قسم مستحدث لكورونا في مخيم عين الحلوة

 

 العربي الجديد – انتصار الدنان

أنشأ مستشفى النداء الإنساني داخل مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا، جنوبي لبنان، قسماً للعناية الفائقة مخصصاً للمصابين بكوفيد-19، في ظل الحاجة الماسة إلى تقديم الخدمات الأكثر إلحاحاً للاجئين الفلسطينيين الذين يواجهون تداعيات أزمة كورونا في ظل معاناتهم من ظروف معيشية صعبة وفقر.

يقول المدير العام لمستشفى النداء الإنساني، الدكتور عامر السمّاك لـ"العربي الجديد": "ندرك جيداً أن التعامل مع أزمة تفشي فيروس كورونا الجديد يستدعي تحديث الأفكار والوسائل الصحية المستخدمة في مواجهة مخاطره. وبسبب حساسية المخيم، وعدم إمكان مصابين مغادرته لأسباب مختلفة من أجل تلقي العلاج، وجدنا ضرورة لإنشاء قسم للعناية الفائقة خاص بمرضى كورونا ووضعناه قيد التنفيذ مستفيدين من توفر رغبة كبيرة لدى لجنة الحوار اللبناني-الفلسطيني التي اضطلعت بدور كبير في تأمين كل مستلزمات التجهيز".

مستشفى الأقصى يستقبل مرضى كورونا في عين الحلوة

يضيف السمّاك: "شكل مستشفى النداء الإنساني جزءاً من مبادرات الاستجابة لمتطلبات مكافحة كوفيد- 19 في المخيم، وتغطية كل التجمعات الفلسطينية في لبنان التي أطلقها رئيس لجنة الحوار اللبناني- الفلسطيني الدكتور حسن منيمنة بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة العامة في لبنان ورئيس اللجنة الوطنية لإدارة لقاح كورونا في لبنان الدكتور عبد الرحمن البزري، إلى جانب منظمتي أطباء بلا حدود ويونيسف (منظمة الأمم المتحدة للطفولة) وسفارة دولة فلسطين في لبنان، وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وكل العاملين في المجال. وسوف يواصل المستشفى دوره في مواكبة متطلبات الاستجابة الملحة عبر هذا القسم الذي شاركت ألمانيا في تمويله عبر مؤسسة جي آي 2 ونفذه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومهماته في المشاركة بحماية مجتمعنا الفلسطيني بالمخيمات، مع التمسك باستكمال الجهود التي بذلتها مؤسسات تعمل في هذا المجال، مثل هيئة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني التي تصدّت منذ البداية للوباء واستطاعت إنقاذ ناس كُثر".

ويشير السمّاك إلى أنّ "المشروع أنجز وفق تعليمات وزارة الصحة العامة في لبنان، ويحتوي القسم على ستة أسرّة بتجهيزات حديثة، من بينها ثلاثة مزودة بأجهزة تنفس صناعي، وكذلك جهاز لغسل الكلى. وقد وُظّف فريق عمل متخصص ومؤهل للعمل في قسم العناية الفائقة بمرضى كورونا، ونأمل أن يسد هذا القسم الحاجات الضرورية الخاصة بمكافحة كوفيد- 19 في المخيم".

من جهته، يقول الطبيب المسؤول عن قسم كورونا في مستشفى النداء الإنساني الدكتور عبد الله عبد الله لـ"العربي الجديد" إن "قسم العناية الفائقة بمرضى كورونا سوف يتابع حالات شخصها متخصصون قبل حضورها، وسوف يتمّ التعامل مع الإصابات بحسب درجة حدّتها التي سنحددها عبر إخضاع المريض لفحوص وصور أشعة تسمح لنا بدخول مرحلة العلاج المطلوب، والانتقال إلى المراقبة اليومية للتعرّف إلى المستجدات".

 يشير عبد الله إلى أن "قسم علاج مرضى كورونا معزول عن المستشفى، والقادمون إليه يدخلون عبر بوابة خاصة تمنع أي احتكاك مع باقي الأقسام. وهو يتضمن أجهزة تهوية خاصة، ومجهز بمختبر يعمل على مدار الساعة، ويتناوب فيه أطباء متخصصون في أمراض القلب والرئة وغسل الكلى".

ويلفت منيمنة بدوره إلى أن "لجنة الحوار اللبناني-الفلسطيني تنبهت منذ بداية أزمة كورونا إلى أهمية إعطاء أولوية لمكافحة الوباء داخل المخيمات الفلسطينية، وطبقت سياسة لدعم المستشفيات والمستوصفات، وأنشأت قسماً في مستشفى الهمشري بصيدا، في حين تعمل حالياً على تجهيز أقسام أخرى في مستشفى صفد شمالي لبنان ومستشفى البص في منطقة صور في الجنوب، وعلى دعم مستشفى النداء الإنساني في مخيم عين الحلوة عبر تزويد القسم الخاص به بأفضل التجهيزات، مع الإفادة من تمويل من دول مانحة، علماً أن ثمة حاجة ملحة لاستحداث هذا القسم في داخل المخيم، لأن ثمة أشخاصاً لا يستطيعون الخروج منه، ما يمنع تقديم العلاج لهم".

"منكم ولكم" في مخيم عين الحلوة

ويكشف رئيس اللجنة الوطنية اللبنانية لإدارة لقاح كورونا الدكتور عبد الرحمن البزري، أن "العمل على تجهيز قسم العناية الفائقة بمرضى كورونا في مستشفى النداء الإنساني بدأ قبل عام ونصف عام. وقد أجرينا زيارات ميدانية مع اللجنة العليا لهيئة الحوار اللبناني- الفلسطيني، وناقشنا خطوات دعم الحكومة الألمانية للمشروع الذي تحوّل إلى واقع". ويشير البزري إلى أن "القسم المستحدث هو الوحيد في مخيم عين الحلوة الذي يُعَدّ من بين أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان ويضم كثافة سكانية، وأشخاصاً كُثراً غير قادرين على الخروج لأسباب مختلفة. من هنا كان من الضروري العمل لتحصين الوضع الصحي في داخله، خصوصاً أن كوفيد-19 مرض يفتك بالناس، ما يحتم الاستعداد لمواجهته، علماً أن التجهيزات الطبية التي زُوّد بها القسم ستكون مفيدة في مرحلة ما بعد الوباء". يضيف البزري: "يمكن القول إننا حققنا هدفين أساسيين من المشروع، أولهما دعم الواقع الصحي الفلسطيني في مواجهة كورونا، مع تعزيز إمكانات توفير الطبابة المطلوبة لأهلنا الفلسطينيين داخل المخيم، والثاني تحسين القدرات الصحية الاستشفائية الطبية فيه، وهو أمر مهم جداً ساهم في تذليل كل العقبات التقنية والمالية والإدارية والفنية التي اعترضت التنفيذ، الأمر الذي يجعل القسم المستحدث أحد أهم الاقسام على صعيد مكافحة الوباء في لبنان، على غرار مستشفى الهمشري".


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق