تبقى من كرامتنا".

ويختم: "الشعب الفلسطيني بتحركاته هذه يؤكد على أنه ما زال حياً ومتمسكاً بقضيته، ولن يتنازل عن حق العودة إلى فلسطين".

من جهته، عبَّر النازح الفلسطيني فادي منصور والمقيم في مخيم شاتيلا، عن رفضه لقرار الأونروا الظالم بإقتطاع جزء كبير من المساعدات النقدية، والذي جاء كالصاعقة على مئات العائلات المهددة بالتشرد بسبب غلاء المعيشة وإرتفاع إيجارات البيوت.

ويؤكد لـ"وكالة القدس للأنباء"، بأنه باقٍ ولن يغادر خيمة الاعتصام ليس فقط حتى عدول الأونروا عن قرارها المجحف، بل أيضًا عليها إقامة مشاريع إنمائية وتربوية، من أجل إيجاد فرص عمل لآلاف اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات، الذين يعيشون أوضاعًا معيشية صعبة للغاية.

 ولخص النازح الفلسطيني إبراهيم أحمد الحسين والمقيم في مخيم شاتيلا، جزءًا من المعاناة التي يعيشها النازحون الفلسطينيون من سوريا بجملة واحدة: "ما عاد بدنا من الأونروا شي لا بدل إيواء ولا عاد بدنا كرتونة، بدنا يرجعونا على فلسطين".

من جهتها تؤكد النازحة الفلسطينية في مخيم برج البراجنة، هدية زهرة، بأن "الوضع مأساوي على كل اللاجئين الفلسطينيين، إن كان نازحاً أو مقيماً، إلنا سنة عم نطالب الأونروا بوضع خطة طوارئ لمواجهة كورونا وما في تجاوب من قبلها لغاية الآن".

وتضيف: "نحن عم نعاني بالمخيمات وما حدا عم بسمع صراخنا، كل شي عم بيغلى، وللأسف الأونروا بدل ما تزيد من مساعدتها إلنا، عم بتقلص خدماتها، وهي التي أنشئت لإغاثتنا وتشغيلنا".

وتختم: "نحن شعب مثقف ومتعلم، وعلى الأونروا أن تفهم بأنها لن تستطيع إسقاط حق العودة بتقليصها للخدمات، وسنبقى نقاوم حتى تحصيل كامل حقوقنا من الأونروا إلى حين عودتنا إلى وطننا".

من ناحيته يرفض الناشط عز الدين عبد الله، بوصف الحراك على أنه تحركات مشبوهة من أجل دفع الناس للهجرة، يؤكد بأن "تسمية الخيمة 194 رد صريح على المدير العام لوكالة الأونروا كلاوديو كوردوني وعلى كل  الموتورين الذين يحاولون إنهاء الاعتصام".

ويختم: "نحن نرفض التوطين، ولسنا دعاة للهجرة، وحلمنا الوحيد هو العودة إلى وطننا، ونحن مطالبون بتحصيل حقوقنا من الأونروا إلى حين أن يتحقق      ذلك".

يذكر أن وكالة الأونروا قامت مؤخرًا بتقليص مساعداتها المالية النقدية وخدماتها المقدمة للنازحين الفلسطينيين من مخيمات سوريا، وذلك  بتخفيض بدل إيواء من مئة دولار (100$)  إلى خمسة وعشرين دولار (25 $) شهريًا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق