زهرةٌ رمضانية (26) .. الكرسي



بقلم الأسير المجاهد: سامح سمير الشوبكي

سجن ريمون الصحراوي

من زمن ليس بالبعيد نظرت من زنزانتي باتجاه ساحة السجن التي تضم عددًا من الأسرى، كان من بينهم أبو شادي، وبدا لي أنه يبحث عن شيء ما، سألت نفسي عن الشيء الذي يبحث عنه أبو شادي في ساحة فارغة إلا من أجساد الأسرى، وبعد لحظات عرفت أنه يبحث عن كرسي ليجلس عليه!

ولمن لا يعرف الرجل الذي يتم الحديث عنه، فهو أبو شادي الطوس أحد عمداء الأسرى الفلسطينيين، أمضى إلى الآن في سجون الاحتلال 37 عامًا متواصلة! بحث بالأمس القريب عن كرسي بلاستيكي مهترئ؛ ليستريح عليه قليلًا من إرهاق سنوات الأسر فلم يجد!

والشعب الفلسطيني بأكمله لا يزال يبحث عن وطنه المسلوب؛ ليستريح فيه من عذابات الاحتلال، ولكنه إلى الآن لا يجد! وزعماء العالم المستبد يجلسون وينعمون بالكراسي الملوكية ومنذ عشرات السنين وهم يدوسون المساكين والمستضعفين في الأرض ويطلقون القذائف على أحلام شعبي الفلسطيني بالحرية والانعتاق، ثم يملؤون الأرض ضجيجًا بالدعوات الكاذبة والزائفة عن الحريات والحقوق وتقرير المصير!

شهر رمضان البوصلة الإيمانية يرشدنا إلى إدراك الحقائق وفهمها جيدًا.


--

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق