فرصة نأمل عدم تضييعها

 


ماهر الصديق  

 في اكتوبر 2009 و بينما كان مندوبي الدول يستعدون  للتصويت في مجلس حقوق الانسان على ادانة الجرائم " الاسرائيلية " اثناء الحرب على غزة ، قام المندوب الفلسطيني السيد ابراهيم خريشة  و بشكل مفاجئ و ملفت و مثير للدهشة بسحب الدعوى مما عطل تلك الادانة الدولية ، التي كان سيتبعها ارسال بعثات دولية متخصصة  للتحقيق في الجرائم الصهيونية ، و هو ما قد يؤدي الى اعتقال قادة سياسيين و عسكريين صهاينة متورطين بتلك الجرائم . لقد اكدت مصادر متعددة يومها ان السلطة تعرضت لضغوطات كبيرة و تهديدات من قبل الادارة الامريكية و قادة الاحتلال الصهيوني مما دعا السيد سلام فياض الذي كان رئيسا للوزراء للطلب من المندوب الفلسطيني لسحب الدعوة ! اليوم تعلن المحكمة الجنائية الدولية عن وصايتها القضائية على المناطق الفلسطينية المحتلة عام 67 بما فيها القدس الشرقية ، و هذا  يفتح الباب امام الفلسطينيين لرفع قضايا لا حصر لها على القادة الصهاينة لارتكابهم جرائم  بحق الانسانية  و انتهاكهم  لمواثيق حقوق الانسان في الاراضي الفلسطينية المحتلة  من قتل و اعتقال و تعديات و تهويد و هو ما يهدد القادة الصهاينة بالملاحقة القانونية دوليا و يضع كيان الاحتلال  في مصاف الدولة المحتلة  التي تنتهك حقوق الانسان و ترتكب جرائم يحاسب عليها  القانون الدولي . ان استغلال هذه الفرصة الثمينة تعتبر مهمة وطنية ، و يقع على  المؤسسات الرسمية المسؤولة تشكيل لجان بحثية  متخصصة توثق الانتهاكات الصهيونية  التي طالت الاطفال و النساء و كبار السن و اعتدت على اماكن العبادة و المنازل و المؤسسات الاقتصادية و اراضي المزارعين . كذلك لتبين الاوضاع المأساوية التي  يعاني منها  الاف  الابطال الذين يرزحون في معتقلات الاحتلال في ظروف غير انسانية . معتقلون بسبب دفاعهم عن وطنهم و عن حقوقهم و عن عائلاتهم و ممتلكاتهم . انها فرصة لنكشف  للمجتمع الدولي الجرائم التي يخفيها العدو و تساهم في اخفائها المؤسسات الاعلامية و الدعائية التي تسيطر على معظمها الصهيونية و المنظمات التابعة لها . ان مجالات النضال الوطني متعددة و يجب عدم التقليل من اهمية كل واحدة منها ، فكل واحدة مكملة للاخرى . ان النضال لا ينحصر بالسلاح بل يواكب العمل المسلح النضال في المجالات  السياسية و الاعلامية و الثقافية و الاقتصادية . علينا استغلال هذه المحطة الى اقصى منتهاها و اعتبارها ساحة من ساحات الصراع المرير و الطويل مع هذا العدو المجرم ، و العمل بكل الوسائل من اجل تقديم القادة الصهاينة للمحاكم الدولية كمجرمي حرب ينتهكون كل الاعراف و القوانين الانسانية

      



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق