مسحراتي "شاتيلا" .. الدعاء لفلسطين والقدس طيلة شهر رمضان

 

وكالة القدس للأنباء - مصطفى علي

من المهن التي أصبحت شبه منقرضة، نتيجة تغير العادات والتقاليد التراثية ، هي مهنة المسحراتي التي ارتبطت بأجواء شهر رمضان الروحية والاجتماعية.

الشيخ عامر عكر، رجل في الخمسينيات من عمره،ظل محافظاً على مهنة المسحراتي  في مخيم شاتيلا، منذ أكثر من عشرين عاماً. مهمته  إيقاظ الصائمين خلال فترة السحور، بطبلة صغيرة يربطها بحبل حول عنقه يطرق بها وهو يجول في حواري وأزقة المخيم ينادي الأهالي وبصوت عالٍ شجي مع مزيجٍ من المدائح النبوية المعتادة، وصولاً إلى الدعاء لفلسطين والقدس والأسرى، والتذكير بحق العودة والنصر لإنتفاضة الأقصى المباركة، وبذلك يتم إيقاظ الناس على السحور وإبقاء فلسطين في مخيلة وذاكرة الأجيال.

وفي السياق، التقت "وكالة القدس للأنباء" بالشيخ عامر في فترة السحور، حيث قابلنا  كعادته بإبتسامة عريضة لا تفارق وجهه البشوش، تحدث عن مسيرته الطويلة في مهنة "المسحراتي" في المخيم فقال:"أنا رجل أحب فعل الخير، ونداء الناس قبل الفجر لتناول وجبة السحور، ومن ثم الانتظار لإداء صلاة الفجر، ودائماً ما كان هذا العمل يشعرني بالراحة والطمأنينة، لأنني أزرع الفرحة في نفوس الصائمين، حيث ارتبط سحور شهر رمضان بمهنة المسحراتي، منذ عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي أوصانا بالسحور".

وأضاف: "وجبة خفيفة على السحور تخفف على الصائم أثر تحملَ صيام يوم طويل، كما أن الصيام يعودنا على الإمساك عن الطعام وعدم كثرة الأكل والشراب، وذلك يعود بفائدة ومنفعة كبيرة لجسم الإنسان".

 وحول دعائه لفلسطين وأهلها طيلة شهر رمضان، لفت الشيخ عامر بأن "المقصود من ذلك هو تذكير الأجيال الجديدة بالوطن الحبيب فلسطين، فلا شيء أغلى من الوطن، والتمسك بحق العودة هو شيء مقدس".

يتمنى الشيخ عامر أن يكمل مسيرته في إيقاظ الناس على السحور، ووطنه فلسطين محرراً من الاحتلال، ليجول بطبلته في شوارع وأزقة مدينة القدس العتيقة لإيقاظ أهلها على السحور، ومن ثم أداء الصلاة في المسجد الأقصى الشريف.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق