الخيمة 194 مستمرة في بيروت

 

 الحياة الجديدة - هلا سلامة

خيمة فلسطينية في أحد الشوارع الرئيسية لبيروت وتحديدا أمام المقر المركزي للاونروا، يأخذنا المشهد بعد 73 سنة على نكبة فلسطين الى استنتاجين حتميين، أولهما ان المجتمع الدولي ما زال عاجزا عن ايجاد حل جذري يعيد به الحقوق إلى الشعب الفلسطيني، وثانيهما ان هذا الشعب ما زال متمسكا بتلك الحقوق وعلى رأسها العودة الى وطنه الذي لم تغنه عنه كل البلاد التي لجأ اليها.

ولـ"الخيمة 194" دلالاتها بالنسبة للاجئين الفلسطينييين الذين تهجروا من سوريا ولكل اخوتهم المقيمين في لبنان الذين يصرون على مساندتهم في مطالبهم ضمن اعتصامهم المفتوح الذي بدأوه منذ 18 يوما أمام مكتب المدير العام للأونروا في لبنان كلاوديو كوردوني.
خيمة أدت العوامل الجوية القاسية إلى غرقها لمرات عديدة فواجهها المعتصمون بالجلوس على كراسيهم بدل النوم، فلا بأس يقول اللاجئ الفلسطيني عز الدين عبدالله، ابن بلدة صفورية الفلسطينية الذي لجأ من مخيم اليرموك الى مخيم شاتيلا منذ العام 2018، فليس الثلج والمطر بأشد علينا من معاناتنا، وقد أقر بذلك المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني في آخر زيارة له الى لبنان، إذ قال بأنه وجد وبعد معاينته المناطق الاقليمية الخمس لعمل الوكالة بأن الفلسطينيين اللاجئين من سوريا هم الأشد فقرا وسوءا في الحياة المعيشية وخصوصا في ظل جائحة كورونا والاقتصاد العالمي المزري.

وأضاف عز الدين خلال مقابلة اجرتها معه "الحياة الجديدة" في "الخيمة 194": لا نفهم التناقض بين ما صرح به لازاريني وبين قرار مدير الوكالة في لبنان كلاوديو كوردوني الذي تبعه بعد يومين والقاضي بإلغاء بدل الإيواء (100 دولار اميركي) للعائلة الفلسطينية المهجرة من سوريا واستبداله بدفع 25 دولارا لكل فرد فيها، حددت بأنها لاستعمالات متعددة ما يعني الإيواء والغذاء وغيرها.. في وقت الغى كوردوني المعونة الشتوية التي تقدمها الأونروا عن طريق الصندوق الغذائي العالمي ومدد (صندوق الاتحاد الاوروبي) فكيف يمكن الغاء بدل التدفئة في كل هذه الظروف الصعبة؟ يسأل عز الدين.
وتابع: بدأت صرختنا من أمام مكاتب الأونروا في المخيمات وبعد ذلك توجهنا باعتصاماتنا أمام رئاسة الوكالة في بيروت ولم نحصل على أي نتيجة، إلى أن أقمنا هذه الخيمة، فنحن لم نعد نريد لا تعويضات ولا خدمات، إنما نريد العودة الى فلسطين، وقد اسميناها "الخيمة 194" باسم القرار الأممي الصادر عن الجمعية العامة للامم المتحدة الذي وافقت عليه أكثر من 30 دولة وعلى رأسها اميركا ومع ذلك لم يطبق على أرض الواقع.
وأردف عز الدين: الشعب الفلسطيني لا يطالب بالغاء الأونروا ولا عملها، ولكنه يرفض التقليصات والقرارات التي تصدرها لأنها أنشئت في الأساس لاغاثة وتشغيل اللاجئ الفلسطيني، ونحن ماضون في تحركنا من أجل استرجاع كافة حقوقنا وإلزامها بالتراجع عن القرارات المجحفة بحقنا وتقديمها الحماية والتعليم والصحة والاغاثة والتشغيل لنا، كما نطالب بتطبيق القرار 194 الذي يسمح لنا بالعودة إلى وطننا.
وختم عز الدين: هذه الخيمة تجمع كل ألوان الشعب الفلسطيني، نحن ابناء فلسطين وفلسطين أولى بنا، ميثاقنا العودة وبعدها نطالب بحق تقرير المصير والتعويض عن 73 عاما من احتلال الكيان الغاصب لأرضنا وقد قررنا أن تكون الخيمة الثانية 194، على بوابة فلسطين.
اللاجئ الفلسطيني من مدينة يافا مازن سكر الذي ولد في مخيم شاتيلا يساند أبناء شعبه المهجرين من سوريا في "الخيمة 194" فيوضح لـ "الحياة الجديدة" انه يأتي إلى هنا ليمارس حقه في المطالبة بالعودة إلى وطنه وبتنفيذ القرار 194. ويقول: والدي ولد ومات في لبنان خلال الاجتياح الاسرائيلي دفاعا عن فلسطين، لقد ورثت عنه المبدأ بأننا سنعود، طال الوقت، سبعة عقود ونحن ما زلنا محرومين من العودة، أنا لم ابلغ الـ 73 عاما من عمري لكني أرث عمر النكبة من جدي وسأورثه لأولادي وأزرع في رؤوسهم بأننا باقون في لبنان مؤقتا، نحن نريد حل لمشكلة اللاجئ، ليس بالتوطين ولا بالتجنيس، لا نريد إلا هوية وطننا.
ويتطرق سكر الى الخدمات التي تحفز العيش الكريم كالكهرباء والمياه والانترنت التي باتت شبه معدومة في المخيمات وتغيب عنها الأونروا، ويستطرد: حتى التعليم، مشكور صندوق الرئيس محمود عباس على ما يقدمه في هذا المجال لشعبنا من تسهيلات ولكنها ايضا من مهمات الأونروا، عليها ان تدفع لتخصصات أولادنا في الجامعات وتهيئهم كي يكونوا مواطنين صالحين.
أمين سر لجنة المتابعة العليا للمهجرين الفلسطينيين من سوريا الى لبنان وعضو قيادة الهيئة الادارية في "الخيمة 194" حسن على البظم علق لـ "الحياة الجديدة" قائلا: للأسف صارت الأونروا تعمل في السياسة أكثر من الاغاثة، ونظام التقليصات الذي قامت به مؤخرا هو نتاج اتفاق الإطار الذي حصل بين ادارتها والادارة الأميركية، نحن بدورنا متمسكون بالأونروا كشاهد فعلي على نكبتنا ونحملها مسؤوليات الوضع المزري الذي وصل إليه اللاجئون الفلسطينيون في لبنان عامة والمهجرون من سوريا خاصة كونهم الشريحة الأضعف بين اللاجئين الفلسطينيين.
واكد البظم ان "الخيمة 194" مستمرة وسيكون لها فروع 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق