الفلسطينيون في مخيمات لبنان: كورونا يضاعف مأساتهم

 


 انتصار الدّنّان

21-01-2021
دخلت قيود الحجر الصحي في لبنان يومها الخامس، إذ فرضت السلطات اللبنانية حجرًا صحيًّا عامًّا في البلاد بدءًا من الخميس 14 كانون الثاني حتى 25 كانون الثاني، من أجل التصدي لتفشي فيروس كورونا في البلاد، وفي هذا الإطار فقد خضعت المخيمات الفلسطينية في لبنان للحجر ذاته، حيث سجل أن نسبة الالتزام بهذا الحجر عالية علمًا أن سكان المخيمات يعانون من الوضع الاقتصادي المتردي الذي لعبت في تزايده عوامل عديدة، بدءًا من البطالة التي يعيشها العمال الفلسطينيون بعد أن أصدر وزير العمل اللبناني السابق كميل أبو سليمان قرارًا يقضي بضرورة حيازة إجازة عمل لكل عامل أجنبي، مرورًا بانتفاضة تشرين وصولًا إلى انتشار جائحة كورونا، وارتفاع سعر متطلبات العلاج والطبابة.
وفي موضوع الحجر ونسبة الالتزام، يقول محمد شريدي، وهو صاحب محل صاحب محل خضار وفاكهة: "الناس في المخيم جميعهم يعيشون أوضاعًا سيئة، والعديد منهم يلتزمون بالحجر الصحي، ولا يتجولون في الشوارع بشكل طبيعي إلا للخروج من أجل تأمين احتياجاتهم الضرورية، كالخضار وغيرها، وهذه المواد هي التي يسمح بدخولها إلى المخيم، وذلك بتنسيق مسبق من خلال استحصال تصريح بإدخالها، لأنه ممنوع على السكان الخروج والدخول من وإلى المخيم.
أما مصطفى، فقال: الناس داخل المخيم ملتزمون بالحجر، وهناك تباعد بين الناس عند نزولهم من المنازل لشراء حاجاتهم، كالمواد الغذائة والخضار واللحوم، وهم أيضًا ملتزمون بوضع الكمامة، وليس هناك اكتظاظ سكاني، بل هناك تباعد اجتماعي خوفًا من انتشاء الوباء.
أما الحاجة أم خالد، وهي من سكان مخيم عين الحلوة، تروي عن وضع المخيم في ظل الوباء العالمي "كورونا"، فتقول: "فيروس كورونا منتشر في المخيم، لكن الناس يرفضون البوح بأنهم يحملون هذا الفيروس، ويخالطون الكثير من الناس في المخيم، وينشرون الوباء بين الأقارب والجيران والأصدقاء".
وفي كلمة وجهتها الحاجة أم خالد للأشخاص الحاملين لفيروس كورونا حول ضرورة حجر أنفسهم في منازلهم، قالت: "وضع المخيم من سيئ إلى أسوأ بسبب غلاء الأسعار، والمساعدات التي تقدمها الأونروا والمنظمات لا تقدم لجميع سكان المخيم بل لفئات معينة من الناس وتحديدًا للأشخاص الذين لديهم واسطة".
أما الحاجة طاهرة تروي معاناتها في ظل هذا الوباء العالمي، وتقول: "أنا امرأة مريضة، وبحاجة إلى أن أتناول أدوية بشكل دائم، لكن الأدوية مفقودة من الصيدليات، وعندما يتوفر الدواء في الصيدليات يزداد سعره، وذلك بحسب سعر صرف الدولار، فنضطر لشراء أدويتنا من خارج المخيم بأقل كلفة من صيدليات المخيم.
وتتابع القول: "الناس يعانون من الجوع والفقر ومن عدم توفر أدويتهم، وليس هناك أية مساعدات من الأونروا أو غيرها من الجمعيات".
أما الحاجة نضال، تحكي عن الأوضاع الاقتصادية المأساوية في لبنان بشكل عام، وفي المخيم بشكل خاص، وتقول: "في ظل هذه الظروف التي نعيشها اليوم ليس هناك فرص عمل للبنانيين والفلسطينيين على حد سواء، فلذلك صار هناك عدد كبير من العمال باتوا عاطلين من العمل، وبالتالي ازدادت نسبة الفقر في المخيم، بالإضافة لانقطاع بعض الأدوية الضرورية وتخزينها في الصيدليات لرفع ثمنها، والأونروا والجمعيات الأخرى ليس لها فائدة أبدا ولا تساعد إلا الذين لديهم واسطة".
تزيد الحاجة نضال، وتقول: "الأيام الآتية سوف تكون أصعب بكثير من هذه الأيام؛ لأن الناس لم يعودوا يملكون ثمن رغيف الخبز".
أما الحاجة أم محمود من مخيم عين الحلوة، تقول: "في البداية، الناس كانوا مستهترين، ولكن الآن صاروا يدركون خطورة هذا الوباء العالمي، وصاروا يلتزمون الحجر، ووضع الكمامات عند خروجهم من المنازل".
تتابع، أم محمود، وتقول عن المساعدات وكيفية تحمل هذا الحجر: "المساعدات تأتي من جميع البلدان، ولكن أهالي المخيم لم يروا أية مساعدة؛ لأنها تذهب للأشخاص المحسوبين على أشخاص معينيين، أما الأشخاص المحتاجون فعليًا للمساعدات داخل المخيم لم يروا أية مساعدة".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق