بيان لحركة فتح في ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا

 

يا جماهير شعبنا الفلسطيني في لبنان وفي كل مكان من أمكنة الشتات.. 


إنَّ مجزرة صبرا وشاتيلا تمت في 16-18-9-1982،وتعتبر من أبشع المجازر التي حصدت رقاب أهالي مخيمات بيروت، حيث كانت تسكن مخيمي صبرا وشاتيلا آلاف الأسر الفلسطينية واللبنانية المنكوبة من فلسطين إضافة إلى عائلات لبنانية مهجرة أيضاً من الجنوب جراء القصف الصهيوني على قرى جنوب لبنان إضافة إلى مئات الأسر اللبنانية الموجودة في جوار المخيمات وتسكن بيوتاً من الصفيح. 
صحيح أن الميليشيات اليمينية اللبنانية هي التي نفذت مثل هذه الجرائم بحق آلاف  المدنيين الذين كانوا في منازلهم وعلى رأسهم إيلي حبيقة وأشرف على الجرائم وشارك فيها أيضاً أرئيل شارون وزير الدفاع، ورفائيل إيتان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي آنذاك فقوات الاحتلال فرضت طوقاً محكماً على المخيمين، وأطلقت قنابل الانارة  حتى يتمكن المجرمون القتلة من اقتحام المخيمين، والشروع في عملية ذبح المدنيين بأسلوب نازي، متنقلين من بيت إلى بيت مستخدمين السواطير والفؤوس والبلطات،وابادة كل من يتحرك، بينما كانت الجرافات  والدبابات تهدم وتنسف وتجرف البيوت على رؤوس أصحابها من أجل إخفاء الجريمة وكان الغريب في الامر هو استمرار عملية القتل والجرف مدة ثلاثة أيام متواصلة دون توقف. 
لقد كان عدد الضحايا كبيراً ويزيد على ثلاثة آلاف وخمسماية ضحية على الأقل لأن هناك المئات تم نقلهم في شاحنات، و تمَّ دفنهم خارج المنطقة حتى يتم إخفاء ما أمكن من جريمة العصر جريمة صبرا وشاتيلا، ويقدَّر عدد وحجم الضحايا الموزعين بعد دفنهم ما يتراوح بين 3500 ضحية إلى خمسة آلاف ضحية، ومنهم من ظل حياً شاهداً على حجم وهول الجريمة، وهؤلاء تم العثور عليهم بأعجوبة ومنهم الأخت المناضلة سعاد سرور التي ساعدها الحظ بالنجاة وبأعجوبة لأن الله سبحانه وتعالى كتب لها الحياة. 
في هذه الذكرى الأليمة التي تعتصر لذكراها القلوب من شدة المأساة، وترجمة الأحقاد والتعبير عنها بأسوأ الأشكال وأبشع الأدوات الحادة والأساليب النازية. 
إن الجهات الحاقدة على الانسان الفلسطيني صاحب القضية المقدسة، وقد طالَ الحقدُ والضغينةُ والكراهية عموم أبناء شعبنا الفلسطيني واللبناني الذين جمعهم في هذا المكان وسط بيروت مخيم الفقر، والحاجة والمأساة، والتشرد، وأُصرُّ القيمون على هذه الجريمة النكراء جريمة العصر، والتي تمت بمباركة النازية الصهيونية صاحبة الباع الطويل في ارتكاب الجرائم والمجازر في دير ياسين وفي الطنطورة وفي صلحا، وفي كل قرية فلسطينية لقد دفع شعبنا الفلسطيني واللبناني في منطقة صبرا وشاتيلا أثماناً باهظه عندما دخلت العصابات الدموية، وهي تحمل السواطير، والخناجر، وتتعمَّد تقطيع الأوصال، ثم تدفن الجثث لاخفاء الجرائم. صحيح أن هناك أدوات لبنانية محلية يمينية شاركت في تنفيذ المشروع الصهيوني النازي البغيض، وكانت النتائج الدموية لهذا الحدث وصمة عار في جببن الإنسانية برمتها، فليست المرة الأولى التي يُغتالُ فيها نساؤنا وأطفالنا، ورجالنا، وتُقطَّعُ أوصالهم من أجل تشويه وارباك القضية الفلسطينية، وتدمير حقوقهم في الحرية والعيش الكريم. 
واليوم في هذه الذكرى الأليمة لمجزرة صبرا وشاتيلا، فإننا كحركة فتح نؤكد لأهلنا أبناء مخيمات لبنان، وتحديداً صبرا وشاتيلا، وتل الزعتر وكافة أهلنا الذين ذاقوا اللوعة والحسرة،  بسبب المآسي المتتالية بأننا سنظل الأوفياء لهذه الشعب المكافح والأصيل، والذي ضحَّى بكل ما يملك من أجل فلسطين، ومن أجل الكرامة، ومن أجل العهد الذي قدَّمناهُ كي نحمي مقدساتنا وحقوقنا الوطنية والتاريخية. 
وسنظل على العهد، وعلى القسم، الذي أقسمناه منذ انطلاقتنا بأن نبقى الأوفياء مهما اشتدت المأساة، وطالت المعاناة، ونحن الذين قلنا المجد للشهداء، والنصر للثوار، والأسرى والاحرار مهما طال الزمان. 
المجد والخلود للشهداء الأبرار. 
والنصر لأسرانا البواسل عشاق الحرية، الذين يقارعون جيش الاحتلال في المعتقلات والزنازين، وتحت الأرض، وبين الغابات، والأشجار، والأودية، وبين الألغام. 
الشفاء الكامل لجرحانا البواسل. 
والنصر لشعبنا شعب الرمز ياسر عرفات، وشعب الثابت على ثوابت أبو عمار الرئيس محمود عباس. 
وانها لثورة حتى النصر 

إعلام  حركة فتح الساحة اللبنانية 

16/9/2021 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق