بعد التحية
انطلاقاً من المواجهات المتواصلة بين الشعب العربي الفلسطيني وقوات الاحتلال الصهيوني على امتداد فلسطين التاريخية،
وفي ظلّ الانتفاضات المتتالية التي تشهدها مناطق فلسطينية متعددة،
ومواكبة لنضال الأسرى الأبطال في سجون الاحتلال، ومعارك الأمعاء الخاوية التي يخوضونها من أجل حقوقهم، وضد جريمة الاعتقال الإداري المتمادية.
وفي ظلّ المناهضة الشعبية العربية المتصاعدة ضد اتفاقات "التطبيع الإبراهيمي" في الأقطار التي اختارت طريق الهرولة نحو التطبيع والتنكّر لأبسط الحقوق والمسلّمات العربية في الصراع الوجودي مع العدو الصهيوني،
ومع التحولات الايجابية في مواقف الرأي العام الدولي، لاسيّما في الولايات المتحدة الاميركية والدول الأوروبية، تجاه الحق الفلسطيني وضد الإجرام الصهيوني، وما تعنيه هذه التحولات من نمو العزلة حول الكيان الغاصب الذي بدأ يعيش حالة إرباك داخلي لم يشهدها من قبل.
وإدراكاً للمتغيرات الهامّة في موازين القوى الإقليمية والدولية لصالح القوى المقاومة للهيمنة الاستعمارية والعدوان الصهيوني.
وفيما يواكب المؤتمر العربي العام ،الذي يضم مؤتمرات واتحادات وأحزاب وهيئات شعبية عربية، اللقاءات التمهيدية التي تعقدها قيادات فصائل العمل الوطني الفلسطيني في الجزائر، أرض المليون ونصف شهيد،
ولأن المؤتمر الذي أخذ على عاتقه حشد الطاقات العربية والدولية انتصاراً للحق الفلسطيني في كل المعارك التي يخوضها شعبنا الفلسطيني من أجل التحرير والعودة، بدءاً من مواجهة "صفقة القرن" إلى مناهضة التطبيع إلى دعم المقاومة إلى نصرة الأسرى والمعتقلين، فإنه يتطلّع اليكم، ومعه جماهير امتنا العربية من أجل الخروج بصيغة لوحدة وطنية تعكس الوحدة الميدانية المجيدة التي تبرز كل يوم في ساحات المواجهات، مقدمة الشهيد تلو الشهيد دون أن تتوقف أمام الانتماءات التنظيمية والمنابت الفكرية لهم.
وفي هذا الإطار يؤكد المؤتمر العربي العام على أهمية الشروع بتنفيذ آليات تطبيق ما تمّ الاتفاق عليه من تفاهمات جرت سابقاً، والبدء في تشكيل القيادة العليا للعمل الوطني الفلسطيني التي تضّم الأمناء العامين لكافة الفصائل الفلسطينية، وتتولى إدارة مسيرة الوحدة بين الفصائل وتوحيد الطاقات الشعبية والنضالية للشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال.
أيها الأخوة والرفاق
أن كل المؤشرات المحلية والإقليمية والدولية تشير إلى أن إمكانية دحر الاحتلال وتحرير القدس وتفكيك المستعمرات وإطلاق سراح الاسيرات و الأسرى الأبطال ليست بعيدة، ولكن الثغرة الأساسية التي ينفذ منها المحتل تبقى في استغلاله التباين السياسي والانقسام الجغرافي بين فصائل العمل الوطني الفلسطيني والتعثّر في بناء آليات تحقّق التكامل بين المقاومة المسلّحة التي هي أعلى أشكال المقاومة، والمقاومة السياسية والدبلوماسية، حيث تدعم الأولى الثانية في عملها، بينما تحمي الثانية الأولى في مواجهتها مع العدو.
كما تدعو لجنة المتابعة للمؤتمر العربي العام الى أن يتم التوافق على تشكيل جبهة وطنية متحدّة تقود المقاومة بكل أشكالها لدحر الاحتلال وتحرير الأرض.
إننا نتمنى لكم التوفيق في مسعاكم، مجددّين التحية للجزائر الصامدة في وجه مؤامرات التطبيع وأجواء التخاذل، والمستمدّة من تاريخها الثوري العريق وصمودها على ثوابت النضال الفلسطيني منذ استقلالها.
لجنة المتابعة للمؤتمر العربي العام
الرئيس
خالد السفياني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق