قدسية العضوية في الفصائل الفلسطينية.. (فتح مثلا)

 


عبد معروف 

للعضوية في صفوف أي تنظيم أو حزب سياسي قدسيتها وأهميتها من أجل إيجاد بنية تنظيمية متماسكة وقوة تنظيمية فاعلة، وهذا يستلزم نوعية محددة من الأعضاء هم ليسوا المثقفين الثوريين وحدهم، بل هم الفئة الأكثر نشاطا واندفاعا والأكثر قدرة على تقبل الأفكار الثورية الذين قرروا النضال دفاعا عن الوطن والشعب في مواجهة التحديات وفي مقدمتهم الاحتلال.

ورغم وجود بعض المقاييس العامة في النظم الداخلية للتنظيمات والأحزاب السياسية، فالتنظيم الطليعي والذي يعتبر نفسه قائدا لمسيرة النضال والثورة يختار من صفوف الشعب الفئة الأنشط والأقدر والأكثر استعدادا للتطور، لأن المبدء الأساسي لقضية العضوية يقوم على أساس أن التنظيم هو خيرة المناضلين في صفوف الشعب ومقياس العضوية هي الالتزام والانضباط والاستعداد للتضحية.

و التنظيم الثوري القائد لا يحتاج لرافعي الشعارات والهتافات والذين يتقنون فن الخطابات ورفع الرايات وإن كان لهؤلاء دور في صيرورة النضال الوطني العام، لكن التنظيم الثوري القائد لمسيرة النضالية يحتاج لمناضلين يقومون  بعمل نضالي ثوري والثورة علم وعمل ووعي وممارسة وتنظيم .

حركة التحرير الوطني الفلسطيني"فتح" طليعة النضال الوطني الفلسطيني من أجل دحر الاحتلال واستعادة الحقوق وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وأمام هذه المهمات المصيرية في مواجهة عدو وحشي إرهابي، فإن من الطبيعي أن يكون أعضاء حركة فتح" هم طليعة النضال الفلسطيني ومن الفئات الأكثر وعيا واندفاعا وتواضعا وانضباطا وتضحية وقدرة على تقديم التضحيات في سبيل تحقيق أهداف الشعب والوطن.

وقد أكدت الحركة أن قوة التنظيم لا تتحدد بعدد أعضائه بقدر ما تحدد بنوعيتهم وبإخلاصهم والتزامهم بالمبادئ، لأن التنظيم الثوري قلعة لا يفتح أبوابها إلا للمناضلين الثوريين الأشداء من أجل مقاومة الاحتلال واستعادة الحقوق وإعادة بناء المجتمع. وفي حال لم يتوفر ذلك يصاب التنظيم بحالة من الترهل والعجز وعدم الاندفاع والكسل وعدم القدرة على المحاسبة على التقصير والتجاوزات .

هناك العديد من الفصائل تعتبر أن من مهمتها هي الوعظ للكسالى والمقصرين وغير الملتزمين لدفعهم للعمل والنشاط والانضباط والالتزام، لكن الوعظ يفيد في أماكن العبادة ولا يفيد في التنظيم الثوري لأن عدم المحاسبة يراكم العجز وتراكم العجز يؤدي إلى الترهل والتفكك والتفتت والضعف وتزايد الأزمات.

وبالتالي عانت أكثرية الفصائل الفلسطينية من أزمة الاستقطاب والنمو وأزمة البنية الداخلية وأزمة الالتزام والانضباط، أزمة غياب الوعي الجاد والعمل واقتصار النشاط على المشاركة في المهرجانات والخطابات ورفع الرايات .

حركة"فتح" شددت على قدسية العضوية، وأشار النظام الداخل لحركة"فتح" أن للعضوية أنواعها وشروطها وحقوقها وواجباتها.

وأكد النظام الداخلي لحركة "فتح" على أن العضوية في الحركة حق لكل فلسطيني أو عربي تتوفر فيه شروط العضوية ويؤمن بتحرير فلسطين ، ويلتزم التزاماً تاماً بالنظام الداخلي للحركة وببرنامجها السياسي وبكافة لوائحها وقراراتها السياسية والتنظيمية .

والعضوية في الحركة نوعان ، عضو عامل، وهو العضو الذي اجتاز فترة التجربة المحددة للعضو النصير، وتثبت عضويته عاملاً في الحركة بموجب قرار من لجنة الإقليم أو بترشيح من الأطر التنظيمية القيادية في الأجهزة المركزية وبموافقة مفوضية التعبئة والتنظيم .

و عضو نصير : وهو العضو المرشح  للانضمام إلى صفوف الحركة وتخضع عملية ترشيحه وتنطبق عليه شروط العضوية المنصوص عليها في المادة (9) من النظام الداخلي. وأن يجتاز فترة تجربة وإعداد لا تقل عن ستة أشهر يستوعب خلالها المنطلقات النظرية للحركة ويؤدي بحماسة ما يعهد إليه من مهام وواجبات نضالية (هذا ما نص عليه النظام الداخلي). 

على أن يتمتع بسمعة طيبة ووطنية صادقة.وأن لا يكون قد ارتكب جريمة أو جنحة مخلة بالشرف والأخلاق وأن يحترم الشعب وتقاليده الأصيلة ، ويعمل على خدمة الجماهير ويحافظ على مصالحها ويصون أمنها . وأن يتمتع بحد مقبول من الوعي والقدرة على تحمل المسؤولية وصاحب شخصية محببة لإخوانه والجماهير ، أن يكون لديه الاستعداد الكافي للبذل والتضحية ونكران الذات.

أمام التحديات التي تتعرض لها الفصائل الفلسطينية والقضية الفلسطينية عامة، وفي ظل مرحلة تتعاظم فيها التحديات وتتكاثر الأزمات، لابد من إعادة تقييم العضوية داخل الفصائل الفلسطينية، فالفصائل الفلسطينية وفي مقدمتها حركة"فتح" حركات وقوى سياسية ما يعني أن الأعضاء في صفوفها هم طليعة الشعب الفلسطيني والأكثر وعيا واندفاعا وتضحية وتنظيما وتواضعا، لأن السياسة علم والنضال يحتاج لخيرة المناضلين وأكثرهم إخلاصا والتزاما وقدرة على التضحية والعمل من أجل الشعب والوطن.

وبالتالي، فإن المرحلة تحتاج لتقييم الأعضاء ورفع مستوى وعيهم وتنظيمهم، رح الله الشهيد القائد كمال عدوان:"عام 1972 اجتمع بكوادر وأعضاء حركة فتح في منطقة صور(البص، الرشيدية، وبرج الشمالي، وتجمعات الساحل)، وخلال جلسة الحوار والنقاش التي استمرت لساعات رأى الشهيد أن كادر وأعضاء حركة فتح في منطقة صور ينقصهم الكثير من الوعي والثقافة التنظيمية والسياسية، فاتخذ قرارا أعلن فيه عن تجميد العمل التنظيمي لعدة أشهر وطلب من جميع أعضاء قيادة المنطقة التوجه إلى بيروت لإخضاعهم لدورات تثقيف سياسي وتنظيمي" وقال يومها في مخيم الرشيدية : " أعضاء التنظيم الطليعي هم طليعة الشعب وأكثرهم وعيا وثقافة".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق