عبد العال في ذكرى انطلاقة الجبهة الشعبية: لقد أسهمت الجبهة في كتابة أبجدية المقاومة والعنف الثوري والكفاح المسلح

 
أحيت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في لبنان ذكرى انطلاقتها الـ 54 بحفل سياسي جماهيري حاشد، وذلك يوم الخميس في ١٦\١٢\٢٠٢١ في قاعة الشهيد أو علي مصطفى، في بيروت بمخيم مار إلياس، بحضور قيادة الجبهة في لبنان، والمناطق، وحشد من الرفاق والرفيقات، وفصائل المقاومة واللجان الشعبية الفلسطينية والاحزاب والقوى الوطنية والاسلامية اللبنانية، وشخصيات فلسطينية ولبنانية، ومؤسسات ثقافية وتربوية، ومنظمات نسائية وطلابية وشبابية، ورجال دين وحشد من مخيمات بيروت والجوار اللبناني، وقد استهل الحفل بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء، وبالنشيدين اللبناني والفلسطيني، وبكلمة ترحيبية بالحضور، وكلمة عن المناسبة، قدمها نائب مسؤول المكتب الاعلامي للجبهة في لبنان فتحي ابو علي.
ثم كانت كلمة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ألقاها مسؤولها في لبنان مروان عبد العال، استهلها بشكر الحضور على مشاركتهم الحفل السياسي، كما شكر منظمي حفل الاستقبال، وقال:"
تحية العشق المقاوم، إلى من صنع الانطلاقة، وملحمة الوجود والتمرد والثورة، الذين كتبوا ملحمة المجد والكبرياء والعنفوان الوطني في لحظة فارقة من التاريخ، وعزفوا سيمفونية الخلود، وخطوا قصة عشق الوطن والشمس والأرض والكرامة والخبز والحرية".
وتابع، وإننا في هذه اللحظة إذ نتذكر أحبة اعتدنا وجودهم معنا، تذكرنا بهم حكايات بيوت شوارع وأزقة المخيم، وعيون الناس، وقد أسهموا في تحمل المعاناة في جبهات عدة، فلم يتعبوا، لم يكلوا، لم يملوا، فقد اختاروا الطريق. أكتافهم لاصقت أكتافنا، لم تفارقنا بصماتهم وابتسماتهم وأسماؤهم الحسنى.
وأضاف، نحتفل اليوم لا لنستذكر التاريخ فحسب، والمسؤولية التاريخية، وتخليدًا للمسيرة التاريخية، بل لتأكيد الاستمرارية التاريخية.
هذه الاستمرارية مستغرق في التراكم والتكامل، وعي الخبرة والحصيلة، الفكر السياسي الذي يوظف كحصيلة في سبيل رؤية تاريخية، غاية الانطلاقة الحق التاريخي، استرداد فلسطين ، الحق وليس الحل، ولا دولتين، ولا ثنائية قومية، بل كلمتين سحريتين ( استرداد فلسطين) .
هذه مكانة الجبهة في التاريخ، فقد أسهمت في كتابة أبجدية المقاومة، والعنف الثوري، والكفاح المسلح والتناقض الرئيس، فكانت بصمتها في صياغة التجربة الوطنية الفلسطينية، من أوائل بناة الوحدة والجبهة الوطنية، منظمة التحرير الفلسطينية بمضونها التحرري الديمقراطي، ورؤيتها التاريخية من خلال استراتيجيتها السياسية المبنية على أهمية الفكر والرؤية الواضحة للامور، وبمقدار ما هو شرف للجبهة هو عبء ومسؤولية عن الماضي ومسؤولية نحو المستقبل.
والانطلاقة مناسبة، لتأكيد ذاكرة لا تموت، المقصود بها تجديد الوفاء للتضحيات التي بذلت، بانطلاقتِها بعثًا لأملٍ جديدٍ من بين ركامِ الهزيمةِ ونتائجِها وإفرازاتِها الفكريّة والسياسيّة والتنظيميّة، في حمل لواءِ الثورةِ والنضالِ، ورفعِها شعارَ الكفاح الوطنيّ والقوميّ، وقدّمت على هذا الدرب، عشراتِ الآلاف من الشهداء والأسرى والجرحى والمناضلين الأشدّاء؛ وأن نكون على موعدٍ مع تجديد القسم للشهداء الذين سقطوا على درب الآلام ، للجرحى الذين سالت دماؤهم العطرة من أجل فلسطين، للأسرى الذين ما زالوا يمسكون على جمر النار في مواجهة الفاشيون الصهاينة، على موعدٍ مع تجديد المقولة التي سطرها القادة الأوائل جورج حبش، وديع حداد ، غسان كنفاني، باسل كبيسي ، جيفارا، محمود الأسود، مقولةُ تؤكدها جبهة الشعب لتحرير فلسطين، زغرودة فلسطين التي لا تموت.
وستظل الانطلاقة نار المقاومة، لن تنطفئ، ستظل مشتعلة وتزداد اشتعالاً عاماً بعد عام، وستظل هذا السيف الفلسطيني المشرع سيف الشعب الفلسطيني كيانيّتِهِ وهُويّتِهِ وذاكرتِهِ الوطنيّة الكفاحيّة، الشعب العملاق المتأهب من أجل الدفاع عن الأرض والإنسان والمقدسات في فلسطين وعلى كل فلسطين، فكرة استرداد فلسطين واستمرت الجبهة، لم تتغيّر ملامحها بأصباغ التسوية الزائفة، وأوهام السلام مع الضباع التلموذية، تتصدى لتسوية قاتلة بمفرداتها وسياساتها واتفاقاتها ومسار أوسلو الذي عمل على اختزال الوطن والشعب والحقوق وتفكيكها وتجزئتها، واستنزاف الحالة الوطنيّة وإنهاكها بالانقسام والاستفراد والهيمنة الفئويّة.
أما عن التطبيع، فقال:" التطبيع من حلف إقليمي إلى إسرائيل دولة محورية، تتدخل بين الدول وتتوسط لحل خلافات،ولذلك، القبول بالواقع والرضوخ له هو من شرّع الأبواب لتشريع التطبيع والخيانة، التي أقدمت عليها العديدُ من الأنظمة العربيّة، بشكل وقح في محاولةٍ لتصفيّةِ القضيّةِ والحقوق الفلسطينيّة، لذلك فنحن ندعو قوى حركة التحرّر العربيّة المبادرةَ إلى بناءِ الجبهةِ العربيّة المقاوِمة للتطبيع، وإن الصراع مع العدو سيبقى وسيظل، وإن كل فرد من أبناء الشعب الفلسطيني يستطيع متى شاء وأينما أراد ان يحول موقفه العنيد الممسك بكل الحق الفلسطيني. يستطيع أن يحوله إلى قرار بالاشتباك بالحجر والمولوتوف، بالسكين والدهس، بالبندقية اليدوية وبالصاروخ، وبالأمعاء الخاوية، بالثقافة والفن، بالعلم والسلاح حتى يتحرر الوطن، كل الوطن من اقصى رفح حتى اقصى الناقورة، ولن نزيد على ذلك حرفاً واحداً، وتشكيل جبهةٍ مقاوِمةٍ موحّدة، تعدُّ ضرورةً لمغادرة نهج أوسلو وما ترتّب عليه فلسطينيًّا، من رمزية أمينها العام أحمد سعدات القابض على جمر المقاومة في معتقله، وقادتها الأسرى في الزنازين إلى كل أعضاء وكوادر الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، نعتبر الرد على غباء القوة، بقانون قوة الحق الذي لا يستحق الا بالمقاومة، وضرورة بدء الإصلاح بترتيب منظمة التحرير بوصفها البيت الجامع للشعب الفلسطيني، الممثل الشرعي والوحيد وأداةٍ جبهويّةٍ تحرّريّة، عبر حوار وطني بمراجعة نقدية تتجاوز الأزمة الوطنيّة العامّة إلى رؤيةٍ وطنيّةٍ ومؤسّساتٍ ديمقراطيّةٍ موحّدة؛ تنتجها انتخاباتٌ شاملةٌ وشراكةٌ وطنيّةٌ.
وفي ما يتعلق بشعبنا الفلسطيني في لبنان، قال:" إن كان لبنان ليس بخير فنحن لسنا بخير، فهو يتعرض لهجمة سياسية مبرمجة تحت مسمى التجويع مقابل التطبيع ، لكسر إرادة المقاومة وفرض الاستسلام وتصفية قضية اللاجئين، فهناك إزدواجية لبنانية مؤذية تجاه الفلسطيني، وفي الخلفية ضغط نفسي، معنوي، اقتصادي يولد توترًا اجتماعيًّا يؤدي الى ارتفاع مستوى الهجرة، فتزداد الضغوطات على المواطن، لكن على اللاجئ بشكل مضاعف بحيث لم نعد نعرف ما الذي يريده اللبنانيون، و لكن في مقابل ما يريده اللبنانيون، فهل نعرف نحن الفلسطينيين ما نريد، ولكن كيف نحقق الذي نريد؟ لا نساهم نحن في حصار شعبنا، بل باستراتيجية عمل لترجمة الإجماع السياسي حول حماية الوجود ورفض التهجير والتوطين والتمسك بحق العودة، خاصة في ما يتعلق بحقوق الإنسانية، وفي مقدمها حق العمل، ومن موقع الإشادة بقرار وزير العمل لكن حتى لا يذهب مع الريح، العنصرية، كما ذهب قرار من سبق، نؤكد المراسيم التطبيقية.
وعما حصل في مخيم البرج الشمالي، قال:" إننا نترحم على الشهداء، ونعزي أنفسنا، وندين هذه الجريمة المشبوهة زمانًا ومكانًا ودلالة، جريمة موصوفة وسابقة خطيرة أن يطلق النار، بوضح النار، تحت مرآى ومسمع الجميع وأمام عدسة الكاميرات، وأين؟ على جنازة شهيد، ومن قام بما قام به يريد إشعال فتنة للنيل من الوجود الفلسطيني كله، من قضية اللاجئين من أمن المخيمات، ومن السلم الأهلي والتعايش الوطني ولإخراج المخيم على القانون، فمن موقع المسؤولية الجميع تحت سقف القانون، مرجعية الدولة والقضاء كل حادث، القضاء ليلاحق المجرم ومن ساعده ومن كلفه والعقاب بيد القانون، كما تفعل الأحزاب اللبنانية كافة،
واستعداد الجميع للالتزام بهذا الأمر، ما يعني أن نتصرف بمسؤولية، نؤسس لمصلحة فلسطينية عليا فوق الجميع أمنًا وكرامة وحقوق شعبنا هو الإجماع السياسي الفلسطيني، النيل من العمل المشترك الذي يحفظ مصلحة شعبنا، ومصلحة البلد المضيف ولا ينبغي السماح لأي تجاوزات فردية أو فئوية او فتنوية أن تضرب هذا الإجماع، والحريص على صيانه وحماية مخيماتنا وشعبنا عليه أن يتصرف بمسؤولية، وعلى الجميع قطع الطريق على الأيدي القذرة واستهدافات هذا السلوك الشاذ، و أن لا ندخل أنفسنا في السجال الداخلي اللبناني / اللبناني، وأن ندرك خصوصية لبنان وظروفه وواقع شعبنا وما يتعرض له.
لذلك نسأل: لمصلحة من يجري تفكيك العمل الفلسطيني المشترك؟
وأضاف، لنتعلم من نموذج نهر البارد، نموذج الانتصار على الأزمة، التحدي الشعبي، انتصار تحدي العلاقات اللبنانية الفلسطينية، استراتيجية الوحدة الميدانية، وبالهدوء وبالصبر وطول النفس، استراتيجية التكامل بين العمل الشعبي والسياسي ووحدة كل الأطراف بهدف إعمار نهر البارد، وإن إجهاض الأزمات التي تحدث أمرًا ممكنًا، في حال أدركنا "أن درهم الوقاية خير من قنطار علاج"، أن يسيطر علينا العجز ونستسلم للانفعالات والتوتير والشعارات الفارغة، إجهاضها يطرح خيارين، أولهما، إدارتها بفاعلية ورويّة وتفهم، وان نزين كلامنا وبياناتنا بميزان الذهب، حتى لا تتعمق الأزمة وتنفجر، وثانيهما، الاستسلام لها والخضوع لتداعياتها وتلقي آثارها التي قد تكون تدميرية، لذلك تتطلب الأزمات إدارة حاذقة، وقرارات صعبة في المواجهة القاسية وقدر أعلى من التوازن، وعدم التوتر والتفاهم، الوحدة والتعاون والثقة، لقد نجحنا في الجهاد الأصغر، ولكن نحن نحتاج للجهاد الأكبر.
وختم كلامه بالقول:" في ذكرى الانطلاقة، نرفع تحية التقدير والاحترام، تحية الاعتزاز والفخر لشهداء المسيرة الثورية دفاعاً عن القضية الفلسطينية ، نرفع تحية الفخر والاعتزاز بشعبنا الفلسطيني وأصدقائه من الأحرار في العالم.



































ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق